دعيني أُصارحكِ

دعيني أُصارحكِ


أُرفرفُ حولكِ مثل الفراشة حول الضياءْ

أَراني انجذبتُ إليكِ، وفي داخلي رغبةٌ بالحريقْ. 

أُريدُ مماتي صعوداً  لديكِ، صعوداً لأحلَى سماءْ

لقد ضاقَ صوتي بمنخفضاتِ النقيقْ،

ومستنقعات الغباءْ

وعزّ على رئتيَّ الهواءْ

لَعنتُ ازدواجيةَ الضفدعهْ

تُشوّهُ بين البراري وبين المياهْ 

جمالَ الطريقْ. 

علامَ الحياءْ ؟

دعيني أُصارحْـك: إني كسرتُ زجاجةَ صمتي

وساحَ نبيذُ الكلامْ

وأَلغيتُ قيدَ العبيدِ من اسمي

ليبقَى الإلهْ. 

وإني تَعرَّيتُ وجداً

وأَلقيتُ عنِّي أمامكِ كلَّ الثيابْ

وبتُّ بعينيكِ أَحلمْ

فلا تكتمينيَ سرّاً

إذا ما انجذبتِ لضوئي انجذابي إليكْ

إذا ما صعدتِ لأفقي صعودي لديكْ

إذا ما عشقتِ جمالَ الطريقْ

وذقتِ خمور جهنَّمْ

أراكِ تعرَّيتِ وجداً

وألقيتِ عنكِ أماميَ كلّ الثيابْ

تَعرَّي! 

لمَ الأقنعهْ ؟

لماذا السرابْ ؟

تَعرَّي! تَعرَّي! 

أَريني بعريكِ سرَّ المرايا، ونزفَ الشموعْ. 

أَريني ابتسامَ الربيعِ بعينيكِ، أمزجْه صرفاً بماءِ الدموعْ.

أَريني رفيفَ الفراشةِ فيَّ. 

أَريني رحيقَ الأزاهيرِ فيكْ

أَريني الجمالَ.أَريني البهاءْ 

أَرينيكِ عريانةً كالإلهةِ تحت الضياءْ 

أَريني... فليس تخافُ من النورِ غيرُ الدياجرِ. ثُوريْ

على القيدِ في الليلِ . ثُوري أُقبّلْـكِ . ثُوري أُعانقْـكِ.ثُوري

أُقدِّسْ جماحَ الخيولِ بعينيكِ . لستُ أُحبُّك تابعةً كالكلابْ 

ولستُ أُحبُّكِ عصفورةً مُفزَعهْ

تلوذُ بريش انحناءْ

أُحبُّكِ عريانةً في المساءْ،

تشعِّينَ كالنجمةِ النائيهْ 

تصيحينَ كالديكِ في رقَدَات السكوتْ 

سأتبعُ قلبي إليكِ دليلا 

كأنّي وصلتُ لعينيكِ إلا قليلا 

كأنَّ بخطويَ سقراطَ يمشي لكأسيهما 

أيُّ خمرٍ بعينيكِ ! آهٍ سأشرب خمراً إلى أنْ أموتْ،

ويبعثَني ما بعينيكِ ثانيةً كي أموتْ 

أأنتِ الإلهْ ؟

يُميتُ، ويَبعثْ ؟

سأُعلنُ رغم ذكوريّة الأنبياءْ 

سأُعلن : إنَّ الإلهَ مؤنّثْ 

وإنّك كلّي 

وفيكِ اندمجتُ وفيَّ اندمجتِ 

أأنت أنا أمْ أنا هو أنتِ ؟

كلانا هو الله وحدَه ما من إلهٍ سواهْ 

 

نبذه حول الكاتب

شاعر و أديب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...