رسائلُ الغَريبَة

رسائلُ الغَريبَة


تتركُ همساتِها على آذانِ جدرانِ الزمنْ

معبّأةً برائحةِ الياسمينْ ..

تَحْتَفي بأجَلِها المُسمَّى

تقرأُ صوتَهُ البنفسجيَّ

كلَيلٍ غائمٍ بالصنوبرِ

 ينتظِرُ حكايةَ الجَدّةِ / الحبيبةْ

ينتظرُ فسحةً من الحلمِ

يتحسَّسُها في غيوم نومهِ...

ماذا تفعلُ هذه الجنِّيةُ

 هناكَ في أعالي جبالِ غُربتِها؟!!

ولماذا وضعتْ روحي في حقيبةِ يدِها؟!..

يَتَحَّسسُ روحَهُ الممزوجةَ بِعطرِها

 وأوراقِ قصائدِها المُبعثرةِ

في الحقيبةْ ..

كلُّ الحقيبةِ لزوم مالا يلزمُ

 من شِعرٍ ونثرٍ ووهجِ أحمرِ شِفاهْ..

إلا آثار وقْعِ نبضِها المسْتَعصي

 هناك في الوطن البعيدْ ..

هو لزوم اللزوم

 في كل نبضةِ وقْتٍ ،

هديلُ صلاةْ ..

**

في حقيبتِها وطنٌ

وتذكرةُ سفرٍ مؤجَّلةْ

إلى حين تستوي هضابُ أحْلامِها

على وطنٍ يتذكّرها..

في حقيبتِها دَمٌ

 من رياحٍ تعصفُ بِروحها

كالكلمات الخصبةِ في جِنانِ الأبَدْ.

لا تمحوها سنواتُ القفرِ من رياحِ الغربةْ!

أيُّ ملاكٍ هذا الذي سيأتي على جَناحِ ذاكِرة؟!!

وأيةُ حربٍ تتصارعُ داخلَ وجودِها،

تحتَ سماءِ تربتِها الغريبةْ؟!!

حقيبتُها ملأى ...

وهوَ الوحيدْ ...

مُمَزَّقةٌ أوراقُهُ خارجَ الحقيبةْ!!

تُهديهِ الأحرفَ التي لم تخرجْ من فُرنِ الذاكرةْ

ويُهديها البنفسجَ الذي لم يُخْلَقْ بعدْ

تُهْديهِ الشموسَ التي لمْ تُشْرقْ بعدْ

ويهديها الوطن الذي لم يحْتفِ بضيائهِ بعدْ..

تتبعثرُ أوراقُهما خارجَ حدودِ الزمنْ...

وثمةَ عربدةٌ لوجعِ الروحِ خارجَ أسْوارِ الجدرانْ،

خارجَ حدودِ الحدودْ....

خارجَ حقائبِ الأمنياتِ المؤجّلةْ..

تُقلِّبُ صحائفَها

صفحةً إثْرَ موجةْ،

ورعشةً إثرَ براءةِ بوحْ...

تَخطفُهما اللغاتُ،

 إلى خصْبِ جنونِها الورديّ

يبْقيان طفلينِ من بنفسجٍ وغيمْ

يطفَوانِ على سطحِ ماءِ الوردِ

لا تهزمُهما حربٌ

ولا تمْحو بريقَهُما قذيفةْ..

**

يقولُ: حين أرحلُ ستكونين معي

تقولُ: معكَ إلى ما بعدَ موتِ الموتْ..

يقولُ: الحُبُّ لحظةٌ أبديّةٌ نعيشُها خارجَ الزمنْ،

وخارجَ أذْرعِ الحربِ العقْربيَّةْ

تقولُ: أخبّئُكَ في حقيبةِ قلبي

وأُحْكِمُ الصَّباحَ على

 بنفسَجِ روحِكَ السَّامي!!

**

بعدَ لهفةٍ ودهْشةْ

ستلقاهُ هناكَ

في آفاقِ السّماءِ الرحْبةْ!..

**

أناملهُ خضراءُ وبنفسجيّةْ

 فلماذا البنفسجُ لا ينمو على أصابعِها

وهي الشجرةُ المرويَّةُ بالآمالْ؟!!

ستنمو .. ستنمو

حين يحينُ موعدُ ازدهار ربيعِها

المُشِعِّ في أذرعِ الأرضْ!!

نبذه حول الكاتب

شاعرة من سوريا

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ! كن أول المعلقين !

التعليقات

إدراج الإقتباسات...