المتروكات

المتروكات


أتدري لماذا تركتُ الهِجاءْ؟

تركتُ الهِجاءَ لأنَّ الذينَ آستحقّوهُ

صاروا كِثاراً، وأحتاجُ فيهمْ سنينَ

لكي أُكمِلَ القائمةْ

**

أتدري لماذا تركتُ الرِثاءْ؟

تركتُ الرثاءَ لأنَّ الكثيرينَ مِمّن

يَموتونَ لم يُحسنوا الخاتمةْ

**

أتدري لماذا تركتُ المديحَ وإنْ بالغوا في العطاءْ؟

تركتُ المديحَ لكي لا تكونَ القصائدُ

سِعرَ الشِراءْ

وكي لا أُعينَ على مَيّتٍ

ظَالمِهْ

**

أتدري لماذا تركتُ النِساءْ؟

تركتُ النساءَ لكي لا أظلَّ،

لمن عندهُ حاجتي، خادِمَهْ

**

أتدري لماذا تركتُ الغِناءْ؟

تركتُ الغِناءَ لكي لا أُغنّي

ولي أُمّةٌ نائمةْ

**

أتدري لماذا تركتُ الذكاءْ؟

تركتُ الذكاءَ لأنَّ الغَباءَ يظلُّ

الطريقَ الوحيدَ الى عيشةٍ ناعمةْ

**

أتدري لماذا تركتُ الثراءْ؟

تركتُ الثراءَ لأنَّ الجيوبَ تسُدُّ

القلوبَ فتغدو بما ملكتْ آثمهْ

**

أتدري لماذا تركتُ الوفاءْ؟

تركتُ الوفاءَ لأنَّ الوفاءَ غريبٌ علينا

وصارَ لدى الكلبِ مِيزتَهُ الدائمةْ

**

أتدري لماذا تركتُ الحياءْ؟

تركتُ الحياءَ لأنَّ الحَييَّ يُسّمى جباناً

ومَن لا يكونُ قليلَ حياءٍ يعيشُ مُهاناً

وتِلكَ معادلةٌ ظَالمةْ

**

أتدري لماذا تركتُ البُكاءَ على الشهداءْ؟

تركتُ البُكاءَ عليهمْ لأنّي بعيني رأيتُهمُ

يُرخِصونَ الدماءْ

لأجل بلادٍ تَضنُّ عليهم بغَرْفةِ ماءْ

ويقضونَ ليس لنَيْل الشهادةِ

لكنْ لكسْبِ رِضا

الطُغْمةِ الحاكمةْ

نبذه حول الكاتب

طبيب نفساني وشاعر عراقي

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...