أوان الآهة

أوان الآهة


أوانُ الآهة

 

أتطهّر بما تنجبُ عيناكِ من ضياء

وبموج ابتسامتكِ يغرقُ كلّي

وما تنقذني

سوى يد الحبّ

العالقة في الدهشة والهواء

***

فكّرتُ أن أختبىء

فلا يجدني نداؤك

أموت

وليضعْ جمالكِ على ضريحي بَعدها

ظلّه.

***

الخطوة :

هي خاطرتكِ التي تكنسني خارج الكلام

أقفُ هناك على بابِ السُهاد المقفل

سنوات

أعُدّ فيها العقارب السود

لأتملّص منَ الشِعر.

***

عندما تُكمل الريح بناء عُشّها

أسأل عن الموجة

وهي تدوس القمر بأجفانها

عن النار

وهي تطارد أعواد الحُبِّ اليابسة والأخضر منه

عن الظل الذي فقد عينيه

وهو ينفق شهوتنا

راقدا تحت سقف الهلع

عند إشاراتكِ المبهمة

نلج غصونك

وما إنْ تلد الأثمار

نسقط

***

أنا كل يوم أُحبكِ

بما يجعل الفردوس ضيّقة

وحين صادفني غيابكِ

صلّيتُ

فوراء الأزهار ذئبٌ يتوارى.

***

كلما خفقَ قلبي..

زاد طيرانكِ إلى أعالي الحياة

جسد الطمأنينة الموحش.

***

أُسمّي ما تحتَ كتفيها

حُلمة الوتر

فأغمض عينيّ

كي ترشدني شمس أصابعي إليه

حين مالَ قارب الوهم بفعلِ الحبِّ

لم يعُدْ عمري فيه الاّ ريشة تعبى

مرَّ بها إعصار.

***

أعرفكِ

كيف تمسكين بأطراف السرير

كيلا يسقط الحرف

فتستعينين بالمرايا للمِّ العاصفة

خُذيْ الحرف بيديكِ

وأعصريه

ستنفّجر منه الألفاظ هائمة

تُتمّمُ حبر الخطيئة

وتفكُّ حُجُب الصنوبر

المجنونة

تَطرقُ باب القصيدة المكسور

ترى جَمال الهاوية مُشعّا

هي فيه تكون السجينة.

***

أزرعُ سفينتي بين شاطئيكِ

لعلّي أجد الطوفان في أوّل حَسرة

تَنَدّى العطش منها موقدا

وإذ يجمعنا السرّ خلسة

 لن نشفى

علينا أن نملأ هذا الشقاء

***

لن أكونَ الضوء

حين يغيّر خطاه الى الظلِّ

الغيمة التي يصطادها البرق، تبكي ..

تعال تقول

كي لا يصبح العالم رخوا

خُذْ بيدي واهجر الشمس

والتحق بحقولي.

***

أيتها المنفردة

التي  علّمتني أن وحدها الأنثى

تختصر العجائب

كيف تتحالف الأحلام وتتساقط

بين كفّيها

حيث تجرفُ الفجر الى الليل

كيف هي تصيبُ الحبّ بالعمى

وسط غابة من الأنبياء

وحين تمرُّ

ينمو عطرها، المسك، مئذنة صلاة

تتعثّر البلاغة وأنا أدخل تضاريسها

ساجدا

آن للآهة أنْ تُلاحق هُيامي

أستردُّ به فِطامي.

***

كلما حاولت قصّ هذياني

بفصاحة معصيتكِ

لبلوغ نهاية أبدية لحبكِ

أجد نفسي على حافة هاوية

تنبسط هي أيضا إليك

يالهذا الهروب المدجّج بالإياب.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

zeyadka15@gmail.com

نبذه حول الكاتب

شاعر و كاتب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

20-06-2022 06:06

الشاعر القدير الاستاذ زياد السامرائي.......... تملك براعة في النبش في دواخل الاحاسيس الملتهبة والمرهفة في تداعياتها, ولكنها تملك رؤية فكرية رصينة في الرؤية والروى . حقاً الحياة اصبحت سفينة نوح تحمل كل النتاقضات الواقعية والغريبة , كأنها صندوق العجائب في غرابتها وغرابتها . كل الاحاسيس والمشاعر المتناقضة , لكنها تتعايش في سقف تحت واحد . الحب والكراهية . القلق والتوتر تحت سقف الهلع . الاشارات المبهمة لاتفضي الى شيء ملموس , اشجار غير مثمرة وظيفتها اعاقة الطريق أو حجرة عثرة في الطريق. الحب الذي يدور في حلقة مفرغة ولا يستطيع ان يخترق الرتابة الحياتية . ازهار بلا عطر , طمانينة هاربة الى المجهول . قصيدة مكسورة الجناحين, وقصيدة حبلى بالحلم والرغبة لكنها محصورة في صندوق مسدود . تمرح في سماء الوهم والسراب . هذه عجائب وغرائب الحياة , التي لبست الهذيان والهروب من سجن الحياة . كلما حاولت قصّ هذياني بفصاحة معصيتكِ لبلوغ نهاية أبدية لحبكِ أجد نفسي على حافة هاوية تنبسط إليك أيضا يالهذا الهروب المدجّج بالإياب........... تحياتي ايها العزيز ابا أحمد

