تُقَلِّبُ في ألْبُومِها الريحُ

تُقَلِّبُ في ألْبُومِها الريحُ


فَـلْـتَـكُـنْ أُمْـثـولَـهْ

هـكـذا كَـيْ أقـولَ مـا لـنْ تَـقـولَـهْ

لَـيْـلـتـي هـذهِ

ــ صـديـقـي الـمـعَــرّي ــ

لا عـروسٌ ولا سـوادُ جـديـلَـهْ

أنـا

زنْـجِـيُّـهـا الـوحـيـدُ الـذي يَـقـ

رعُ حـتـى الأسـحـارِ فـيـهـا طـبـولَـهْ

ألـعَــبُ الآنَ بالـصـدى

مـنْجَـنـيـقــاً

وعـتـادي حـصـى شَـواطـي الـطـفـولَـهْ

 

شـمْـعـةُ الأمـسِ

شَـحْـمَـهـا كـانَ تَــوْقـي

ومِـن الـحَـدْسِ نُـورُهـا والـفـتـيـلَـهْ

 

(تَـلْـعــبُ الـريـحُ)

كُـلَّ حَـدْبٍ وصَـوْبٍ

والـتَـبـاريـحُ سـيـرةٌ مَـطـلـولَـهْ

 

لا تُـعـيـرُ الـجهـاتِ

غـيْـرَ هـبـوبٍ

هِـيَ تَـخـتـارُ عـامَـهُ ثُـمَّ فـيـلَـهْ

 

قـيـلَ: صـفـراءُ

ثُـمَّ قِـيـلَ: سَـمـومٌ

ثُـمَّ نَـسْـمـاءُ إذْ تَـهـادَتْ عـلـيـلـهْ

 

قـيـلَ نَـكْـبـاءُ:

لا صَـبـا لا شـمـالٌ

حَـدّدتْ عـرْضَ مَـلْـعـبٍ ثُـمَّ طـولَـهْ

 

قِـيـلَ: هَــوْجـاءُ

فَـهْـيَ تَـلْـعَــبُ عَـصْـفـاً

أَوَ لَـيْـسَـتْ عـلـيـهِ بـالـمَـجْـبـولَـهْ؟

 

نـمـدحُ الـريـحَ

دافِـعـاً وظـهـيـراً

ثُـمَّ نـهـجـو هَــوْجـاءَنـا الـمـخـبـولَـهْ

 

لـيـس بِـدْعـاً تَـزَوْبَـعَـتْ

ذاكَ طَـبْـعٌ

أفَـيَـنْـسى الحـصـانُ يـومـاً صـهـيـلَـهْ؟

 

تَـلْـعَــبُ الـريـحُ:

يـا لَـواقِـحُ هُـبّـي

واسـتَـجِـمّـي في غـابَـةٍ أو خـمـيـلَـهْ

 

تَـتَـمَـرأى

فـي قَـصْـرِهـا ذي الـمَـرايـا

وهْـيَ أصـلاً عـيـونُـهـا مَـسْـمـولَـهْ

 

جَـنْ جَـنـا كَـيْـتَ

رَمْـرَمـاً فَـرْزَهـانـاً

تَـلْـعــبُ الـريـحُ طـلْـسَـمـاتٍ بـخـيـلَـهْ

 

كُـلَّ بـابٍ

بِـحـاجِـبٍ أو بـقـفـلٍ

صـادرَ الـسِـرَّ، فـالْـعـبـي وافـتـحـي لَـه

 

تَـلْـعَــبُ الـريـحُ فَـظَّـةً

ذاتَ بَـحْــرٍ

بـاغَـتَـتْـهُ فـأغْـرَقَـتْ أُسْـطـولَـهْ

 

رَنّـحَـتْ زوْرقـي

تَـجِـسُّ اصـطـبـاري

وتَـمـادَتْ فـأطـفـأتْ قِـنْـديـلَـهْ

 

هُـوَ عـنـوانُ غـارقٍ

ظـلَّ يَـنجـو

وهْـيَ أمـوالُ ذُخْـرِهِ الـمـنـقـولَـهْ

 

لا يَـرى الـسِـنْـدبـادُ

في الـبـحـرَ إلاّ

مَـرْفـأَ الإنـطـلاقِ، إلاّ نَـخـيـلَـهْ

 

