أجمل بيت بالدنيا التفاح لكن الساكن في الأعماق الدود
مجيد السامرائي
.. انا تائب مع ذاتي لكن اخطائي كانت وراء كل هذا الحشد من الدواوين ؛ لم المس ” زنادا ” لحد الان!
*يمر دائماً من طريق سلكه آخرون كهلا …. فتيا …. أشهب … مذ صار عمره ثلاثينين وأكثر وهو سعيد بجسده الذي يحمله دون عناء والذي انفق عليه الخالق قليلاً من الطين دائماً يجلس هنا .. في مقهى آيل للعدم تحمل صور القديم ثم الاقدم من ادباء البصرة قد لا يندرس ذكره ابداً فهو الذي ألف آلاف الأبيات لكنه نسي ان يؤلف ( بيتأ يأويه ) اذا ما اجتاز عتبة البيت الزرقاء .
الرجل الذي قال :
( أجمل بيت في الدنيا ” التفاح ” لكن الساكن في الأعماق الدود)
انه كاظم الحجاج.
{ درجنا على ان نسميك منذ زمن ( كاظم الحَجاج ) وقد ثبت وهذا في دواوين العرب و كتب النقاد العرب فلو حلفت على القير الأسود حتى يصبح حليبًا فانت ( الحَجاج وليس الحِجاج).
– حتى تسمية ( بدر شاكر السّياب ) هي غير صحيحة لأنها الحقيقة ( السيِاب ) في قاموس البلح بغير تشديد ولكن درج الناس على تشديد السّياب وشاع على هذا الاسم.
{ وانت تنوي ان تقول: يا جماعة انا (الحِجاج ) جمع الحاج او حجيج؟
– هي باللغة المألوفة عندنا نقول الحجاج لجمع الحاج.
{ يعجبني توصيفك في دراسة ما (( ان جمعا من قريتكم “الهوير” قد خرجوا في جنح الليل )) أي فريق من الحجاج قصدوا بيت الله .. لذا أجد ان الليل عامل فعال عندك ؟
– صحيح ” الليل والمطر “
{ المطر ما من بصري الا ومر عليه مطر الشعر
– كل انسان عنده نظرة خاصة للحياة يجد ان الليل ملاذً فيه سكينة ويسمح بالتأمل.
{ النهار هو المعاش والليل سبات ؟
– ” النهار عراك ” وليس فقط معاش بينما الليل هو ” هدنة او حالة سلم “
{ مع من ؟
– مع الذات ومع الآخر.
{ هل أنت ونفسك في الليل في حالة وئام؟
– نعم لأنني قلت في إحدى قصائدي :
لا أخشى مِن قاضٍ
فأنا محكمتي:
أَستيقظ، في نصف الليل،
لأبكي أخطاءَ نهاري
لان الليل يعيدنا للتأمل مع الذات وفيه سكينة
فيك الخصام وأنت الخصمُ والحكمُ … { هل حاكمت نفسك يوماً؟
– انا احياناً وانا نائم استيقظ واصرخ عندما اتذكر خطأ ارتكبته في يوم ما !! او عملا لم اقم به من الواجب القيام به .. اصرخ بشكل اشبه بـــــ ” الهستيريا ” كأنما تأنيب ذات .
{ دائماً الأخطاء الصغيرة هي ليست من الكبائر والكبائر ” سبعة “
– أخطائي قد تكون كبائر او قد تكون صغائر في الوقت نفسه !
عندما يرتكب الإنسان كبيرةً هي في الحقيقة صغيرة في المقياس الأخلاقي الذنوب الصغيرة التي لا تستحق العقاب الشديد .
