بيلي كولينز: صيد السمك في نهر ساسكويهانا في شهر تموز
ترجمة: عادل صالح الزبيدي
بيلي كولينز شاعر أمیركي من موالید مدینة نیویورك عام ١٩٤١ یتمیز شعره بكسر جمیع الأشكال والأوزان التقلیدیة فھو یكتب شعرا متحررا من جمیع القیود وله أیضا آراء حول الغموض في الشعر وتعقید الشكل الشــعري وفي تأویل القصائد یعبر فیھا عن انحیازه إلى البساطة ووضوح التعبیر والشـعر الذي یسھل فھمه معترضا على الشـــــعر الذي یكتبه الشـــــــــــعراء لغیرھم من الشعراء ولیس لجمھور عریض من القراء. شـــــــغل كولينز منصب شـــــاعر الولایات المتحدة بین عامي 2001- 2002 وخلال فترة إشغاله ھذا المنصب حرر كولینز مختارات شـــــــعریة بعنوان ((شــــــعر ١٨٠)) تتألف من ١٨٠ قصیدة على عدد أیام السنة الدراسیة. وھي مجموعة یسعى كولینز من خلالھا إلى إیصال الشـــــــــــعر إلى أكبر عدد من طلاب المدارس وإشاعته بین المراھقین. نال كولينز جوائز عديدة على مجموعاته الشـــــعرية وفيما يأتي بعض عناوينها: ((قصـــائد فيديو)) 1980؛ ((التفاحــــة التي أدهشــــت باريس)) 1988؛ ((فن الغرق)) 1995؛ ((الإبحار وحيدا حول الغرفـــــــــة)) 2001؛ ((تسعة خيول)) 2002؛ و ((المتاعب التي يثيرها الشعر وقصائد أخرى)) 2005. في القصيدة التي نترجمها هنا، يتناول الشاعر علاقة التجربة الحياتية—متمثلة بصيد السمك في القصيدة— بالفن—متمثلا فيها بلوحات يجدها الشاعر في احد متاحف الفنون بمدينة فيلادلفيا الأميركية، مؤكدا اهمية تأثير كل منهما في حياة الانسان.
صيد السمك في نهر ساسكويهانا في شهر تموز
لم اصطد السمك قط في نهر ساسكويهانا
او في اي نهر قدر تعلق الأمر بذلك
لأكون صريحا تماما.
لم استمتع—ان كان في ذلك متعة—
لا في تموز ولا في اي شهر
بصيد السمك في نهر ساسكويهانا.
الاحتمال الأكبر انني يمكن ايجادي
في غرفة هادئة كهذه—
على الجدار لوحة لامرأة ،
زبدية من المندرين على المائدة—
محاولا ان اصنع الاحساس
بصيد السمك في نهر ساسكويهانا،
مجذفا عكس التيار في قارب خشبي،
تاركا المجذافين ينزلقان تحت الماء
ثم ارفعهما ليقطرا ماء في الضوء.
لكنني لم اكن اكثر قربا الى
صيد السمك في نهر ساسكويهانا من قبل
الا عصر احد الأيام في متحف في فيلادلفيا
حين وازنت بيضة زمن صغيرة
امام لوحة يلتف فيها
ذلك النهر حول منعطف
تحت سماء زرقاء منفوشة الغيوم،
وعلى امتداد الضفتين اشجار كثيفة ،
وشخص ملفع بمنديل احمر
يجلس في زورق
اخضر صغير مسطح القعر
ممسكا بصنارة الصيد النحيفة.
ذلك شيء ليس من المحتمل انني
افعله دوما، هكذا اتذكر انني قلت
لنفسي وللشخص القريب مني.
ثم طرفت عيناي وانتقلتُ
الى مناظر اميركية اخرى
من اكداس التبن والماء يمور ابيض فوق الصخور،
وحتى منظر لأرنب بري بني
بدا مشدودا متأهبا الى حد
تخيلته ينط خارجا من اطار الصورة.
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !
لا يوجد اقتباسات