البصرة الفيحاء

البصرة الفيحاء


يسابقني خطوي ويشربني الوجدُ

فأرتدُّ شعراً في تفرُّدِها أشدو

أشمُّ هواها عاشقاً مُتعاشقاً

أتيهُ شموخاً حيثُ يلثمُني المَجدُ

هي البصرة الفيحاءُ تسمو أصالةً

على زهوِ سَعفِ النخلِ ينتفضُ العهدُ

يبادلُها السيّابُ شعراً وقُبلةً

ويرقصُ مجنوناً بساحلها المَدُّ

على كلِّ شبرٍ من ثراها حكايةٌ

لكلِّ فنونِ العارفين هيَ المهدُ

مُشرّعة الأبوابِ ماطرة الوفا

يطلُّ مهاباً من طلائعها السّعدُ

تزقُّ رئاتِ الدهرِ علماً فصاحةً

ويغفو سلاماً في نواظرِها الوَردُ

أُسائلُها أين الذين عرفتهم؟

فأين سناءٌ؟ أينها ارتحلت هندُ؟

وأين سُلاف العشق مُذ كنتُ يافعاً

يداعبني التحنان يمطرني السُّهدُ

وأين ضفاف الفاو أين هزارها

يشاطرها الحنّاء بوحاً فيمتدُّ

تطوفُ برأس الشمس شقشقةُ الندى

فيخضلُّ حبّاً في مباهجها القدُّ

على عزف ماء الشطّ أودعتُ قُبلتي

فياشطُّ دعني في جنائنها أعدو

رأيتُ بُكاها الآن حافية المُنى

أعدُّ أساها حيثُ يأكُلُني العَدُّ

ممزّقةُ الأثوابِ مخذولة ُ الخُطى

تنوءُ بحَملٍ يستبدُّ به الشدُّ

يعاتبني العشّارُ مُدمىً مُمزّقاً

ويوغلُ في نار الدموع له وَقدُ

تُسافر بالأحزان آهات قهرها

ويُسرقُ قِسراً من جدائلها العقدُ

توغّلَ فيها الموتُ وهي صبيّةٌ

فشاخت رقاداً حين راودها الوغدُ

فيا بصرة العشّاق والحبّ والإبا

ويادرّة الأزمان من أزلٍ تبدو

أُحبّكِ للنهرين عرساً وملتقىً

يغرّدُ فيك الشوق مُحتفلاً يشدو

عراقية الإشراق ماطرة الشذا

يعانقها التاريخ زهواً فيمتدُّ

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

22-11-2021 11:09

الشاعر القدير

أتمنى الشفاء التام وان تتكلل العملية الجراحية بالنجاح التام بعون الله تعالى وبركاته.

شغاف شعري حميم في مشاعره الحساسة من اعماق الوجدان . جاء يهزه الشوق والحنين الى البصرة الفيحاء . جاء يغرداً كعاشقاً اليها , يمجد مجدها وتاريخها العريق الذي يسمو بالاصالة والانسانية , جاءها يمجد ناسها الطيبين والاوفياء في طيبتهم العراقية الاصيلة . جاءها معتزاً بعظمة عطاءها في الفنون والعلم ورموزها الادبية الشعرية , فكانت البصرة الفيحاء قبلة الحب والعشاق يرفرف فوق رؤوسهم طير السعد. ,  جاءها حزين يسكب آهاته في قهر على الجمال الذي غادر البصرة وتوغل فيها الموت وهي صبية فائقة الحسن والجمال الذي كان يغرداً فيها  . فقد شاخت قبل الاوان وغلبت عليها الهموم والاحزان . فقد تحول ثغرها الباسم الى حزن وقهر . حاءها  في زحمة الشكوى والعتاب الى البصرة الفيحاء , ام الرجال الطيبين والاوفياء . فلابد ان تعود  البسمة الى ثغر العراق الباسم .........

تحياتي صديقي العزيز واتمنى من كل قلبي ان اسمع اخبار سارة في نجاح العملية الجراحية بعون الله تعالى

التعليقات

إدراج الإقتباسات...