{ إن الله غفار رحيم “
– اكيد
ونحن الخطاؤون نؤمن بهذا كثيراً .. انا تائب مع ذاتي
{ لو تبت لما كتبت كل هذا الحشد من الدواوين
– انا لدي فلسلفة خاصة اعتقد ان ” الإله داخل الإنسان هو الضمير ” في داخل كل انسان اله خاص به وهو ضميره الذي يحاسبه ليل نهارً
{ هل انت عبد ضميرك؟
– نعم ؟ .. ولذلك أصبت بالقرحة لكثرة ما أفكر بأخطائي ونواقصي !! وعيوبي التي اعانيها احياناً.
{” لم ينفق الله عليك كثيراً من الطين ” فانت هكذا ضئيل كانك عود الندى.اذاً كم فيك من الطين وكم فيك من الماء والنار ؟
– هذه القصيدة كانت من الجو السومري من ألواح الشاعر ” اناهو ” قلت :
لاني نحيل .. لم اكلف الله طيناً
ونحن النحلاء حتى عندما نمشي على الأرض لا ندوس عليها كما يدوس الآخرون ” نحن احن على الأرض.
{ هنا رددنا معا كاظم الحجاج وانا قول المعري:
خفّف الوَطْءَ ما أظنّ أَدِيْمَ الـ أرض إلا من هذه الأجساد
{ هل انت نباتي ؟
– انا لو كنت حرا في حياتي منذ بدايتي لاصبحت نباتيا انا اشعر بان الحيوان الذي نذبحه له روح ويتـألم ولدينا في الطبيعة بديل عنه من بروتينات وفيتامينات والحيوان الذي يعطينا الحليب والزبدة لماذا نذبحه ونأكله؟.
هذه فسلفة ولكن اشعر انها جاءت متأخرة ” نحن لسنا أحرار ا حتى في طعامنا “
{ ولهذا ارى ان الكثير من الوعول والغزلان تخرج من قصائدك ؟
– نعم ” غزالة الصِبا “
عنوان احد دواويني
{ هذه تذكرني بغزال المعنى ! هل قبضت على غزالة المعنى ؟
– انت تقصد في الشعر وأحاول دائماً ان تكون لغتي لغة خاصة
انا لا اقترب من لغة الأخر ” واعدها سرقة ” وتوجد هنالك عبارات جاهزة في لغتنا أحاول دائماً ان أتجنبها حتى في كتاباتي النثرية.
{ ولكن انت كثير الاقتباس من القرآن الكريم.
– نعم ” القرآن ” دائماً نأخذ منه جزءاً ينور جزءاً آخر من حياتنا كما تأخذ قصة او رواية او حادثة وردت في القرآن الكريم نشعر انها تهذب شيئاً في داخلنا
{ سيدنا موسى مثلاً؟
– نعم وذكرت النبي يوسف ايضاً واخذنا من ” الميثولوجيا ” من كربلاء والحسين والمسيح واخذت ايضاً وهب النصراني.
{ اكتشفت شيئا وانا هنا في البصرة .. انت من ” الهوير ” وهي مصغر ” هور ” وسبحت في ” نهير الليل ” وغيرهم من يقول ” اتميمينه ” وهو تصغير لحبة ألتمن من أين أتى هذا التصغير؟
– انا اعتقد أي جنوب في العالم لديه ” لغة متواضعة ” وهنالك ” ألفة خاصة “
{ انا اشعر ان البصرة ريفها هو مركز ومركزها ريف !! انت من ” الگرنة “؟
(هو استأنس للفظ ؛ لم اقل :القُرنة !)
– نعم الكَرنه ايضاً ريف ومجاور للاهوار وعشيرتنا ” الحِجاج من – عبادة ” عملوا منذ زمن السومريين بصناعة ” المشاحيف ” وبعد تجفيف الانهار هذه المهنة ضعفت.
{ انا يخيل لي انك ” تغرق بشبر من الماء “
حقا
{ اذا هذا الـــ ” النهير ” كيف عبرته؟
– هذا الانهير او كما يسمونه ” انهير الليل ” كما يذكر المرحوم ” حامد البازي ” المؤرخ البصري يقول ان المهربين كانوا يتسللون ليلاً من شط العرب باتجاه هذا النهر ويخفون بضاعتهم وينقلوها الى البر ولذلك اسموه انهير الليل.
