إيمان

إيمان


للشاعرة المجرية: مليندا ڤاركا

ترجمها عن المجرية: عامر كامل السامرائي

 

أنا التي سأبني معبدي 

من السماء، والهواء، والأرض، 

والربيع الأزرق الزاهي،

من زقزقة العصافير،

من العشب الأخضر،

من الأغصان اليابسة والبراعم،

ومن نباح الكلاب

ومن غنة الغزلان.

أبحث عنك يا ربي، 

هنا في ذاتي،

وعند تجوالي في الوادي،

كل يوم

أتدبرُ  خلقك بدهشة عند الأصيل،

وأتأمل رأفتك في المساء

حين أنطوى تحت عبء المتاعب

أشعر بألم في قلبي،

وكأن حجر رحى الطواحين يربض فوق صدري،

كلمات سوداء ثقيلة، 

ركام آيات رمادية،

رموز جليدية ملونة.

 

أدعوك يا ربي

أن تكظم غيظي

لكي أكون 

مثل الهواء،

ومثل السماء،

ومثل العشب، والأشجار،

مثل الطيور،

والكلاب،

والغزلان،

والشمس،

والظل الذي يتبعه.

 

نبذة عن الشاعرة:

ولدت الشاعرة المجرية-الرومانية عام 1984 في مدينة جرجوسنتميكلوش التي كانت ضمن دولة المجر قبل التقسيم.

حصلت على شهادة في علم التاريخ الاجتماع، وكذلك في الصحافة والإعلام.

عملت في تحرير الصحف المجرية التي تصدر في رومانيا.

تعمل منذ عام 2010 في دار “الحاضر الأدبي" محررة لقسم الشعر في الصحيفة، ومن عام 2017 محررة لقسم المقابلات الصحفية.
صدرت لها عدة دواوين شعرية اخترت هذه القصيدة من ديوانها: "لا في الرجل ولا في الطبيعة"

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

قيس لطيف

20-04-2021 04:11

صديقي الأعز دائماً الأديب والمترجم عامر كامل المحترم ها أنت تتحفنا بقصيدة جميلة وهادئة ، وتدفع بنا الى الغوص في عمق المشاعر التي تجول كل يوم عند الأصيل مع باقة من دعاء وتضرع وبوح لايخلو من دهشة وتأمل مع روح زاهدة راضية بما تجود به الطبيعة عبر سماء واسعة ،وهواء وشمس وزقزقة عصافير وعشب أخضر " كلمات سوداء ثقيلة ركام آيات رمادية رموز جليدية ملونة " يقابله مناجاة وابتهالات وجدانية ..، دمت متألقاً ومتفرداً في اختياراتك صديقي عامر كامل العزيز
صديقي الأعز ابداً قيس لطيف المحترم، إنه لم دواعي سروري أن أقرأ مثل هذا الاطراء الجميل ورضاك عن الاختيار والترجمة.. عند القراءة، وخصوصاً في الأدب الرزين تشعر وكأن الأديب الذي تقرأ له قد سبقك في التعبير عن الكثير مما يجول في خاطرك، فأذا كانت لديك إمكانية مشاركة تلك المشاعر التي قرأتها بلغة ثانية مع آخرين يفهمون لغتك ويتذوقون بحس مرهف ما تريد قوله، فهذه سعادة مضافة، فالسعادة الأولى حيت تنتهي من ترجمة النص والثانية حين تقرأ مثل هذا الإعجاب.. دمتَ صديقاً مخلصاً وأتطلع إلى المزيد من قصصك القصيرة الرائعة..

التعليقات

إدراج الإقتباسات...