إذا لمَسْتُكِ / للشاعر المجري: شاندور تشوري / ترجمة: عامر كامل السامرّائي

إذا لمَسْتُكِ / للشاعر المجري: شاندور تشوري / ترجمة: عامر كامل السامرّائي


لماذا أكتب شعراً

إذا كان بإمكاني أن أكون معكِ؟

أليس إلا،

لأُشذب الوقت،

ولأُسهب في القول؟

بل أُؤثر الإمساك بالشمس،

مثل كرة الكردحة*

فأهوي بغابات الأفق

واكدسها لأجلك كومة.

 

لماذا أكتب شعراً

إذا كان بإمكاني أن أكون معكِ؟

نهداكِ أجمل من أندى التشبيهات غرابة،

وفمكِ مثل قافية عارية.

انه الصيف،

كفك يَحرق مثل عدسة مكبِّرة،

ويغلي رمل ساحل البحيرة

حالما يلامسه بطنك.

 

طيور تسير نحوك

وقطارات.

للحظة، للحظة واحدة، إذا ما أكتنفك الدخان،

فستُعريكِ عينايَ  بلهفة -

لا أدري، لمَ أتوق لرؤياك طيلة الوقت؟

فلو كنت قصباً: لتقت إلى القصب

ولو أرضاً: لتقت إلى الأرض

 

لماذا أكتب شعراً

إذا كان بإمكاني أن أكون معكِ؟

فالكلمات تضحى فارغة، 

كما تقفر المنتجعات في الخريف،

تُفنى، مثلما الناس،

لكن إذا لمَستُكِ

فستبقى اللمسة خالدة:

لا تريد أن تكون لما مضى

ولا لِما هو آتِ -

 

لماذا أكتب شعراً

إذا كان بإمكاني أن أكون لكِ وحدكِ؟

قدماكِ،

يداكِ

أنفاسكِ!

------------------

  • كرة الكردحة هي كرة البولينج (المُترجم)

 

 

نبذة عن حياة الشاعر:

ولد الشاعر شاندور تشوري، في الثالث من فبراير من عام 1930. كان شاعراً وصحفياً وكاتب مقالات سياسية.

أكمل دراسته في الإعدادية البروتستانتية التصحيحية عام 1950، التحق بعدها بمعهد ألتا، لكنه ترك الدراسة بسب المرض. عمل في العديد من المجلات والجرائد مثل الجريدة الأدبية خلال الفترة ما بين 1953 و 1954، ومن 1955 إلى 1956 كان محرراً لقسم الشعر في دورية "الصوت الجديد". 

 ظهرت قصائده الأولى في عام 1953، مما أثار ضجة كبيرة وانتقاداً لعصر الرئيس راكوتسي. وسرعان ما لاحظت السلطات أن الشاعر لم يكن من أنصارها. ففي كتاباته كان ينتقد تأثير الديكتاتورية على شخصية الإنسان ومصيره خصوصاً على السكان في الريف. كان تحت المراقبة، بل استمرت مراقبته في بعض الأحيان لسنوات. لم يحصل على جوائز. عاش في بودابست، حيث كان يلتقي بأصدقائه، وبالأخص المخرج السينمائي المشهور ميكلوش يانتشو، والشاعر أوتو أوربان، وجورج كونراد، و فيرينس كوشا.

 

توفي الشاعر عن عمر يناهز 86 عامًا بعد صراع طويل مع المرض في 12 سبتمبر 2016.

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...