{ السياب من بويب هذا الخيط ” شاخه ” صنع منه هذه المعجزة .. انت لم تصنع شيئا من ” انهير الليل “
– السنوات التي عشنا فيها في انهير الليل هي ايام طفولة غير مستقرة.
{ وبدر ايضاً كان في الطفولة فعالا صاحب مخيال شاسع
– السياب كانت هذه بيئته لكن هذه البيئة كانت مؤقتة لنا ونحن كأطفال لم ننسجم معها بيئة شعرنا ان كثيرا من المهاجرين من المحافظات جاؤوا الى هذه البيئة وسببوا إرباكا لنا هم مهاجرون من مدينة العمارة والناصرية يعملون في التمور ونحن عشنا بالمصادفة مع هؤلاء الناس.
{ لكن التمرة لها اكثر من معنى في التحليل؟
-انا عندما تحدثت عن التمره تحدثت كبصري عن ابي الخصيب وعن بقية المناطق بشكل عام.
{ انت تشكو في قصيدة من عدم رد السلام .. هل يوجد احد في البصرة لا يرد السلام ؟
– نحن كشرقيين عندما نقارن ماضينا بالحاضر يكون دائماً الماضي افضل ؛ حياتنا لم تتطور او نحن لم نطورها ؛نحن ” كسالى ” لذلك الشرقي دائماً يحن الى الماضي اكثر من التعايش مع الحاضر ولذلك نقدس الانبياء والصحابة والاولياء اكثر مما نقدس الاشخاص الموجودين في حاضرنا
{ كاد المعلم ان يكون رسولا .. هل يمكن للشاعر ان يكون ولياً ؟
– نعم يجب ان يكون وانا اتحدث عن الشاعر الحقيقي الشاعر الذي يبكي لرؤية قط تصدمه سيارة مسرعة..
انا عمري بلغ ” خمسين عاما ” ولم ار انسانا ميتا ولم اخدم العلم اصلاً
{ هربت ؟
– لم اهرب ولكن انا عندما تخرجت في الكلية كان هنالك بدل نقدي ودفعت في ذلك الحين ” مئة دينار ” ولم المس ” زنادا ” حتى الان.
{ كيف كتبت عن الموت وعن الشهداء والقتلى وعن المعارك ؟
– كتبت من بعيد عندما يقع الموت بالقرب مني وخصوصاً البصرة في سنوات ما تعرضت الى القصف في حرب المدن القذيفة تسقط في البيت والشارع والروضة والمدرسة ؛اتى الموت “ضيفا ثقيلا ” انا لم اذهب له
ويوم ما ذهبنا الى الجبهة للمعايشة وعنده شعرت بالذنب لان احد الضباط كان ” ارعن ” عندما سأله احدهم قال له ” لماذا هم ساكتون يقصد به الجانب الاخر ” قال له انهم نائمون؛ هل تريد ان ايقظهم ؟ وضرب قذيفة هاون عليهم ثم ردوا بمثلها واستشهد عدد من الجنود الذي كانوا يأخذون الماء من الأحواض وعندها شعرنا بالذنب الذي عذبنا امدا طويلا.
{ دواوينك توحي بانك شاعر نظًام نظمت على أبحر الرمل والوافر والبسيط لم اجد لك قصيدة في بحر الطويل؟
– ابداً لان البحر الطويل اجد فيه افتعال وبه ايقاعات طويلة وقصيرة بينما الموسيقى التي في داخلي هي الموسيقى القصيرة السريعة.
