الطوافُ حولَ المعلّقات المهجورة

الطوافُ حولَ المعلّقات المهجورة


الطوافُ حولَ المعلّقات المهجورة 

 

  مُتَوَشِّحاً لوْنَ الضبابِ  كَمُحْرِمٍ

خطفتْ جوانحَهُ الرُؤى  

لِجَنائنِ البيتِ المُعلّقِ              

بينَ أهدابِ  "الخليلْ "

 

فطوى المدى أرجوحةً طافت به

سبعًا شِداداً  حولَ أنغامِ  " الخليلْ "

 

وَسَعى مِراراً بينَ ألطافِ القُدامى

والحِمى                              

وبحانةِ الغاوينَ أسْكرهُ الهديلْ

 

ياقوتَةَ الأسلافِ

يا عِشْقَ البوادي  لِلْحَيا   

وظِلالِ. قافيةِ النوى

وَرَويِّها الريّان والشوق  البليلْ

 

يشدو بها

كَرَوانُ واحاتِ الهَواجِرِ 

والصعاليكُ السُكارى

سادةُ  الألحانِ والحرفِ الأثيلْ

 

أَلُبابةَ الأرواحِ يا لِبلابَها           

مُتَسلِّقاً صُعُداً  تلابيبَ الهُويّةِ 

والْدِما  جيلاً فَجيلْ

 

يابصمةً في الروحِ يا وشماً

على جيدِ الأرومةِ شاهدًا

وشهادةً تروي لنا

أَثَرَ التَغرُّبِ والتنائي

في مَواويلِ الرحيلْ

 

خُذْني إذنْ

بخيالِكَ المحْمومِ طيفاً سادِراً

يجتازُ دائرةَ النواهي والنُهى

حتى تُخومِ المُسْتحيلْ 

وأَدِرْ رحيقَ الحُزْنِ زيتاً  رائقاً

في قلبِ مشكاةِ البصيرةِ

إن ذَوَتْ

فيها  الحَشاشةُ والفتيلْ

 

الخيلُ فيكَ مَعَ الخيالِ

تنادَمتْ وتسابقتْ

أمّا الرياحُ فصفّقتْ مخمورةً

نَخْبَ القوافي العادياتِ

مَعَ الصهيلْ

 

خطرتْ  لَهُ ذكرى أبابيلِ القوافي

راجماتِ الليلَ  والزحفَ الوبيلْ

 

 فَلَشَدّما عَصَفتْ 

قديماً بالّذي  قد هَمَّ                  

مُغْتَرّاً  بِفيلْ

 

 

لَبَّيْكَ عَبْقَرَ  مُرْسِلاً آياتِهِ           

يَحْرُسْنَ  ضوءَ الحَرْفِ  مِنْ                 

عَتْمِ الدخيلْ

 

 فَرمى الفؤادَ على سَلالِمِ عَزْفِهِمْ مُتَوَسِّلاً

أسرارَ بوصلةِ الهوى أنْ لا تَميلْ

 

عَنْ جُلّنارَ  الحرفِ  في  لُغَةِ الصحارى والسماءِ وسرِّها

الخافي  الجليلْ

 

كَصدى الحُداءِ  يَخُطُّهُ

قلمُ الحُداةِ على السماءِ لعلّها

تَهِبُ السُراةَ

معالمَ النجمِ الدليلْ

 

ياوهمَ قافلةِ الحُداةِ  يسوقُها

حُلُمٌ  بتأويلِ السَرابِ

سُلافَةً جذلى كطعمِ الزنجبيلْ

 

كَسُلافةِ  السارينَ

خلفَ  غزالةٍ                         

غَمَرتْ طريقَ العِشقِ مِسْكاً 

هَيَّمَ الساري فأنساهُ السبيلْ

 

سَكِروا معاً                             

فَطِلا  الفصاحةِ  كوثرٌ   

ومزاجُها المعسولُ 

بالفصحى يسيلْ

 

فاضوا كما

كَرَمُ  السماواتِ السخيّةِ بالأغاني

إذ رَؤوا غيْمَ البوادي

شَحَّ  بالدمعِ القليلْ

 

