غِناء

غِناء


غِناء 

الضجر الذي يُظلّلك

والصمت الذي يُضنيني

نصلٌ

يُزهر في حديقةِ اليأسِ الواسعة

لا ظلَّ لها سوى دُفلى غامضة

تفتّحتْ عيناها على أضرحةٍ تمشي

ونشيدٌ يخفتُ كلما ارتبكت الخاطرة

كطينةٍ انطفأ مسمارها وغابت

كطريق تفضي إلى نهاية الأجل

كفتاةٍ شقراء حُرّة، تجرّبُ حياتها مع حوذيّ

كنعاسٍ أيقظَ ظُلمة الهواجس

كنبعٍ جفّ

حين انبجس من جدارِ الأمنيات

أنتَ منْ وشى لي عن لعُبة المطر

وهو يمسحُ نحيب النوافذ،

عن عيونٍ

روّضتْ أبواب الليل

فرسمتْ شُباكها.. لشجرةِ كمثرى عالية

صارتْ فيما بعد

فما مفتوحا شاءَ الغناء على شاطىء الروح

تحت الثياب الماكرة

تاركا

يدين ترتجفان

وفؤوسا تقطّع المحنة من جذورها.

 

نبذه حول الكاتب

شاعر وكاتب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمال مصطفى

31-07-2022 07:01

زياد كامل السامرائي الشاعر المبدع

وداً         ودا

كنبع جف

حين انبجس من جدار الأمنيات

في كل نص شعري ينشرها زياد  أتأكد من أن

الشاعر  ما زال  يمنحنا من  حقله الشعري ما  هو  يانع  وجميل .

يدخل زياد الى قصيدته  من نقطة ما ثم  يبدأ

القول الشعري بالتفتح صورة بعد أخرى أو

صورة  تستدعي صورة أخرى  أشبه ما تكون

بالتداعي الحر ظاهرياً  ولكن هذا التداعي

محكوم  بضوابط لا وعية  توجه مساره وتؤطره

كي لا  يتبدد  وكي يحفر مساره حتى النهاية

على ان هذا النص الشعري ونصوص الشاعر

الأخرى كلها أو جلها تقريباً  تأتي على شكل

دفقة  واحدة  متجانسة  وأقول دفقة شعرية

لأن الشاعر  لم  يعكس فيها  انشغالاً بالتشكيل أو اجتراح  بناء تصاعدي

يستفيد من السرد وفي اعتقادي ان

عدم وضوح  البناء التصاعدي في نصوص

زياد راجع الى كونها لا تنطلق من فكرة او

موضوع  ذي معالم  معروفة  وهذا ايضاً

يجعل نصوص زياد خالية من السرد الذي

يميل بعض الشعراء الى توظيفه لخلق تشكيل

يتنامى فيصنع في تناميه مدخلاً ومتناً وخاتمة

وهذا لا يعني ان توظيف ما يشبه السرد في

الشعر أفضل من اسلوب الدفقة  وفي الحقيقة

لكل تقنية جمالياتها الخاصة .

لكنني اعتقد ان شعر زياد من الناحية الطباعية  ينتمي الى شعر الكتلة وليس

الى شعر  البنية التصاعدية ولهذا  فإن

نص زياد  دفقة والدفقة  من الأفضل

طباعتها على الصفحة كسطور نثرية

كما هو الحال في كتابة القصة كي

تبرز كتلتها المتراصة المتداخلة أما

توزيعها على السطور كما  هو الحال

في توزيع قصيدة التفعيلة  فلا أظنه

يمنح القصيدة اضافة  ما  بل ربما

يراها البعض توزيعاً  اعتباطياً  وإلا

وسأسأل ببراءة ما معنى   او ما هي

الضرورة لتفتيت هذه الجملة على ثلاثة سطور

( وهو يمسح نحيب النوافذ عن عيون )

هذا نص متراص لا ارى في طباعتها مبعثراً

إلا ركوناً الى عادة شائعة وليس في هذا

الركون ما يغني القصيدة  وعلى الشاعر

ان يستفيد من مرونة النشر  على الشابكة

العنكبوتية  فيجترح توزيعات طباعية للنصوص

تجتذب عين القارئ .

هذه انطباعات خارجية  احببت ان ادونها

اعجاباً بنصوصك الشعرية يا صديقي العزيز

دمت في أحسن حال 

الشاعر الملهم المبدع جمال مصطفى

حياكم الله

شكرا من القلب اخي الحبيب جمال على ما ورد في تعليقك الثمين

واستطعت أن أوجز التعليق بنقطتين:

أما الأولى فتتعلق ببناء النص التصاعدي .. وكيف يسري ذلك على النصوص التي تتمتع بسرديتها من حيث المقدمة والصراع ثم الخاتمة ...

والتي غالبا ما تخلو نصوصي (حسب رؤية الحبيب جمال) منها كونها نصوص (الدفقة الواحدة) ... وهي في رأيي المتواضع لا تحتاج الى هذا البناء التصاعدي طالما تطرح أفكارا كثيرة ومتنوعة بجملٍ قليلة تبتعد عن الحشو والإسهاب.

إنّ ما أريد توضيحه أيضا في النقطة الثانية من التعليق هو :

طباعة الكتلة الواحدة من الجملة الشعرية على منوال (النثرية) بسطر واحد

دون تفتيت أو تقطيع لها باعتبارها ليست قصيدة تفعيلة ..

هذا من الناحية الشكلية وارد جدا باعتبار قصيدة النثر مادتها هي النثر لكن غايتها هو الشعر.

عندئذ يمكن القول ان لــ قصيدة النثر إيقاعها أيضا وموسيقاها الصوتية

والتي غالبا ما تكون أكثر وضوحا من النثر فيما لو كانت في سطرٍ واحد.

في الجملة التي اختارها الشاعر جمال مثالا :

(وهو يمسح نحيب النوافذ عن عيونٍ )

وحسب سؤاله ...لماذا نفتت الجملة هذه طالما هي كتلة واحدة متراصة ؟

ربما حصل التباس في ظني هنا لتوثيق نافذة جمال عن توزيع الجمل اعتباطا!

لنعود الى المقطع الأصل كاملا لتوضيح الفاظه ومعانيه :

((أنتَ منْ وشى لي عن لعُبة المطر

وهو يمسحُ نحيب النوافذ

عن عيونٍ

روّضتْ أبواب الليل

فرسمتْ شُباكها.. لشجرةِ كمثرى عالية))

جاءت كلمة (عن عيونٍ) التي الصقها الحبيب جمال  مع كلمة :

وهو يمسح نحيب الوافذ

غير صحيحة ..لأن  (عن عيونٍ) ترتبط بكلمة (عن لعبة المطر) وتشاركها معناها

نستطيع ان نقرأها هكذا :

أنت من وشى لي (عن لعبة المطر)...

أنت من وشى لي (عن عيونٍ).....

ومع ذلك قد يحقق السطر الكامل في قصيدة النثر أهداف ما

خاصة عندما يتواجد فيها كثير سرد ..

ولكن لا ضير فيما أرى لو تشكّلت الجمل الشعرية،

حسب ايقاعها وموسيقاها الداخلية، لتأتي منفردة عن مثيلاتها

طالما هي بعيدة وغير ملتزمة بالضوابط التقليدية..

شكرا من القلب أخي الحبيب جمال مصطفى

لأهتمامك ومسعاك في إيصال مفاهيم وقيم جمالية تخص الشعر

وأحواله.

دمت في عافية وإبداع

التعليقات

إدراج الإقتباسات...