اليأس يكتب نصيبه

اليأس يكتب نصيبه


اليأس يكتب نصيبه

 

أنتَ بعدَ هذا العويل

أو قبل الدموع

كُنْ في آخر السطر

وبلّل الجرح بآهة البنفسج البعيد

وادخل..

بباقةِ نسيانٍ

بفمٍ مُرِّ

من نافذة الخيال

بيتكَ الذي من ورقٍ، كهذه الصُدفة، وفضّة من سؤالٍ

له بابٌ بمصراعينِ

يطوّقان هذا التيه الجليل !

ينامُ على أعتابه

نبع قبلة

لها رقّة الطين

لاتَطمسْ آثارها

خفقات يأسٍ

ينسجه هواءٌ قلّة حيلته

أو حماقة انتظار مبحوح

يهب المعنى وحشة صافية

نتبادل إثرها شتائم شتى

لا الغصن يصير حطبا

ولا العصفور يكسر الريح

يجمع بجناحيه ربيعا، فرّ من دفاتر الرسم

هفوة الفردوس، أنها أضاعت الشمس

وقطرات القصائد الندى.

توقّفْ عن الكتابة  يا يأس

الأفق ضجرٌ

والجنوب يستخلص ذاكرته بالنواحِ

لن أذكر هذا النهار

وما فيه من قطط وكلاب وغبار

هذا الظل الذي انحسر جناحاه

لتهبط النهايات سجّيلا على ضواحيه

*

غامضٌ هو ذا القاع

كلما أدار الصمت ظهره عن وجه الصفحة

عن وجه الخوف

وهو يفرك راحتيه بالصبر

في الحديقة الواسعة

أفسد الفَرَاش الدغل

الفراش الذي كان يرقصُ ويقبّل فم النسيان

كتب عن ورده المؤجّل

عن مُريديه  الذين جرّتهم الآهات، ويلهثون،

الى ما تبقى من ملح  وجنون

يمشي في الدم كجروٍ أعمى.

 

سيستأنف قلبكَ الخذلان وتشيخ أصابعه

فيما ملمس الحلم

طواه موتٌ لاذع

أنساه المطر والموسيقى.

 

نبذه حول الكاتب

شاعر وكاتب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

26-05-2022 05:03

الشاعر القدير الاستاذ زياد السامرائي ........... هذه المصيبة التي تواجه هواجس الذهن وخفقات تراكم الهموم , بعد العويل أو قبله , قبل الدموع أو بعدها , حين يتسلل الجرح بآهات البنفسج البعيد , فأن المعضلة تزيد علقم مراراتنا : هل نكتب اليأس أم يكتبنا ؟؟ هذه معضلة السؤال في هواء يختنق وفقد حيلته , وينتظر حماقة الانتظار . . نتبادل الشائم لتنفيس الذات من ريقها الحنظلي . ولكن لا تفضي الى شيء مملموس , مثلما العصفور ليس قادراً على كسر الريح , ونكتب القصائد التي تشعر ابجديتها الظمأ والعطش والجفاف , تبرز الازمة النفسية , اذا توقفت القصائد يتراكم اليأس , واذا كتبنا القصائد تدخل في نفق اليأس , هذه الحيرة الغامضة والظاهرة , تتفجر من اعماق القاع , كلما الصمت يفرك راحتية بالصبر حيرة وقلقاً , ولكن من يوقف آهات القلب المخذول؟ لذلك يواجهنا علقم السؤال : هل نكتب اليأس أم يكتبنا ؟؟!! . غامضٌ هو ذا القاع كلما أدار الصمت ظهره عن وجه الصفحة عن وجه الخوف وهو يفرك راحتيه بالصبر في الحديقة الواسعة أفسد الفَرَاش الدغل الفراش الذي كان يرقصُ ويقبّل فم النسيان كتب عن ورده المؤجّل عن مريديه الذين جرّتهم الآهات، ويلهثون، .............. تحياتي أخي العزيز بالخير والصحة

المبدع الكاتب والمترجم المثابر  جمعة عبدالله 

حياكم الله

يسعدني ان تنال نصوصي اهتمامك وان تبحث فيها ما يلائم ذائقتك وخواطرك

وكيف لها ان تجعلك تغوص في حوادثها وهيئاتها لتجلعنا( نحن الواقفون في ردهة الحياة )

نمعن أكثر في المعنى ..

