عن عناوينك

عن عناوينك


 

عن عناوينك

لا عليك أن تلومَ أحداً

لو حشّد لكَ عبارات نابية، الليل

وقذفكَ بها، كلما نأت معانيكَ عنه

اختطف عظامك البرد

مضى بك الإرث المشاغب

ونجى من فرحك الأسى

لم تكنْ تضاريسك هي الأخرى موجة تتهجى الريح

في هذي البلاد الملعونة

اذا ما حطّتْ ضحكتك الأليفة

واعترفتْ بسذاجتها، عند نهاية السطر

وهي تتلو خارطة آلامكَ وهواجسكَ

عباراتكَ الغامضة التي مزّقها الغبن

جرفت الأيام إشاراتها الجارحة

موسيقى شتراوس و هايدن وفيروز لم تعُد تهمُك،

ذخائر العمر الباهتة التي انحسرَ ايقاعها

لم تعُدْ هي الأخرى كافية للمضي إلى تيه جديد

كشفتْ أحلامك الشحيحة حقيقة واحدة

هي أنك ستضاف كرقمٍ صريح بين أقرانك

وان ما جنيته من كتابة قصيدة على أمل أن تقتفي أثرك

ما هي سوى أظلاف تحفر في أنقاض وافتراضات

ربما سينجيك السرّ الذي سافر إلى قلبك البعيد

الحبر الغامق الذي تركته ينتقم لك على طاولة الحياة

المدن المجاورة التي انطفأ فيها كل شيء

سوى ثكنات، تزينك بإشارة ماكرة

على بعد زهرة ميتة من جراحك

لا تسقط حيرانَ ....

لا تذُبْ في سُكرتكَ كالأبله

ابتسم على شغافِ الذاكرة والكذب والذُلّ  

والوعد الذي بينه وبين الجمال مسافة خبث

ابتسامة تختصر بها لوحة سرياليّة

لا تُشبه ما اقترفه دالي من حماقات

ليبقى هنا الجدار مضاء إذنْ

يعانقُ الفراغ،

متطلباتك،

رائحة الكلمات وعربدة القواميس.

النجمة النائمة تهتف من بعيد :

يحيا الحُبّ و قراءة الكفّ

ما لهذا الرمل من صروف

من أساطير وخيانات

من وحشة تهب المعنى زمناً آخر للعزلةِ

من ريحٍ لاهبةٍ عطشى تلهثُ

توقظُ أبجديّة كاملة للحزنِ

وفوضى تعبثُ بالخيالِ

ضراوة تجعلك تكابدُ حلما مُجنّحا

أو ربما واقعاً رثّاً

سيترك وراءه طوائفَ ممزّقة وملوكاً صرعى.

نبذه حول الكاتب

شاعر وكاتب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

21-02-2023 02:11

الشاعر القدير الاستاذ زياد السامرائي

قصيدة بليغة المعنى والايحاء وموجهة الى كل حدب وصوب . امام معاناة الحياة الشاقة , هواجس مشروعة من اعماق الاحساس الداخلي , للحياة اصبحت باردة كالثلج القارص وفقدت رونقتها , وتعرض كل شيء ادراج الرياح في هذه البلاد الملعونة , التي قتلت الجمال لينتصر القبح والمعاناة . قتلت الفرح لكي تتسيد الاحزان والاسى . قتلت حتى الضحكة الاليفة , كانها ذهبت مع ريح , ولم يبق سوى اطلال مهدمة , تبحث تحت الانقاض عن شيء يواسي الحياة . لقد انطفأ النور . حتى الوجوه تبدلت الى الوجوم والعبوس واصبحت صفراء شاحبة . فماذا تفعل القصيدة ؟ لو فتش كل قواميس اللغة , لكي تجد عبارات تواسي الروح والذات من اطنان المعاناة  , فلم تجد سوى عبارات غامضة ومبهمة , لا تشفي الغليل , فالقلوب تحجرت واصبح كل شي كالحجر حتى الاشجار , وحتى ماتت الازهار , لم يعد شيء تأسف له سوى مواصلة الحياة .

تحياتي عزيزي أبا أحمد

الأديب والمترجم المبدع الاستاذ جمعة عبدالله

حياكم الله..

شكرا من القلب صديقي الحميم أبا سلام الورد لما جاء في تعليقك الذي ينبش واقعا يحتار في وصفه

كل من له قلب وروح .. ثم انتماء حقيقي لما يسمى (وطن)..

عباراتك وتصورك في تقليب هذا الواقع صادقة والبعض يراها صادمة أيضا

لكنها ترتبط بذات الحقيقة التي تأكل الأكباد.

محبتي يا أبا سلام التي تعرفها  .

التعليقات

إدراج الإقتباسات...