إِمرأة تشبه القصيدة

إِمرأة تشبه القصيدة


هكذا أراكِ

وهكذا أُريدُكِ 

وهكذا أحبُّكِ

لأنّك أنتِ الحبُّ ومعناه

جوهرُهُ وخلاصتُهُ

وأغانيّهُ البسيطةُ

المُكتظةُ بالغزلِ والشغفِ والجنون

وأنتِ الحبُّ

في نحيبهِ وكآبتهِ السوداءِ أَحياناً

ولأنّكِ أنتِ الحبُّ 

وفرحُهُ الكونيُّ 

ومواعيدُهُ المشتاقة ... الملتاعة 

والهيمانة والريانةُ 

مثل رمانتي نهديك النافرينِ

حتى الاعالي 

وبعدَها بكثير 

ولأنَّكِ ... أنتِ

وأنتِ .. وأنتِ 

وليستْ ايّة إمرأةٍ غيركِ

ها انا اسمّيكِ: 

طفلةَ الحبِّ

في تفاصيلهِ الصغيرةِ

وخاصةً عندما تحتالينَ وتحتلينَ

فرصةَ اندهاشي وانشداهي

بتحولاتِ ألوان عينيكِ القزحيتين

وشفتيكِ الكرزيتين 

وتسرقينَ مني قُبلةً سريعةً

او عندما توقظينني 

برائحةِ رغيفِ حنطيٍّ

تتشهينَ ان تخبزيه فرحانةً

مع أُمِّكِ التي لها ولأرغفتها الشهيّةِ

طعمُ البلاد 

التي أُحبُّها 

وتحبينَها 

وأحبُّك اكثرَ وأكثر

أو حينَ أُقلّمُ لكِ اظافركِ الوحشيات

فتصرخينَ كقطةٍ مدللةٍ ومجنونة 

وكذلكَ حينما (تُمسّجينَ) لي جسدي 

ثُمَّ نستحمُ معاً في حمامِ الرغبةِ

والمسرّاتِ واللذةِ الباذخة 

وبعدَها تروحينَ

لتُعدَي لنا نشوانةً

قهوةً او شاياً بنعناع قبلاتكِ

وكركراتكِ الطفولية الفاتنة

التي أحبُّها حدَّ الدهشةِ

والضحكِ والدموعِ التي تهطلُ

من عينيَّ اللتينَ أَشعرُ احياناً

انهما بلامعنى 

في غيابك الاضطراري

وفي نومكِ النهاري

وفي رحيلكِ الموسميِّ 

الذي اكرهُهُ حدَّ الوحشةِ والغربةِ والنشيج 

اعتقدُ أَنتِ تعرفينَ تماماً 

كم أنا احبُّ قمصانَكِ الحريريةَ

ومعاطفكِ القطنية الناعمة

وكمْ أُحبُّ مناديلَكِ وخواتمَكِ وأساوركِ

وأُحبُّ ملابسَكِ الداخلية الملوّنة

كأقواسٍ فرحٍ

وحقولِ بنفسجٍ وقرنفلٍ وياسمين 

وأحبُّ فساتينَكِ القزحيةَ أكثر

ولأنَّكِ أنتِ: 

فإنني اصبحتُ 

أُحبُّ كلَّ نساءِ الكونِ فيك

وأُحبُّكِ... 

من اقصاكِ

الى اقصى ينابيعِ الحبِّ

وسماواتهِ الآسرة مثلَكِ

ايّتُها المرأةُ التي 

كلَّ صباحٍ تخضوضرينَ

وتزهرينَ

كما لو أنكِ 

روحُ الأرضِ وحقولُها 

وأنهارُها ومباهجُها

ومفاتنُها المُشتهاةْ

وكما لو أنّكِ 

أنتِ الوجودُ الحي

وروحُ الكونِ

في معناهُ وجوهرِهِ

وكما لو أنَّكِ 

أنتِ شجرةُ الحياةِ

التي تشبهُ هذهِ القصيدة

 

نبذه حول الكاتب

شاعر و أديب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...