الأديب المبدع جمعة عبدالله 

حياكم الله

شكرا لك أخي أبا سلام على تعليقك اللطيف وشكرا ثانية لتفاعلك المثمر

لهذا البحث  الرائع في تفاصيل النص .

دمت في صحة وعافية  أخي الكريم جمعة عبدالله.

الشاعر الجميل والصديق العزيز دائماً

زياد السامرائي المحترم

جزيل الشكر على هذه القصيدة الرائعة، والتي دعتني الى فهمها بالشكل التالي:

أقول كأن الشاعر يدعونا الى لملمة حبنا المبعثر والعودة به الى الحب الشامل

الحب الذي يتخطى الخاص ليشمل بمفرداتهِ العام ..ذلك العام الذي افتقدناه

وافتقدنا جذوره وجماله ..لمصلحة الثنائيات التقليدية وما تحمله من محددات .

وعليه فإن رؤية الشاعر وحالة التأمل وواقعية وجهة نظره قد تكون دعوة أو

وقفة لاعادة النظر في الحب الحقيقي أو العشق الحقيقي الذي واحدة من تجلياته

الحب الإنساني ، وبعد ان جرفتنا الحياة في تيار الذاتية وانسقنا نحو المادي الفج

الذي هو بعيد كل البعد عن الروحي والأخلاقي ..،

فاذا ما كانت " المثيولوجيات " في العديد من مناهجها تقول ان ( الله محبة )

فحري ببني البشر أن يتمثلوا هذه العبارة وان يعملوا على تذليل العقبات

التي تحول دون عودتهم الى جذور هذه الدعوة الانسانية.

لم تكن دعوة للحب بالمعنى الصوفي ربما أو بالمعنى العذري أو القدري

انما هو غوص في الروحي والوجداني الذي مكانه القلب.. ذلك القلب

الذي تراكمت عليه ومن حوله الموجعات و ( الآهات ) ونزوات النفس الغارقة في الذاتي!

بالتالي أقول ان " الآهة " لابد لها ان تكون سمة من سمات الكائن العاقل وأن تعد انعكاس

لشعور انساني وعاطفي ... بعنوان( الحب ) .

دمت بصحة وخير صديقي العزيز

الشاعر زياد السامرائي

القاص المبدع قيس لطيف

 

حياكم الله

 

شكرا أخي الحبيب قيس على ما جاء في تعليقك .. وكيف استطعتَ محاكاة مداخل النص وألهبتَ فيه النشوى.

 

لا نستطيع أن نضع الحب في إطار أو أُطر لغوية ونقول:

هذا هو الحب..

ولأنه مادة الحياة، بها ومنها يُسقى بمائه كل ما في الكون من

وجود..فالتعبير عنه أذن يكون أكثر شمولية وشساعة لو اتصل وعي الانسان وثقافته و تربيته وروحه بــ ثوب الحب و جسد الحب ودم الحب.

النص هامش ضئيل مما نريد أن نقول  ونفصح عنه

نحاول ان نبتكر حيّز يليق بما نحس به من بردٍ

أذا ما فقدنا نسمة من الحب..

هو : كلما يلاحقنا هذا الوجع نغدو بعافية وتورد!

الحب يريد ان يغير العالم الى قوس قزح

والعالم يريد ان ينهي النهار برصاصة !

 

دمت في صحة وإبداع أخي الحبيب قيس

طوبئ لك يا يا صديق العمر

فلا زلت كما عهدتك عاشقا غربلته الايام

فلم يعد ينضح منه 

سوئ 

اجمل ابيات الشعر

 

صديقي العتيد الجميل ليث نؤيل شمعون

ورد و محبة لقلبك

وشكرا لمتابعتك التي أسعدت قلبي 

عسى أن نلتقي ونفرح

خالص مودتي

التعليقات

إدراج الإقتباسات...