تعال شهياً..

تعالَ شهيا مثل انهمار الضوء 

لذيذا مثل حلوى التمر 

بهيا كأصابع الصبايا ليلة العيد 

خفيفا .. عذبا .. عصيا على الفهم 

تعال كما انت  

انا في انتظارك أيها البهي 

أيها العادل حدّ البرود  

انظر إلى هيأتي

كما لو أني ولدتُ اليوم 

جميلةً حتى العذاب 

كما لو أني 

بذاك القماط

لونه يشبه حليب أمي 

و رداء الرحيل 

ناصعا يثير المواويل 

على ضفاف حزننا العتيق 

تعال كما انت 

باردا .. حياديا 

كما عرفناك 

إبدأ بقلبي قبل كل شيء

هكذا سيسكتُ فجأة كل شيء

شياطين شِعري 

و أنصاف الروايات 

و ذكريات الطفولة ، 

كلها ستذوي ، 

معها الأحلام و الأمنيات

و ساعات التشظي 

و الجنون الذي أدمناه 

ستسقط الوجوه تباعا 

من هناك 

و تسقط معها الخيبات

و الفرح القليل 

سيهوي كلّ شيء 

إلى القاع 

دعه هناك أرجوك

لا تنتشل شيئا من الأسفل البعيد 

لا تنقذ السنين 

دعه هذا العمر يغفو 

مثل طفلٍ أتعبه النشيج

إبدأ بالقلب 

و انتقل للقدمين 

لم أعد بحاجةٍ للسفر

للرحيل .. للأغنيات.. للدموع

لم أعد بحاجةٍ للكتبِ

للصلاة ..

للإبتهال..

انا نقية اليوم .

مثل درويشة في العاشرة 

أنهكها الوجود 

لم أعد بحاجةٍ إلّا إليك 

أيها الجبار  

فهيا تعال 

أوقف هذا النبض الجموح 

إبدأ بالقلب ،

قبل كلّ شيء....