{ اقرأ لي القصيدة التي قرأتها أمام عاتكة الخزرجي ؟
– نعم قصيدة ما ضر العنبر لو عطر
هذه القصيدة قرأتها في كلية الشريعة التي تخرجت فيها وكانت من القصائد العمودية وانا ارى انها طريقة صحيحة لان البداية كانت عمودية ويجب على الشاعر ان يبدأ بالعمودي حتى يتقن هذه اللغة التي بداخله فكان مطلع القصيدة هو :
ما ضر العنبر لو عطر
أيغار من المسك العنبر
أيضير الاحور ان يهدي
وجهاً كالصبح اذا اسفر
اطبول الانس شدت للعرس
فمال البدر على البيدر
وحتى الان اتذكر الحادثة واللجنة المكلفة آنذاك ومن ضمنهم ” عاتكه الخزرجي ” ووقتها اهدتني ” خمسة دنانير ومعاون العميد ” خمسة دنانير ” ومعاون العميد الثاني ايضاً ” خمسة ” واصبحت ” خمسة عشر دينار ا والمرحومان شفيق الكمالي وشاذل طاقة اشتركا في كتابة ثلاثة ابيات وقدماها الى عريف الحفل الصديق ” د . ماجد السامرائي ” وقالا فيها :
لا خيلا عندي اهديها ..ياابن الحجا ج ولا جوهر
فاقبل يا شاعر اعطية .. اغلى من فاغمة العنبر
ولتعذر جيبينا انا .. من اهل الحرفة بل افقر
*كم ديوانا عندك الان ؟
– لدي اربعة دواوين.
*هل اثريت منها ؟
– انا اشعر بان الشاعر اذا زاد عن خمسة دواوين او اربعة سوف يكرر ويصبح ثرثرة
قصائد عمودية
الديوان الاول انا اراه غير محسوب لانه بدايات وفيه قصائد عمودية وقصائد تفعيلة وكان الديوان مرتبكا وحتى ان استاذي في المتوسطة ( سعدي يوسف ) كان يريد ان يكتب لي مقدمة للديوان ولكنه اعترض على القصائد العمودية وطلب مني ان احذفها من الديوان ولكنني لم اقبل لانه لا يبقى شيء في الديوان وبعدها ندمت لانه كان يريد ان يكتب لي المقدمة لتعوض عن القصائد العمودية.
{ دعني اقول لك شيئاً افتراضياً (الحجاج بن يوسف ) انت ( الحجاج ابو يوسف )؟
-نعم ابني يوسف الحجاج وهذا مقترح اقترحه عليّ احد اصدقائي ابراهيم عبد الرزاق عندما رزقت باخر ولد قال لي سمه ( يوسف )
الحجاج ايضاً كان شاعرا
اليس هوالقائل:
( هذَا أَوَانُ الشَّدِّ فَاشْتِدِّي زِيَمْ … قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسوّاقٍ حَطَمْ)
( ليس بِرَاعِي إِبِلٍ ولا غَنْم … ولا بِجَزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمْ )
( بَاتَ يُراعِيهَا غُلامٌ كَالزُّلم … خَدَلجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ )
نعم ولكن انا لا اريد ان ادعي نسباً ليس لي لذلك صححته لأنه حسب رواية والدي بانه أربعة اشخاص من اجدادي ذهبوا الى الحج قبل أربع مئة عام وعلى هذا الاساس اطلق عليهم ( بيت الحِجاج ) وبعدها اصبحوا مشهورين بهذا اللقب ولكن اصلنا هو من قبيلة ( عبادة )
{ اني لارى رؤوساً قد أينعت و حان قطافها ” قل لي ما يوازي هذا في شعرك؟
– هذا الرجل من الاشخاص المختلف عليهم ” الحجاج بن يوسف الثقفي ” ومن الشخصيات القلقة في الاسلام شخص لديه اعداء كثيرون ومحبون قلائل ربما هؤلاء الاشخاص فقط الذين تعايشوا معه وهكذا مع بقية الشخصيات التاريخية.
