أقلامٌ دون ورق

أقلامٌ دون ورق


بعثرَتْ أوراقيَ الرّيحُ، فلَمْ يبقَ لديّْ

ورقٌ أكتُبُ أشعاري عليهْ

صارتِ الأقلامُ ثكلى     

جفَّتِ الأحبارُ فيها

فبكت بينَ يديّ

لستُ أدري

كيفَ أكْتُـبْ

دونَ أوراقٍ وحبرِ؟

قالتِ الأحرفُ دعنا نتنفّسْ

و اِقرأ الأشعارَ كيْ نَسْمَعَها

خُطَّها 

فوق مياهِ النهرِ، كيْ ننهلَ منها،  

صفوَها 

بعدَ أنْ حقّقَتَ ما تاقتْ له الأحرفُ،        

هبّت زوبعةْ

ابتلعتْ أنغام شِعري 

أغرقتْ في الماءِ

كلَّ الكَلِماتْ

غمرتْ روحي بأمواجِ القلقْ

ظلّت الأقلامُ ظمأى

اِتضحَ المَشْهّدُ لي، شيئاً فشيئا

حينَ يبقى قلمي دونَ ورقْ

يُصبِحُ الحُلْمُ متاهاتِ أَرَقْ

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

21-11-2021 11:05

الشاعر القدير براعة في الصياغة الشعرية التي تحمل هموم وارهاصات الواقع , تحمل الاحساس الوجداني للضمير لمحنة القلم الصادق والنزيه . لوحة شعرية تجسد الهموم الذاتية والجمعية , امام واقع تلعب به الرياح الصفراء , وتعبث بالقلم والاوراق . فكيف يكتب الشاعر همومه وهواجسه دون قلم واوراق وحبر ؟ كيف يزيح الركام من وجدانه ويتنفس في هواجسه في انطاق الحروف الحسية المنفلتة من اعماق روحه بالصياغة الشعرية التي تحمل معنى وايحاء بليغ . انها معضلة القلم والضمير لواقع تعبث به الرياح من كل جانب وصوب في زوابعها تشطب كل جميل في الكلمات الصادقة , التي تكشف عيوب الواقع والذات الجمعية , تزيح من كل قلق مشروع يكمن في الذات , لواقع بلا ضفاف , هذه محنة القلم والضمير , ان يصبح الحلم متاهات أرق ........ غمرتْ روحي بأمواجِ القلقْ ظلّت الأقلامُ ظمأى اِتضحَ المَشْهّدُ لي، شيئاً فشيئا حينَ يبقى قلمي دونَ ورقْ يُصبِحُ الحُلْمُ متاهاتِ أَرَقْ تحياتي ايها الصديق العزيز بالخير والصحة
خالد الحلّي

22-11-2021 11:04

كعادتك عند قراءتك لأي نص صديقي الناقد الحصيف والمبدع الرهيف جمعة عبد الله، وجدتك تغوص عميقاً في معاني وصور ودلالات وانعكاسات قصيدتي "أقلام دون ورق"، ووجدت أنك قد جعلتني أشعر بحاجة إلى إعادة قراءتها في ضوء ما خرجت به في قراءتك.

أجد كلمات الشكر عاجزة عن عكس مشاعر ارتياحي واعتزازي بما كتبته وذهبت إليه.  دامت إضاءاتك تحفز على تقديم الأجمل.

لك على الدوام كل التحيات والتمنيات الجميلة

التعليقات

إدراج الإقتباسات...