يحقُ لكَ ويليقُ بكَ أن تزهو بدراجتكَ
حين تمرُّ , وانت تصفّرُ , أمامَ بحارةٍ سكارى
يسخرونَ من المارّة.
تخرجُ كل صباحٍ لأن الشمسَ بخيلةٌ معك
لا تلقي إلا القليلَ من أشعتها عليك
حيث تسكنُ , فتلاحقُ أخريات في هذا الميناء:
كنتَ تعدو وبعد سنواتٍ بدأتَ تهرولُ
ثم مشيتَ لأعوامٍ , وها تتنقلُ بدراجةٍ قديمة
إشتريتَها في كركوك قبل نصف قرن
*
إصغِ إليّ , هنا أيضاً زنابق , ياسمين , يمامة،
الحسّون وألأوز العراقي
تبجحكَ لم يعد يعني شيئاَ
ليست مهمةً بصيرتكَ الداخلية , أو ممرضة مغرمة بكَ،
وحملكَ ماءً كل مساء الى عش سنونو.
يهمّ انك مازلتَ تخالفُ ميولَ يدكَ التي تكتبُ،
تخفي شبحاً عثرتَ عليهِ في سردابٍ
وتظنُّ فيه الكثير منك
وأنكَ تسمعُ , في وضوحٍ ورغمَ عمرك،
نواحَ قطارٍ في أواخر الليل،
في بلدةٍ لا يراها ولا يعرفها غيرك
*
من امامِ مستشفى حملتُ الى بيتي طاولةً للتشريح
بعد ان غافلتُ حراساً , رأيتُ ممرضةً تجفلُ
ووجوه أطباءٍ ينظرون إليّ وكأنهم في مأتم.
لم افعل هذا قبل إستشارة غرائزي
أنا قليل الصبرِ , أصرُّ على حقوقي من أشياء هذا العالم ـ
أكرهُ المستشفيات ويجدرُ بي أن اٍسرقَ منها دائماً
فهي لقتل ألأموات:
أضع كتبي , أوراقي , عليها
كمبيوتري ويتطلعُ كلبي إليّ حائراً
*
الهديرُ حيوانٌ جميل وغير مرئيّ
يخرجُ من البحر ليبحث في ساحل وعلى سطوح سفن
وأزقة مدينة , عن شراسف ليلف بها
جروح حيتانٍ وأسماك قرش.
شاعر من العراق
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !
لا يوجد اقتباسات