{ اراك مسحوراً بالعشار ولقد تكرر ذكره في قصائدك لأكثر من مناسبة ؟ لماذا ؟
-العشار بالنسبة لنا نحن الريفيين الذين جئنا من اطراف البصرة وكان العشار بالنسبة لنا كالافريقي الذي يسافر الى باريس من ناحية الذهول من المكان ومن السيارات ومن النساء اللواتي يختلفن عن نساء الريف والحركة التجارية وشط العرب والزوارق والبواخر اتذكر شيئا حدث في رأس السنة في الساعة الثانية عشرة ليلاً البواخر جميعها تطلق اصواتها والكنائس تقرع النواقيس في وقت واحد والنساء ترتدي الفرو
في الستينيات كانت زوجتي سافرة كباقي النساء واحياناً تستعير عباءة امها لنذهب معاً ونشتري شمعتين تهدي الاولى عند ضريح عبد الله بن علي والشمعة الاخرى تشعلها في باب كنيسة السريان وفي وقتها الحياة كانت جميلة وعندما اروي قصصا عن الحياة السابقة في مقالاتي وقصائدي لا تصدقها الناس … لا يصدقون بان البصرة كانت هكذا.
حتى ان قلت في وقت ما ان في زمن رجال الحوزة العظماء كانت هنالك ملاه وبارات ودور للسينما ولم يكن هنالك أي تدخل من جانب رجال الدين بخصوصية الحياة العراقية وكان هنالك ( الخير والشر ) و ( الدين واللهو ).
{ انت دائماً مولع بالشخصيات الثانوية انت وفيصل لعيبي واحسان السامرائي حتى حامد البازي تكلموا عن ( تومان ) ..انت لست معجبا بابطال السينما ؟
– تومان انا ذكرته بثلاث قصائد وعندي قصيدة قصيرة جداً .كانت اول قصيدة اكتبها في السبعينييات
{ من هو تومان ؟
-تومان هو رجل اسود ( زنجي ) من زنوج البصرة كان يحمل إعلانات السينما وكان يعزف الناي بأنفه دعاية لأي فيلم سينمائي حتى لو كان الفلم رديئا.
قلت انا في القصيدة:
لاني اريد هذه المدينة دائمة الشباب
فلن اصدق الاشاعة التي تقول :
تومان في السبعين
{ أي سينما كنت ترتادها ؟
– البصرة كانت تحتوي على خمسة عشر دار سينما في الستينييات والسبعينييات وكانت هنالك سينمات صيفية تفتح ابوابها صيفاً وكانت العوائل تأتي في الدور الثاني ما بعد الساعة التاسعة حين يروق ويلطف الجو.
{ اذكر لي فيلماً صنع منك شاعراً ؟
– هنالك الكثير من الافلام التي لا تنسى ومنها فلم ( اطول يوم في التأريخ ) هو يتحدث عن انزال الحلفاء في فرنسا لتحرير ها من النازيين وهذا الفلم تكمن عظمته في انه عمل على اخراجه ( ثمانية مخرجين ) وممثلوه من كل العالم.
{ أي بلد صدمك عندما زرته ؟
– انا زرت بلدانا أوربية كثيرة جداً (باريس وفرانكفورت ) وغيرها
{ عندما تسافر ما هي الاشياء التي تحملها الى بيتك ؟
– انا ابعد انسان عن التسوق ما عدا الاشياء الاستثنائية التي لا تباع في أي مكان ولذلك انا عندما كنت اسافر الى بلغاريا وتركيا وغيرها من الدول كنت اجمع علب السجائر المحلية من كل بلد ثلاث او اربع علب سجائر مختلفة.
{ انت مدخن؟
-كنت ادخن وتركت التدخين بسبب مرض تنفسي اصابني.
{ انت تقول في قصيدة ” عمري ثلاثينان واكثر “
– نعم هو هذا زعم الشباب تقول ثلاثينان افضل من ان تقول ستين عاما
ولكن عبد الرزاق عبد الواحد كان يقول : سِـتينَ عاما مَلأتَ الكـَونَ أجنِحَـة
خَفـْقَ الشَّرارِ تَلاشـَتْ وهيَ تَشـتَعِـلُ
– انا اعد هذا الشي مجاملة وحتى اليونسكو تحدد ان اخر سن للشباب هو الخامسة والأربعون وبعدها تدخل المرحلة الاخرى وهي سنوات الكهولة.