غـازَلَ الأرخبـيـلُ

ــ عـنـدَ اصـطـيـافـي ــ

إبْـنَـتـي أيْ قـصـديـتي: (أرخـبـيـلَـهْ)

 

تَـلْـعــبُ الـريـحُ ، إنّهـا

أيُّـهـا الـضِـلْـ

ــلِـيـلُ أيْـضـاً مـلـيـكـةٌ ضِـلِّـيـلَـهْ

 

لِـيَـكُـنْ

إنّـكَ الـقـتـيـلُ الـمُـغَــطّـى

بِـضـبـابٍ عَـلـيـكَ أرْخـى سُـدولَـهْ

 

تـلـعــبُ الـريـحُ في الـقـصـيـدة؟

مَـرْحـى

قـمْ تَـقـاسـمْ مـعَ اللـعــوبِ الـبُـطـولَـهْ

 

حـيـنَ هَـبَّـتْ

عـلى الِـشِـبـاكِ وجـازتْ

صِـحْـتَ: هـذي طَـريـدَتي الـمُـسْـتَـحـيـلَـهْ

 

لا شِـبـاكي ولا شِـبـاكُـكَ

كُـفءٌ

أنْ تـصـيـدَ اتّـسـاعَـهَـا وشُـمـولَـهْ

 

أنتَ أعـمى غـبـارِهـا

لَـكَ أيـضـاً

صُـوَرٌ في مَـهَـبِّـهـا مـجـهـولَـهْ

 

كُـلُّ مَـن كـانَ

ذاهِـبـاً مـعَ ريـحٍ

فَـلَـهُ صـورةٌ هـا هـنـا وقَـتـولَـهْ

 

يـا هـوائِـيّـةً

هَـواهـا تَـعـالـى

وتَـهـاوى إذ اشـتَـهَـتْ تَـسْـفـيـلَـهْ

 

الـهـدوءُ الـذي قُـبَـيْـلَـكِ

وَهْــمٌ

والـهـدوءُ الـذي بُـعَـيـدَكِ حِـيـلَـهْ

 

مـا هُـبـوبـي ومـا هـبـوبُـكِ

إلاّ

للـطـواحـيـنِ عِــلّـةٌ مـعـلـولَـهْ

 

عَــذْبـةٌ قَـبْـلَ قـتْــلِـهِ

ثُـمَّ صـارتْ

مُـرّةً بَـعْــدَ ذاكَ بـئـرُ الـقـبـيـلَـهْ

 

الـسـوادُ ،

الـجـيـادُ، والـمُـتَـنَـبّـي،

وقـوافٍ دمـاؤهـا مَـطـلـولَـهْ

 

يـا سُـفــوحـاً

بِـلا ذُرى ووهـادٍ

جَـنِّـحـيـهـا لِـلا رُجـوعٍ خُـيـولَــهْ

 

صَـهّـلـي فَـحْـلَـكِ الـصَـمـوتَ

وكـونـي

أنتِ مـعـراجَـهُ وأنتِ الـدَلـيـلَـهْ

 

الـتَـنـانـيـنُ لُـعْــبَـتـي ،

كُـلُّ تِـنّـيـ

نٍ ورفّـلْـتُ ذيـلَـهُ تَـرفـيـلَـهْ

 

ومُـقـيـمٌ

عـلـى الـقـبـابِ حَـمـامـي

فَـهْـوَ وقْــفٌ ولا يَـبـيـعُ هـديـلَـهْ

 

بَـغـتَـةً

مَـرَّ عـابـرونَ نَـدامـى

فَـتَـنَـشَـقْـتُ يـومَ مَـرَّوا الـشَـمـولَـهْ

 

غـايـتـي بَـعْــدَ غـايـتـي

وكُـؤوسي

ضـاعَـفَـتْ في مـزاجِـهـا زنْـجَـبـيـلَـهْ

 

كُـلُّ مـا فـاضَ

صـافـيـاً أريَحـيّـاً

مِـن صـمـيـمِ الـفـؤادِ فَـهْـوَ فـضـيـلَـهْ

 

فـي بـلادِ الـطـوفـانِ

لـو مـاتَ نَـهْــرٌ

يَـسـتَـحِـبّـونَ عــادةً تَـغــسـيـلَـهْ

 

