لا تكتُب عن الحرب.
الحرب التي لم تنتهِ بعد.
الحرب التي لمْ تُقْتَل فيها.
الحرب التي لمْ تَقْتُل فيها أحداً
ولم تُطلِق فيها رصاصةً واحدة
على "عَدُوٍّ" كان يُغنّي مقام "المنصوري"
في الهواءِ الطَلِق.
لا تكتُب عن الحربِ الآن.
أكتُب عن ذلكَ لاحقاً
عندما تبدأُ حربٌ جديدة.
دائماً..
هنا..
هناكَ حربٌ جديدة.
لا تنتهي الحروبُ
ولا تُنسى.
حتّى الذينَ ماتوا قبل أربعينَ عاماً
مايزالونَ يُقاتِلونَ إلى الآن
لأنّهم لم يموتوا بالسلّ الرئويّ
ولا لدغتهم نحلةٌ في الجبل
ولا باغتهم الطوفانُ في الطريقِ إلى المدرسة
ولا هرستهم شاحنةٌ في الطريق السريع.
دائماً..
سيكونُ موتكَ راكداً في فمك
مثل سَخامٍ حديث.
مثل رصاصةِ في الرأس.
مثل شظيّةٍ في العمود الفقري.
مثل طفلٍ يضحكَ لك
في بيتٍ بعيدٍ
أبداً لن تعود إليه
ولو في تابوتٍ ملفوفٍ بالعَلَم الوطنيّ
فوقَ سيّارةِ أُجرة.
لا تكتب أبداً
عن حربٍ لم تنتهِ بعد.
دَعِ الحربَ تكتبُ عنك
وأرفَع آخرَ صورةٍ فوتوغرافيّةٍ لك
بالقمصلةِ "الرومانيّةِ" والبنطلون "الخاكيّ"
عن حائطِ العائلة.
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !
لا يوجد اقتباسات