فيكَ أبا الخِصبْ
ماتَ النَخلْ
ماتْ
لم تَدفنهُ الناسُ كما الموتىٰ
لم يذكرهُ الساعونَ الى المسجدِ
والداعونَ بأدعَيةِ استجداءِ الماءْ
بِرياءٍ يَتْلُونَ ألمْ ترَ كيفَ ..
ولا يدرونَ بأنَّ خَرابَ (العمّةِ) كيدُ الكيدْ
يانخلةَ .. ياذاتَ الأكمامْ
في حِجركِ أنجبَتِ العذراءُ فقُدّستِ الأيّام
ياسيّدةً نَثروا حَولكِ أعذبَ شِعْرْ
يامرتعَ من جَلسوا تحتَكِ في نشوةِ سُكْر
ياغابةَ عَينَيْ حَسناء بُويبْ
وملاذَ السُمّارِ وقد ثملوا إذْ ظلُّكِ خمرْ
يا مَطرَا لا يقطرُ إلّا الشهْدْ
حينَ أتى قابيلُ رأى في فيئِكِ ناعِسَةً
فابتدأَ النسلْ
عَرَفوا من صَبركِ سرَّ الصبرْ
يافرَساً عَقَروا ساقَكِ في غِلّْ
لم يرفعْ أحدٌ عَينيهْ
ليرىٰ في هامكِ دَمعَ الذُلّْ
تَلفحَهُ الشمسُ فيقطرُ كالعبرةِ فوقَ الخدْ
رأسُكِ يانخلةَ مَحنيٌ
مشنوقٌ فوقَ الجذعْ
وحَسيسُ السعفْ
يشكو للريحْ
لايسمَعهُ
إلّا المدفونُ بجنبِ الجذرْ
تتَأوَّهُ أعظُمُهُ
لصريرِ العرجونِ وأشلاءِ العذْقِ المهصورْ
وأنينِ الكَرَبِ المسكونِ بدودِ الحيفْ
في النخلِ سجلُّ التاريخْ
وحَكايا الزمنِ المبتورْ
ماكانَ أبو الخصبِ خَصيبا لولا النخلْ
يانخلْ
نثروا أجداثكَ كالمنحورِ بلا ذنبْ
كجنودِ عدوٍّ قُتلوا في ساحةِ حربْ
قتلوكً أبا ألخصب
قتلوكَ بلعنٍ وبسبّْ
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !
لا يوجد اقتباسات