لا شيء يعجبني

لا شيء يعجبني


لاشيء يعجبني 
لا هذه المدينة ذات المباني المنظمة كأنها علب السردين 
لا يعجبني هذا العمل الذي يستدعي إسداء النصائح المملة 
لا يعجبني هذا البلد الغارق في الأزمات ، ولا المسلسلات الباردة ولا قصيدة النثر ..
لا تعجبني النقاشات السياسية السخيفة التي تدور بين الناس في السيارات ، و لا صخبهم ولا رفضهم العقيم لما يجري ، لا يعجبني سكوتهم الخائب ، ولا خطواتهم الكادحة الرتيبة ..
لا تعجبني هذه الشمس الساخطة الناقمة على أرضنا المثقلة بالأوجاع ، ولا حجم السوداوية التي تفيض بها صفحاتنا و لا  كثرة النعي و الندب و صور الموتى ،
لا تعجبني أهازيج الجنوب ولا دبكات الشمال و لا المتسولين في الطرقات ، ولا السيارات الفارهة التي تحثو التراب على وجوه المارة 
لا تعجبني ملامحي ، ولا كتاباتي ، ولا أصدقائي ولا أسلوبي ، كُلّها مكررة باهتة .. 
 لا تعجبني قصائد الحب ، ولا المعلقات ، ولا اللغة العربية ،  
لا يعجبني التاريخ ، ولا كتب الفلسفة ، 
لا يعجبني الفيسبوك ، ولا منشوراته البائتة ، لا تعجبني صور اطفال أصحابنا ، ولا صور سياراتهم التافهة ، ولا قصائدهم المسروقة أو الغبية ، لا تعجبني حتى صور أمهات و آباء أصدقائنا  ، ولا أثاث منازلهم ، ولا أحزانهم التي يستعرضونها ،
لا يعجبني هذا العالم بأسره ، حتى قصيدة محمود درويش ( لاشيء يعجبني) لا تعجبني .

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

الحسين بوخرطة

16-09-2022 09:09

وماذا يعجبك سيدتي؟ نص يعكس توترات وتفاهات زمن ... الموت الغادر فوق الرؤوس وحياة بنفحات الموت .... ما يمكن أن يعجبنا هو انبثاق قرار سيادة أمة ببدائل مجريات حياة ومصادر متجددة لإنتاج السعادة...... تحية ومودة .... حفظك اللع ورعاك.

التعليقات

إدراج الإقتباسات...