فَمواكبُ العُشّاقِ في  ليلِ السُراةِ

 كواكبٌ

دُرّيةٌ في وحشةِ الصَبِّ العليلْ

 

هاموا بوادٍ غيرِ ذي زرعٍ  فسالوا  

نَهْرَ شَهْدٍ او فراتاً طيّباً

 فَإذا بوادي الأيْكِ ريّاناً ظليلْ

 

فَحَنينهم أبَداً  الى صَوَرِ الينابيعِ

القصيَّةِ

عِنْدَ أوّلِ جَنّةٍ

سكرى بأصْداءِ  العَنادلِ والنخيلْ

 

كَعُصارةَ الزمنِ المُعتَّقِ بالقوافِلِ  مِثْلَ دمعي  والخُزامى. 

في دِنانِ السلسبيل

  

 إِذْ  عُتِّقَتْ في واحةِ النُدماءِ       

مِنْ عِنَبِ القرائحِ

بينَ أفياء القوافي

لا شُجيراتِ المَقيلْ

 

 كنشيجِ خنساءِ القبيلةِ  كلّما

رشقتْ فُؤادَ "الصخرِ " قافيةً 

مَسَحتْ قروحَ الروحِ بالدمعِ  المَهيلْ

 

وَ عُبيْلةَ   الشعراءِ  إِذْ             

رَشَفتْ  صَهيلَ الخَيْلِ  وإنفجرتْ          

لَضىً  بِفؤادِ فارسها القتيلْ

 

فَشذى القصائدِ  في خيامِ القَحْطِ

رَيحاناً تَسوَّرَ قلبَ سادِنِها الأصيلْ

 

فيها  خيولُ الروحِ

راقصةٌ  على

طَرَبِ  الأوائِلِ  بالبلاغةِ  نَرْجِساً  

لِشَقائقِ   النعمانِ والخَدِّ الأسيلْ

وَكَعشقِ  شاعرِها " المُنَخِّلِ " حالِماً

بِجِنانِ سيّدةِ الخَوَرنقِ 

إذ تَجَرّدَ خَصْرُها 

فَرَمى المُتيّمَ  بالرُديْنيِّ النَحيلْ

 

يرثي  مصارعَ من قَضَوْا

بِنِبالِ أقواسِ الأهلّةِ

حارساتِ الهُدْبِ والطَرْفِ  الكَحيلْ

 

ياكِسْتناءَ القلْبِ

يا شَغَفَ الفوارِسِ بالكواعبِ

والشِفاهِ اللامعاتِ نَيازِكاً

بَرَقتْ على نَصْلِ اليمانِيِّ الصَقيلْ

 

ياكركراتِ الريحِ للكُثْبانِ سوْسَنةً

تُغنّي خوفَ واديها  مواقيتَ

السوافي او غضا الرَمْلِ البخيلْ

 

أَوَ كُلَّما زخّتْ سماءُ الوجْدِ

أنغامَ الجَوى 

سجدوا فرادى او زرافاتٍ على

كَرَزِ الكَلامِ  مُعَتّقاً

بِلِسانِ  نابغةٍ جزيلْ ؟

 

وَكَما  العطاشى الحالمونَ  بِرشْفةٍ

من ماءِ موسيقى الكلامِ وخمرها

وَكَمَنْجَةِ الضلّيل  والبحرِ الطويلْ

 

تلكم إذن أطلالُها فَتَوقّفا

وَتَرَنَّما شعراً على

ذكرى حبيبٍ الأمْسِ في سِقْطِ الّلوى 

وحِمى  المنازلِ  والنزيلْ

 

نامَ القَطا

وفتى المواجِدِ  سادِرٌ  بغرامهِ

فأجاءَهُ

نَبَأُ إنهيارِ العرْشِ مملكةً  بها

طَلَلٌ هَوى  وَدَمٌ طَليلْ

 

اليوْمَ سُكْرٌ، قالها مُتَوَعِّداً

أمّا غداً، فَلِصَحْوِنا طعمُ المرارةِ والغليلْ

 

 

نبذه حول الكاتب

شاعر وطبيب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...