شكرا من القلب صديقي الرائع أبا سلام الورد.

 

جمال مصطفى

26-05-2022 05:04

        يأسك  شاعري كبحيرة  بجع  تنط فيه الصور الشعرية وتغوص كأسماك  من فضة وهو مثل  نصوصك الأخرى لا تستهلكه قراءة ولا اثنتان ولا اكثر من ذلك  لأن صور نصك ليست وليدة المفهوم المحدد بأطر بل هي  لوحات متحركة  يراها كل قارئ من زاوية ما ولكن القارئ  يعرف ان لوحاتك هذه داخل بانوراما  تمنح اجزاءها. أعني صورها  معنى  مضاعفاً  واكتنازاً آسرا.

استطراداً  أقول

وبعيداً عن المجاملة  والإخوانيات ان أقوى ما في نصوصك الشعرية هو اكتنازها  بصورشعرية حديثة  غيرمستهلكة أي انك مبدع استعارات  والإستعارة كما يقول ارشيبالد مكلش. هي سر الشعر وأجمل ما فيه وهنا لا بد من  استطراد  كي اعطيك انطباعي النقدي كاملاً من جانب آخر  اجد في نصك  توزيعاً افقياً للصور أي ان التشكيل  او بناء النص لا  يتصاعد حتى الخاتمة

بل يتلامع  كتلامع النجوم  هنا وهناك في سماء  معتمة وأعتقد ان ذلك راجع الى  طبيعتك الداخلية  فهناك من يكتب بوضوح فنحب وضوحه ولكن هذا الواضح اذا حاول ان يكتب نصاً  غامضاً  لا ينجح في ذلك لأن السير ضد تيار الطبيعة الشخصية للشاعر   تجعل شعره  فصامياً ولهذا  اعتقد ان هناك شعراء يبدعون اذا غنوا وهناك شعراء يبدعون اذا  تصدوا لهم اجتماعي وهناك من يبدع في  السريلة والغرائبي وهكذا وأعتقد ايضاً ان هناك من يجعل نصه مفتوح النهايات وأنت من هذا الصنف من الشعراء وهناك من يغلق نصه  وأنا من هذا الصنف وهناك من هم  بين بين وليس هذا التصنيف لتفضيل صنف على صنف بل لتبيان اختلاف أمزجة الشعراء والمزاج هو الذي يصنع بصمات الشعراء وليس ثقافتهم  فلا تلعب الثقافة في الشعر إلا دوراً   ليس الأكبر  رغم  أهمية الثقافة

 

 

الشاعر الخصيبي المبدع جمال مصطفى

حياكم الله

انما شاعريتك هي التي تتحدث عن فعل الشعر و كيانه.. انما هي رؤاك فيما نقول ...

يجسد  اللحظة الكامنة في جسد القصيدة. شكرا لقلبك أخي أبا نديم ولذائقتك المرهفة.

التصنيف في هذا الاستطراد البهي لأمزجة الشعراء مهم جدا لي على اقل تقدير وهو مبضع القصيدة الساخن ..
نعم للغة والثقافة دور في إظهار قدرة الشاعر على هيكلة القصيدة وتعبئتها..
لكن تبقى مهارته في نسيج النص واختيار مخمله والوانه...

آنذاك ستترك القصيدة بصمتها ونكهتها في جزيرة الأثمار.

