غايب .. الحاضر الغائب / فلم وثائقي قصير

غايب .. الحاضر الغائب / فلم وثائقي قصير


 

غايب الحاضر الغائب.. 

هو عنوان الفلم الوثائقي القصير عن الكاتب العراقي غائب طعمة فرمان والمبني على مقابلة قصيرة كنت قد صورتها لتجريب كاميرا 16ملم مستعملة كنت قد اشتريتها عندما كنت طالباً بمعهد السينما في موسكو سنة 1980، وبمساعدة الاصدقاء الفنان فواد الطائي والصحفي والأعلامي سلام مسافر عملنا المقابلة.

وبسبب ظروفنا في التنقل والترحال فقدت هذه المقابلة ولكن بعد اربعين عاما ظهرت للوجود بشكل غير متوقع ولهذا قررت ان اعمل شئ عن غايب الذي غاب عنا ولكنه ما زال يعيش معنا.

غايب الذي عاش ثلثين عمره في الغربة واسقطت عنه الجنسية العراقية وعاش حياة التشرد والنفي، كان مسكون بمدينة بغداد وازقتها الشعبية اي حياة (المحلة البغدادية) وشخصياتها العراقية المتنوعة في صراعها مع الحياة ومع نفسها والذين هم على الاغلب كانوا من الفقراء والمعدميين.

غايب الذي احب بغداد وتعلق بها كتب عنها ستة روايات بأسلوبه القصصيّ الشيّق (النخلة والجيران)، ورواية (خمسة أصوات)، ورواية (المخاض)، ورواية (القربان) ورواية (آلام السيد معروف)، ورواية (المركب).

وكل رواية من هذه الروايات الستة تؤرخ لوقائع مرحلة تاريخية وسياسية معينة من تاريخ بغداد الحديث.

واجه غايب اشكالية الوطن والمنفي واستحالة العودة في ظل الدكتاتورية ومرارة التحوالات النفسية لسنوات البعد بالكتابة والابداع الذي كان سلاحة الرئيسي ضد الضياع والفقدان وفي رواية "المرتجى والموجل" وصف الحياة بالغربة على انها 

انتظار لشيء دون أنْ نعرفه على وجه التحديد ".

اليوم يواجة غايب بالاهمال واللامبالات من دولة الهمج ووزارة ثقافتها الفاسدة بالوقت الذي منحته دولة قطر العام الماضي جائزة "كتارا" للرواية العربية ليكون شخصية عام 2020

يقف لغايب تمثال نصفي من البرونز شامخ امام مكتبة اللغات الاجنبية في موسكو وهي احدى المكتبات المهمة هناك لمساهمتة في ترجمة الادب والثقافة الروسية الى اللغة العربية، وبالمناسبة عندما  زار ابراهيم الجعفري موسكو قبل سنوات، قابله الاستاذ عبدالله حبه شارحاً له اهتمام اتحاد كتاب روسيا بإقامة نصب للكاتب غايب كونه احد المسهمين في نقل الثقافة الروسية إلى العربية، فأعتذر الجعفري عن الاسهام في أي مبلغ لعمل التمثال والذي كانت كلفته حوالي 4000 آلاف دولار. وبالنهاية دفع المترجمان عبدالله حبه وخيري الضامن، من جيبهما الخاص وفاءاً لصديقهم غايب. 

لك المجد يا غايب وانت ترقد اليوم في احدى مقابر موسكو بعيداً عن المدينة التي احببتها بغداد.

 

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

غائب طعمة فرمان قدوتي وأستاذي ومعلمي في الترجمة الأدبية.. تعلمت منه الكثير من خلال دراسة ترجماته الأدبية..:نت أسهر الليالي وأنا أقارن ترجماته للأدب الروسي مع ترجمات أدباء ومترجمين آخرين، وكنت أندهش حقاً عندما أقرأ كيفية تناوله للنص الأدبي.. لروحك السلام والرحمة أستاذي

التعليقات

إدراج الإقتباسات...