{ انا لدي احساس بانك رجل تريد ان تبقى في هذا المربع (بيتك )ولا تغادره أبداً؟
– نعم هذا الامر صحيح جداً.
{ هل اعتقلت ؟
– انا اعتقلت في ايام ثورة الشباب مرتين.
{ ولكن انا أراك سجين بيتك ؟ هل تعتقد ان الاخرين هم الجحيم ؟
– بالعكس انا احب الجميع وحتى انا في البيت عندما انام واسمع اصواتا اكون اكثر اطمئنانا ولا احب العزلة
{ ولكن سمير الدلفي في التحليل يقول انك تكره الصبح ؟
-بالعكس انا كائن صباحي استيقظ مبكراً واعمل الفطور لعائلتي انا اكره النوم والاكل
{ انا اعتقد ان السبب هو انك تخاف ان تموت وانت نائم؟
-ربما صحيح وهذا الشيء من ضمن الهواجس انا يومياً عندما استيقظ صباحاً ( احمد الله ) لانني بدأت يوما جديدا في حياتي كأنما هناك هدنة وأعطيت يوما إضافيا في حياتي.
{ يقال بانك عندما وصلت الى هذا السن اصبحت تكتب كلاما لا ينتمي لاي جنس ادبي : تسولف؟
-انا لدي نظرة خاصة بالنسبة للنثر والشعر هنالك نثر هو شعر وهنالك حادثة لهذا المتصوف العظيم ( ابو يزيد البسطامي ) ذكرت عنه حادثة عندما ذهب الى الحج
في الليل اوقفه شخص عابر
من انت ؟ قال : انا ( فلان )،الى اين انت ذاهب؟ قال : الى بيت الله.كم معك؟ قال : ثلاثون دينارا.قال له الغريب : ( انا صاحب عيال ولا دينار لدي ).
ويقال ان ابو يزيد البسطامي اعطاه ما معه من مبلغ الحج ولكن طلب منه ان يقف ثابتاً وطاف حول الرجل الغريب ( سبع مرات ) وعاد الى اهله حاجًا.
{ هل انت سعيد بما صدر لك ام ما صدر عنك ؟
– اشعر باني مكتف بما كتبت وما كتب عني ايضاً اشعر بانه كاف وانا ممتن لاصدقائنا النقاد وللطلاب الذين كتبوا عني.
{ اذن انت لاتبحث عن صدارة او وجاهة لاتريد ان تكون في المقدمة .عندما كنت في المدرسة في أي صف تجلس ؟
– انا اجلس في آخر الصف لانني كنت طويل القامة والمعلمون هم يطلبون مني ان اجلس في الاخير.
{ قل لي بنظرة ثانوية بسيطة وانت بلغت الثلاثينين واكثر يا ( كاظم الحجاج ) كيف رأيت الدنيا ؟
– اشعر بانني اخذت كفايتي من الدنيا سافرت و قرأت افضل الكتب وشاهدت افضل الافلام عاشرت افضل الناس واحببت افضل النساء واشعر اني ممتن لان حبيبتي هي زميلتي في الكلية وهي زوجتي ايضاً وانا اعيش اطول زمالة في التاريخ.
{ اطلب منك ان تقول شعراً وتصف به الحياة ؟
– انا سوف اقول قصيدة تحمل نظرتي للدين وللحياة وللإله وتحتوي على فلسفة صغيرة اسميتها ” تبشير ” اقول فيها :
كانت الحسناء تنشر الايمان بخالقها
اسرع من جيش من المبشرين
فاين ما مشت تتردد من حولها سبحانك .
إعلامي وكاتب ومقدم برامج من العراق.
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !
لا يوجد اقتباسات