متباركة: هذه القصيدة

متباركة: هذه القصيدة


متباركة: هذه القصيدة

ترجمة: عادل صالح الزبيدي

ألن هوب، الذي اشتهر باسم "متباركة" المشتق من اللغة الرواندية والذي يعني "المنتصر دائما"، شاعر وموسيقي وممثل وتربوي أميركي من اصل جامايكي ولد في العاصمة الجامايكية كنغستن في عام 1952.  يتناول شعره موضوعات سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة يدين فيها مختلف أشكال الاضطهاد والتمييز العرقي والجنسي والديني في الولايات المتحدة وفي العالم.

 

هذه القصيدة

سوف تتكلم عن البحر البائس

الذي جرف السفن نحو هذه الشواطئ

عن الأمهات اللواتي يبكين صغارهن

الذين ابتلعهم البحر

هذه القصيدة لن تقول شيئا جديدا

هذه القصيدة سوف تتكلم عن الزمن

الزمن غير المحدد

الزمن غير المعرف

هذه القصيدة سوف تسمي اسماء

اسماء مثل

لومومبا

كنياتا

نكروما

هانيبال

اخناتون

مالكولم

غارفي

هيلا سي لاسي

هذه القصيدة حانقة

حول التمييز العنصري

العنصرية

الفاشية

الكو كلوكس كلان

اعمال الشغب في بريكستن

اتلانتا

جيم جونز

هذه القصيدة تثور ضد

العالم الأول

العالم الثاني

العالم الثالث

التقسيم

القرار الذي يصنعه الانسان

هذه القصيدة مثل كل القصائد

هذه القصيدة لن تكون من بين الأعمال العظيمة

لن يلقيها المتحمسون للشعر

لن يقتبسها السياسيون

ولا رجال الدين

هذه القصيدة سكاكين... قنابل... بنادق...

تنفجر من اجل الحرية

اجل هذه القصيدة طبل

اشانتي

ماو ماو

ايبو

يوروبا

محاربو نيابينغي

اوهورو... اوهورو

ناميبيا اوهورو

اوهورو

افريقيا!

هذه القصيدة لن تغير الأمور

هذه القصيدة بحاجة الى تغيير

هذه القصيدة هي ولادة جديدة لشعب ينهض...

يستيقظ... يرفض الاستعباد

... هذه القصيدة تتكلم

هذه القصيدة تواصل الكلام... قد تكلمت

هذه القصيدة سوف تستمر

حتى حين يتوقف الشعراء عن الكتابة

هذه القصيدة سوف تبقى حية... بعدك... بعدي

سوف تلبث في التاريخ

في عقلك

في الزمن...

الى الأبد

هذه القصيدة هي الزمن

الزمن فقط سيروي

هذه القصيدة لم تكتب بعد

هذه القصيدة ليس لها شاعر

هذه القصيدة هي مجرد جزء من تاريخ حكايتنا...

حكايتها... حكايتنا

الحكاية التي ما زالت لم تروَ

هذه القصيدة الآن ترن... تتحدث

تثير

تجعلك ترغب بإيقافها

لكن هذه القصيدة لن تتوقف

هذه القصيدة طويلة

لا يمكنها ان تكون قصيرة

هذه القصيدة لا يمكن ترويضها

لا يمكن توجيه اللوم لها

الحكاية لم ترو بعد عن هذه القصيدة

هذه القصيدة قديمة

جديدة

هذه القصيدة منسوخة

من الانجيل

من كتاب صلواتك

من النيويورك تايمز

من الريدرز دايجست

من ملفات السي آي أيه

من ملفات الكي جي بي

هذه القصيدة ليست سرا

هذه القصيدة ستوصف بأنها

مملة

حمقاء

بلا معنى

هذه القصيدة تراقبك

وانت تحاول ان تجد معنى في هذه القصيدة

لكنك لن تتوقف عن الاصغاء لهذه القصيدة

هذه القصيدة سوف تخيب ظنك لأن...

هذه القصيدة سوف تتواصل

في عقلك...

في عقلك...

في عقلك...

 

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

20-12-2022 12:03

الاديب والمترجم الفذ الاستاذ عادل صالح الزبيدي

ملهم بحق في اختيار النصوص الشعرية من الشعر العالمي . هذه القصيدة ملتهبة  وحارة  الى حد الحرق , كأنها خرجت للتوء من تنور العقل والخيال المحترق في مصائب هذا العالم البائس والظالم . انها نطقت بأسم الشعوب المظلومة والمضطهدة من العسف والحرمان والعبودية , ان هذه القصيدة ليس لشاعرها , وانما  هي قصيدة الشعوب المظلومة , كتبت بأسم الشعوب الي تعاني المعاناة والظلم والعبودية والعسف . عن البحر البائس الذي يبتلع الامهات والاطفال ليكونوا طعماً شهياً لحيتان البحر . نطقت عن وحشية الزمن التعيس الذي لا يرحم في عسفه واضطهاده عن العبودية , وعن الحرية التي اصبحت غالية الثمن , يحتاج معبدها الى افواجٍ من  قرابين  , وانهاراً من الدماء تسفك على دكته , نطقت عن وحشية التمييز العنصري والطائفية , عن عالم اصبح كغابة الوحوش تحرسها الذئاب المتوحشة . لابد من تغيير بوصلة هذا العالم الظالم , بالكلام والنهوض والاحتجاج المدوي الذي يرعب الطغاة والفاسدين . النهوض من اجل الحياة وبالنهوض العبيد لا يخسرون سوى اغلالهم .

تحياتي صديقي العزيز وبمناسبة اعياد الميلاد والعام الجديد اتمنى كل الخير والصحة

الأديب الناقد والمترجم القدير الأستاذ جمعة عبد الله

تحية الود والاعتزاز

جزيل شكري وامتناني لكل حرف في تعليقك ولتفاعلك المفعم بالنظر النقدي والحس الانساني المرهف تجاه ما يحدث للبشرية من ظلم واضطهاد على ايدي فئات منحرفة وانانية ومنعدمة الضمير الانساني.

دمت مبدعا ثرا صديقي العزيز وكل عام وانت بألف خير وصحة وسلامة...

التعليقات

إدراج الإقتباسات...