طـاعِــنُ الـنـهْــرِ

لا يَـرى أيَّ نَـزفٍ

غـيـرَ أنَّ الـمـيـاهَ تَـغـدو ثـقـيـلَـهْ

 

حـاوِرْ الـمـاءَ

أيْ تَـذاوبْ نـقـيّـاً،

يَـسـمـع الـمـاءُ عـنـدمـا تُـصـغـي لَــهْ

 

تَـلْـعــبُ الـريـحُ

إذ تَـمُـوتُ هـدوءاً

لا تُـصَـدِّقْ فَـمُـوتُـهـا قَـيْـلـولَـهْ

 

والـنـوايـا

كَـهـاربٌ في نـزوعٍ

مَـغْـنَـطَ الـحَـثُّ حَـقَّـهـا وحُـقـولَـهْ

 

هَـرْطـقَ الـشَـطْـحُ سِـرَّهـا

يَـومَ غَـنَّـتْ:

في ظـلامِ الـظـلامِ مَـسْـرى الـرسـولَـهْ

 

كاخـتـمـارٍ لِـخـمْـرةٍ

مِـن وجـودٍ

نَـتَـغَــيّـا وصـالَـهـا لا وصـولَـهْ

 

قـال شـيْـخي كَـ لَـم يَـقـلْ،

شـطَـحـاتٍ:

يـا لـقُـطْـبِ الـدوائِـرِ الـمـسـتـطـيـلَـهْ

 

هُـوَ مـاءُ الـيـاقـوتُ

يـنـزفُ مـحْـضـاً

وهْـيَ بَـحْـرٌ مِـن الـمـرايـا الـصـقـيـلَـهْ

 

نـلـعــبُ الـجِـدَّ بـالِـغـيـنَ

ونَـنـسـا

قُ شِـراعـاً مـع الـريـاحِ الـعـجـولَـهْ

 

نَـلْـعـبُ الـحـربَ

قـلْـعَـةً وجُـنـوداً

مُـتْـعَــةٌ أنْ أُبـيـدَ قـضْـمـاً فُـلـولَـهْ

 

آهِ حـتـى الـذبـابُ أحـجـمَ

عـن أنْ

يَـتَـغَــذّى عـلـى سِـبـاعِ هـزيـلَـهْ

 

تَـلْـعــبُ الـريـحُ زعْــزعــاً

وانـتِـحـاراً

فَـجَـعــلـنـاكِ عـصْـفَـةً مـأكـولَـهْ

 

في الخُـمـاسـيـنِ:

بالـغـبـارِ اسـتَـحَـمّـتْ

تَـلْـعَــبُ الـريـحُ حـامِـلاً وحُـمـولَـهْ

 

تَـلْـعَــبُ الـريـحُ بـيْـتَـهـا:

تَـخـلـعُ الـسَـقْـ

فَ، عـصـوفـاً تُـدَوّرُ الـتَـفـعــيـلَـهْ

 

تَـلْـعــبُ الـريـحُ

أو تَـمـوتَ مَـلالاً

لـو أيـادي خـيـالِـهـا مـغْـلـولَـهْ

 

نـلْـعـبُ الـشـكَّ بـالـيـقـيـنِ

مُـحَـلّـى

و(عَــسـى) مِـن لُـعـابِـنـا مَـبَـلـولَـهْ

 

الـهـوى

لا الـريـاحُ يَـعـصـفُ فـيـنـا

نحْـنُ أسْـراهُ إذ نُـجـاري مُـيـولَـهْ

 

تَـلْـعــبُ الـريـحُ فـي الأعـالي

مَـطَـبّـاً

تَـلّـهـا لِـلْـ ــ لَـمْ يَـسـتـطـعْ ــ لِـلْـرذيـلَـهْ

 

إلْـعـبـي كُـلَّ لُـعْـبَـةٍ

يـا لَـعُــوبـاً

غـيْـرَ مـا يَـمْـتَـطـيـكِ قَـهْـراً ذلـيـلَـهْ

 

لا أرى (لا) ضـلـيـعــةً

مـثـلَ (كَـلاّ)

إنَّ (كَـلّا) أسـبـابَـهـا مـفْـتـولَـهْ

 

قِـيـلَ: لِـلـريـحِ

مِـن قـديـمٍ إلـهٌ

كـيـفَ والـريـحُ إيـلَـةٌ بِنْتُ إيـلَـهْ؟

 

ألإلـهـاتُ

رأفـةٌ وحـنـانٌ

والإلـهـونَ عـنْـعَـنـاتٌ ثَـقـيـلَـهْ

 

كـيـفَ؟ أنّـى؟ والـريـحُ تَـقـسـو

أأنـثى !

