ديهيا

ديهيا


دون أيةِ رجفهْ

دون أيةِ رأفهْ

أقشِّرُ سيفي من غمدهِ

وأقشِّرُ أفقي كالبرتقالة،

أُجلي الحقيقةَ تيّاهةً

وأسوطُ عمودَ الضياء وأركضُ خلفَهْ

ألاعبهُ لعبةً كالبريدْ

وهنا فجأةً تاهَ عني فمات،، سلاماً،، سلامينِ

حتى تمنّى ليَ الكلُّ عمراً مديدْ

واغتربتُ

اغتربتُ اغتربتُ

وظليَ يتبعني كالمُريدْ

فمررتُ

بكاهنةٍ أمازيغيةٍ في التلال البعيدةِ

تُدعى ديهيا

فتحتُ لها صُرَّتي، آيتي

قائلاً لمفارزِ حُرّاسها لستُ راجعْ

إطمئنوا

فلستُ بعُقْبةَ لستُ ابنَ نافعْ

إنما أنا مِن ثلة الغَيْ

أُميتُ الذي ماتَ،

أُحيي لكم كلَّ حيْ

هديةُ مَن لا كنوزَ له غير هذا الخيال العصيْ

فعاشتْ بقلبي عروساً

وعشنا إلى أبد الآبدين

ومِتنا بركنٍ قَصِيْ !

***

سامي العامري - برلين

آب ــ 2021

..................

* (ديهيا) كاهنة الأمازيغ وملكتهم وفارستهم اشتهرت بالشجاعة والإقدام في الحروب وكانت على قدر كبير من الحكمة، تمكنت من اعتلاء عرش الأمازيغ في عام 680م .اختلف المؤرخون في ديانتها فمنهم من نسبها لليهودية وبعضهم للمسيحية ومنهم من نسبها للوثنية وقد روى ابن خلدون ”أنها كانت وثنية تعبد صنماً مصنوعاً من الخشب، وقبل المعركة تبخره وتدور حوله، لذلك اطلق عليها العرب الكاهنة” وقال آخرون: لم يكن صنماً بل إنه الصليب، وقادت ديهيا عدة حملات ومعارك ضد الرومان والعرب والبيزنطيين لتوحيد مملكتها في الشمال الأفريقي والدفاع عنها.

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

قصائد سامي العامري لا تخلو كلها من متعة وإيحاء، ولكنني أحسب أن خيرها ما يصور لنا فلسفة انفعالات العامري، التي لا تتعلق بآرائه الشخصية كما يفعل بعض من زملائه الشعراء في لوم الآخرين على ما يعانيه.. من الخطأ أن ننظر إلى ما يقول الشاعر، لأننا لا نخرج إلا برأي سطحي لا يتعامل إلا مع الظاهر من كلامه، والحقيقة هي إننا لا نستطيع فهم القصيدة حتى نعرف كاتبها ونقف على كل شئ من تاريخه وصفاته، وإذا لم يتسنى لنا ذلك قصائده هي التي تكشف لنا دواخله وتجاربه الحياتية، كما نرى في هذه القصيدة المشوقة لشاعرنا العامري.. أمتعتني بهذه القصيدة الجميلة.. دمتَ بخير عافية وألق دائم

التعليقات

إدراج الإقتباسات...