عرفتُكَ مُذْ كانَ أبي
يصحبُني
وأخاً
ذهبَ بفكِ موجٍ مُفترسٍ إلى قبرٍ من ماء...
ما أبشعَ أنْ تُستَلَ حياةٌ من عيونِ غريق!
مُحاق..
دونَكَ شباكَاً
امتدتْ إليكَ سنيناً
أمدتْنا بما نُريد...
لكنّ الكريمَ لا يسترجعُ ما وَهَب...
لاصيدَ لنا عندَكَ بعد...
إلى حيثُ محراثٍ
يجرُّ سنواتِ أبي الأخيرة...
سقطتْ دمعةٌ لا ملاذَ لها في جَفنٍ
عجزَ ألّا نراهُ بها...
كذاكَ أُمّي
حرّمتْ على نفسِها ما منكَ يُؤتى...
ليتَ ما كانَ لم يكنْ!
يقولون إنّك ساحرٌ
لا يرى فارترُ فيكَ آلامَهُ إلآ بقايا زبد...
معطاءٌ
تنتشلُ كلَّ تعساءِ الأرضِ من سنواتِ الصّديق...
لا أجملَ من صورٍ
تأتي بها عندَ المساء...
لكنّي لا أراكَ إلآ قاتلاً بمسوحِ راهب...
تُغري بما تُهلك...
أكرهُكَ إلى آخرِ ما تنتهي بعيني نقطةُ ضوء...
أيّها الإمبراطورُ الخَرف
أمتسوّلٌ وأنتَ الغنيّ ؟
حتامَ تتقرصنُ أمواجُكَ لتُطعمَك ؟
لا أدري كيفَ استمرأتَ أن تزدردَ
أحلى قطعةِ حلوى عائمة ؟
تيتانيك
لتُمسيَ بعدَ صخبِ حياةٍ مقبرةً
لا يدخلُها زائرٌ من شمس...
موسيقى
أجملُ من كلِّ جميلاتِ الأرض . . . تنسابُ حريراً على متونِ حِسانٍ يُشعْنَ عطراً لم تحوهِ أبداً قارورةٌ صُنعتْ بيد...
بأثوابٍ
التصقتْ بأجسادٍ لدنة
أخذتْ من الحُسنِ أحسنَه...
عوالمُ من غيرِ أجنحة
ترسمُ أيقاعَ الحياةِ على جميلِ ما فيها
صورَ عِشقٍ
لا يلمُّها كونٌ على سعةِ ما يكون
فكيفَ لحيتانكَ أنْ تفترسَ كُلَّ هذا السِّحر ؟
لترقصَ رقصةَ سالومي في دائرةٍ مُغلقة ؟
وأنت تجمعُ فقاعاتِ الموتِ نبيذاً في جماجمَ حلمتْ لآلؤكَ إنْ تكونَ تاجاً لها...
العُتاةُ دوماً لا يشغلُهم إلآ أنْ يروا الأخضرَ أصفرَ في كُلِّ المواسم . . . احتراقٌ بعدَ سُكر
سُكرٌ بعدَ احتراق ؟
. . . . .
لكنّكَ
كنتَ ذليلاً تحتَ جبروتِ ذلكَ الفتى البرتغاليّ
ماجلان.... 1
حتى قيّدَ يديْكَ إلى مراسي مونتفيديو . . . 2
أظنُّكَ لن تنسى حناجرَ
صدحتْ للحياة
في ذروةِ ما أغضبَ موجَكَ رفيفُ الأشرعة...
حتى بوسيدون
أنحنى قبلَكَ لأقدامِ سيّدِ الأرضِ ....3
للغرورِ مقابرُ
تتّسعُ ما اتسعَ ظلامُ الطّغاة
صاغراً تحتَ سيفِ ابنِ زياد
أطعمكَ رمادَ سفنِه
سخّركَ خادماً
تغسلُ حوافرَ خيلِه...
في كُلِّ الأحوال
كنتَ مُستسلماً لِما يُريد...
لا شيءَ غيرُ أنْ تُمسي مرآةً لنجومِ السّماءِ والقمر!
سعيداً كنتَ حينَ حملتَ خشبةَ الموتِ إلى طروادة
لا لعيونِ هيلين...
لكلمةٍ بيضاء..
بلْ لِما تعرفُهُ أسماكُ قرشِكَ بلونٍ أحمر...
دمٌ يُراق...
عرباتٌ
تُسرعُ بالموت...
أشلاءُ أبطالٍ
خلّدهم تاريخُ السّاحاتِ المفتوحة...
ما عرفوا غيرَ انبهارٍ في عيونِ جميلاتِ أثينا...
أتذكرُ كيفَ أنّ اديسيوس أسرجَ غرورَك عودةً لحضنِ إيثاكا ؟ …4
كنْ كما سخّركَ هيمنغواي بعدَ مريرِ صراعٍ نديماً لشيخِه..
مُلهماً لقصيدة
معشوقاً لريشةِ فنان
كاتماً لأسرارِ فيلسوفٍ مهزومٍ في حوارٍ سفسطائيّ في أروقةِ المَشّائين
لكنّكَ
قايضتَ حياةً بموت ؟
ذاكَ ما سرقَ من الميزانِ كفّة
تراجيديا
لا يطهّرُها ما ذرفُهُ البكّائون من دمع . . . 5
أُحبُّ فيكَ ما أكرَه!
سكبتُ الحبرَ الأسودَ على كُلِّ صورةٍ
كُنتُ فيها معَك
الحرُّ على إنسانيتِهِ لا يُساومُ
ولو سيقَ لخشَبةٍ وحبل
عبد الجبار الفياض
آذار /2021
1. بحار ومكتشف برتغالي قاد اول حملة بحرية عبرت المحيط الاطلسي الى المحيط الهادي 1519 م
2.عاصمة الأورغواي
3. إله البحر عند اليونان
4. مدينة أوديسيوس وفيها حبيبته
5. الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ : آدَمُ ، وَ يَعْقُوبُ ، وَ يُوسُفُ ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ "
شاعر و مفكر من العراق
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !
لا يوجد اقتباسات