إيديث سيتويل / يَهْدَوْدِرُ  المطَر

إيديث سيتويل / يَهْدَوْدِرُ  المطَر


إيديث سيتويل شاعرة وناقدة وكاتبة سيرة إنجليزية . تناولت في مؤلفاتها المستوى المنخفض للذوق الذي شاهدته في المجتمع الإنجليزي ، انتقدت المواقف الاجتماعية للشعر الذي يركز على أنماط أو نماذج تُشدد على الضجيج والتخيلات و أهم ما اتصف به اسلوبها انه كان غزيرا باستخدام الرموز . عبرت سيتويل  عن مشاعرها و استجابتها العاطفية المشبوبة نحو الرعب الذي أحدثته الحرب العالمية الثانية  في مجموعات مثل أغاني الشارع 1942 .تأثر بشعرها بدر شاكر السياب الذي يعد من أهم روّاد الشعر الحر في الأدب العربي ولا يخفى تأثيرها في العديد من قصائده منها " انشودة المطر " .

 

يَهْدَوْدِرُ المطَر

كعتمةِ القُلُوب ، كأَنِين خُسراننا -

أَعْمى مِثْل ألف وتسْعِمائة وأربعون مِسْمَاراً

  دُقَّ على الصَلِيب -

 

يَهْدَوْدِرُ المطَر

كَدقات قَلْبٍ مضْطِراب ،

المُتَغَيِّر لَحظة أشْتِدَاد المِطْرَقَةِ 

في حقل الفخّاري و هَزِيْز الخَطَوَاتِ الخائنة  

فَوق الضَّرِيح

 

يَهْدَوْدِرُ المطَر

عند حَقل الدَمّ ، حَيث تتَكاثَرُ الآمال الصَغيرة

و حَيث تَرَبَّي النَفْس البَشَريَّة جَشَعها

كبُقعة السَواد على جَبِين قابيل

 

يَهْدَوْدِرُ المطَر

عند قَدَمينِ رَجُلاٍ غَرْثان ، مُعَلقٌ عَلَى الصَّليب

هاهُنا السيّد المسيح ، كُل صَباحً و مَساء  

نسألهُ الرَأْفَة - للغَنيِّ و لعازر 

فلا فرقَ بينَ البَرِيء والآثمِ تَحت المطَر

 

يَهْدَوْدِرُ  المطَر 

لا يزال الدَّم يَسِيل من الجَسَد  المُثْقِل بالجراح

قلبهُ يئنُ من الآلام - جِراح النور عند الْمِعْرَاج

و البَصيصَ الخَافِت المتبقِّي في القَلْب المُنتحِر 

و الجِراح التَعِيس ، الغَيْر مُدْرِك للظَّلام ، 

و عذاب الدُب الحَبِيس - و أَنِين الدُب الكَفِيف

لقَساوَة ضَربات أسْياده على جسدهُ السَقِيم

 و دُمُوع ألارنب الطَّرِيد

 

يَهْدَوْدِرُ  المطَر

حينَئذٍ - أَستَجرت بالله صَفْحًا ، فأَوصَدَ بابَهُ طردًا -

و ناظِري صوبَ دَمٍ‏ سَيّالٍ في السماء

مَنْبَعهُ الجبين الذي سمّرناه على شَجَرة

غَارِقٌ حتى الموت ، حتى القلب الظَمِئ

مَاسِكٌ نيرَانِ العَالم - مُعْتِم ، مُلَطَّخٌ بالآهات 

كسُمُوّ إكْليلُ الْمَلِك

بصَوت نَبيٍّ و نَقاوَةِ قلبهِ

وَليداً بينَ الوحُوش - 

' مازلتُ أحبكم ، مازلتُ أَسْجم نُوري البَرِيء و دَمِيَ لأجْلكم '

 

ترجمة : زهراء رعد ناصر 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

عزيزتي الأديبة والمترجمة المتألقة زهراء رعد ناصر

جزيل الشكر والأمتنان على مشاركتك هذا النص الجميل، وهذه الترجمة الأنيقة لنص شعري ليس بالسهل..

 

دمت بخير وعسى أن نقرأ المزيد من ترجماتك مع بالغ مودتي

زائر

12-08-2022 08:06

شكرا لك أستاذ على كلماتك الطيبة ، كل الاحترام والتقدير . 

التعليقات

إدراج الإقتباسات...