محبتي الكبيرة

صديقي الشاعر الجميل زياد السامرائي المحترم

مرة اخرى تتحفنا بقصيدة رائعة شكلاً ومضموناً

الماضي.. الذكريات .. الحلم

ذهبت ولن تعود فنحن كذاك الطفل المدفوع بغريزة الجوع وقد أضاع

ثدي أمه ولم يكن ليعرف أنه صلة الوصل بفردوسه الجديد .. بعالمه الجديد

ذلك المبهم الذي يستقر في الأعماق ثم يعود ليتحول وبسرعة البرق الى

ماض ٍ .. وذكريات.. وحلم

فصديقي الشاعر هو ذاك الوليد الذي يستشعر الأشياء من حوله

وهو راقد في مهده مغمض العينين .

أحس هنا ان الشاعر يكتبني حتى لكأنه يلامس شغاف قلبي

ولا أعرف ان كنت أبكيه أو أبكيني.. ولا ان كان هذا يأسه أم يأسي!

أو هي صدفة يغممها و يطوقها تيه لا ساحل له

عالم فقد عذريته فاعتلاه الوهن.. هو كالليل عندما يطلع منه النهار

وكالنهار عندما ينبثق منه الليل... ولكن دون ضجيج

الشاعر فقط يقف مترقباً

انها رؤية شاعر يؤشر على الخيبة والاحباط

عندما يدفعان الى حالة اليأس والقنوط لعالم ما فتيء يتقهقر

ويمعن في تدمير ذاته .

لم يكن ما ذهب اليه الشاعر وهماً

انما هي هواجس ليأس أخذ نصيبه من الكتابة ....،

بوركت وسلمت صديقي الشاعر زياد السامرائي العزيز

أعرف قيس منذ عقود خلتْ ..عاطفيّ

يُحيط به الخيال في أودية الحريّة الفسيحة..

دفع ثمن هذا كله الأغتراب في بواكير حياته ..

لكنّه ظلّ واقفا كحكمةِ الحياة الأبدية.

ما دفعني لقول هذا، شجى تعليقه المتآلف بين ضوئين

يتلامعان  في الأحداق، ولا مفرّ من التصاقهما عند واحة

القلب ليمطرا هذا العِناق الصادق..

الماضي والآن...

 بما يحمل من كشفٍ لرغبة لانهائية في البكاء.

آلمني التعليق أكثر مما كتبتُ أنا من أسىً في القصيدة

فاذا كانت (القصيدة) قادرة على ان تكون نجمة

فكان التعليق سماءها وترابها !

محبتي الكبيرة أخي الحبيب قيس

الشاعر والاخ القدير استاذ زياد السامرائي طاب يومكم بالخير والبركة.. 

حقيقة من اجمل ماقرات للشاعر الذي اعتاد قلمه على اختيار ماندر من المشاعر المعبرة عن حالة وموقف يخيل لللقارئ  انه  ينطق بلسان حاله وحقيقة فهذه المقدرة لايجيدها الا شاعر استحوذت حروفه على الابداع بلا منازع فزياد يكتب شعرا حقيقيا باسلوبه المتفرد المدهش  فيبدع 

لا الغصن يصير حطبا

ولا العصفور يكسر الريح

حقيقة هالني ماقرات ولا يسعني الا ان اقول ابدعتم واجدتم دام حرفكم اخونا القدير. 

هفوة الشمس 

انها اضاعت الفردوس

يالرووووعة..تحياتي 

شاعرة الهايكو والسنريو المبدعة مريم لطفي الآلوسي

تحية طيبة

الشاعر أحيانا، بما يقدّم، يكتب ما لا يريد، لكنه في ذات الوقت

لا يستطيع ان يضمر نوازعه ومكنونات قدرته في قول ما يريد

والمعادلة تتجلى في سوق عشبة اللغة الى نهر الشعر..

شكرا من القلب أختي مريم لهذا التعليق الجليل

أرجو أن استحق جزء منه.

طاب نهارك مع تقديري و ورد لحضورك

 

التعليقات

إدراج الإقتباسات...