وأحـايـيـنَ قـد تَـهـبُّ وبِـيـلَـهْ؟

 

إنّـمـا الـريـحُ

في الحـقـيـقـةِ خُـنْـثـى

أَنَّـثـوا ثَــوْرَهـا فـصـار فُـحـولَـهْ

 

وا غـمـوضَ الإسـراءِ

مـنهـا إلـيهـا

غـايـةً كَـشَّـفَـتْ وغَـطّـتْ وسـيـلَـهْ

 

لازَوَرْدٌ:

دخـانُ كـيـفِ كُـيـوفـي

عَـسّـلْـتْـهُ بِـريـقِـهـا الـمَـعْـسـولَـهْ

 

قـابَـسَـتْـنـي

تَـبْـغـي انـدلاعَ لِـسـانِ الـنْـ

نـارِ لَـيْـلاً فـي غـابـتـي كي تُـطـيـلَـهْ

 

وشْـمُـهـا لا يـكـونُ أخـضَـرَ

إلاّ

مِـن رمـادي، ومِـن سـخـامـي كـحـيـلَـهْ

 

إنّ لا لَـونَـهـا عـديـمٌ

كَـلَـوْنـي

وكِـلانـا يـاءُ انـسِـيـابِ الـسِـيـولَـهْ

 

وأراني

مـهـمـا خـذَلْـتُ اللـتَـيـّا

بَـرّأَتْـنـي بـأنَّـهـا الـمَـسْـؤولَـهْ

 

وأرانـي

ولَـو أمـوتُ اغْـتِـيـالاً

لا تَـقـولُ: الـقـتـيـلُ قـد مـاتَ غِـيـلَـهْ

 

تَـلْـعَـبُ الـريـحُ

بَـعْـدَ كُـلَّ مَـسـيحٍ

صـلَـبـوهُ ومَـزّقـوا إنـجـيـلَـهْ

 

مـاتَ نَـحّـاتُـهـا

شَـهـيـدَ رُخـامٍ:

كَـبّـلَـتْـهُ وصـادرتْ إزمـيـلَـهْ

 

بـالـسـفـوح الـزرقـاءِ

مِـن جَـبَـلِ الـمَـرْ

مَـرِ، إذْ حَـبّـذتْ سُـدىً تَـنـكـيـلَـهْ

 

تَـلْـعــبُ الـريـحُ بـالـفـراشـةِ !

عــارٌ

إلـعَـبـي غـيْـرَهـا وكـوني نـبـيـلَـهْ

 

صـارِعـي الـسِـنْـديـانَ

نِـدّاً لِـنِـدٍّ

ومِـن الـسُـخْـفِ تَـقـلَـعـيـنَ الـفـسـيـلَـهْ

 

(كـلُّ شـيءٍ

لَـبـاطِـلٌ ، قـبْـضُ ريـحٍ)

أسُـلَـيـمـانُ قـالَ هـذي الـمَـقـولَـهْ؟

 

أسـلـيـمـانُ

شـاعـرٌ عَـدَمـيٌّ

أمْ نـبـيٌّ أمْ شـطْـحـةٌ مَـنـحـولَـهْ؟

 

تَـلـعــبُ الـريـحُ

وحـدَهــا كـريـاحٍ

أتُـحـاكـي انـفـصـامَـهـا وفـصـولَـهْ؟

 

هُــنَّ كُــنَّ الأغـمـادَ يَـدْبـكْـنَ

والفِـتْـ

يـانُ كـانـوا الـخـنـاجـرَ الـمسْـلـولَـهْ

 

إنهـا مـفـردٌ

بـصـيـغـةِ جـمْـعٍ

وهْـيَ أيـضـاً كَـثـيـرةٌ أيْ قـلـيـلَـهْ:

 

كـان ألْـبـومُـهـا

شَـقـيـقَ الـتَـداعـي

يَـتَـتَـالـى عـلـى هـوى الـبَـهْـلـولَـهْ

***

جـمـال مصطـفـى

 

نبذه حول الكاتب

شاعر و ناقد من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...