الأبيض يقطع الأسود: شعر سكوت ماينار

الأبيض يقطع الأسود: شعر سكوت ماينار


 

الأبيض يقطع الأسود

White Cutting Black 

شعر سكوت ماينار

 

في شمس المساء الوجيزة

رجل أبيض بصدرية برتقالية يمتطي كوبوتا

ويلتف حول المرج المعشب، ويدور من خلف شاهدة 

- في مقبرة  فرانكفورت، أوهايو،

المهجورة تقريبا

 

قد تكون هي المقبرة السوداء…

قال مجهول قرب معبر الدراجات،

ووقف في ظل الطبيعة 

وكانت تنمو في الأعالي، دون رعاية،

وحمل بذرة وسماها لفتاة تتبعه،

اسمها جيسيكا كروزير - ماتت في حريق منزلي

منذ عقود

قبل أن ينهي التصميم نفسه، وقبل أن يشعل شعرها

عين العاشق البراقة،

بلون أبيض وأزرق وأسود.

 

كم أحب هذا اليوم. وأود لو أشرح لكم

لغز هذا المكان،

-الناس هنا يقتلون من أجل اللون

-أو يستميتون بالدفاع عنه

في هذا العصر الموهوب للأغراب وإطلاق 

الرصاص يوميا كما لو أنه أعشاب الربيع الضارة

-ولكن البيرق ليس هو الوجه،

-والجلد ليس هو الراية

فالأعشاب تحرق طريقها إلى سطح الأرض وقرص الشمس.

 

وهناك جنود اتحاديون…

أخبرنا، معلم جيسيكا،

ودمعة تنحدر من زاوية عينه، حزنا عليها،

وعلى جثمانها السليب،

وربما حزنا عليهم أيضا 

فالخسارة تنزف وتتغلغل في ذاتها مثل الألوان المائية.

 

كم أحب ضياء الشمس،

وزمجرة الهدير الأنيس لجزازة العشب،

وإحساسي بهيكل الدراجة وهو يلامس

فخذي،

والسكون الساجي تقريبا

بعد رحلة طويلة،

ونسمات تيار الريح

تلتف حول ساقي، وتهب بشعري

وتندفع مع ذراعي. ورقبتي البيضاء

تندلع مثل ساق زهرة للأعلى نحو شمس

تحترق وتذوب،

-وترحب بها دون وجل.

 

الشمس تصبغني.

وتجفف دمي

مع أنه بنفس اللون في كل الأرجاء،

وفي شرايين الجميع.

 

هنا الأبيض يقطع الأسود،

ويقلم الأعشاب الطويلة بمناجله

الدوارة

المختبئة تحت التروس.

هذا درع. أعتقد لنا أن نقول:

إنه شيء طيب، بل هو شيء جيد، ما يفعله هذا الرجل،

كائنا من يكون -  فهو كذلك.

 

ولكنه أمر غير عادل.

ولا توجد عدالة في الأمر كله.

 

سكوت ماينار Scot Minar شاعر وموسيقي أمريكي. القصيدة من مجموعته القادمة (براري أوهايو). ويتوقع صدورها في صيف عام 2024 / الترجمة صالح الرزوق بالاتفاق مع الشاعر



 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...