رسام ومزمار..

رسام ومزمار..


كان ياما كان

قديمُ رسامٌ ومزمار

في رحِاب اللامرئي

نَفخَ مزمارهِ

ساحَ المِدادْ

الشارعُ مرأةُ الشارع

يتراصفُ الصمتُ وقوفاً

لجة سراب

الدَهشةُ جاحظةً

الدمعُ يلمعُ فاغراً فاهْ

سوراتُ الطوق

لا تلتقي

لا تفترقْ

من فجوِة الصمتْ

فراشةُ فَرتْ

على رفِ السمعِ

حطَّت......

أغويتنا

أضللتنا

فما معناك......؟

الاسطوري...... القدسي ..... خرافة

أيُّ سِحْرٍ

أيُ سر

أغويتنا.....

فما معناكَ

خطأٌ في المدينةِ

خطأُ في الشارعِ

خطأُ في رأسي

خطأٌ ما......

في مكانٍ ما...؟

سَوراتُ الطوق

تتعثرُ بعلامتي

على هامةِ رأسي تماماً

علامتي......!؟

صُلبانُ.....

راحةُ قَدَماهُ

أبعدُ مِن الصدى

تتشوف الذنب والخوف

مايُرى

ما يتوارى

صفيرَ صواعق .... مَطرُ ودخان

سوراتُ الطوق

ما هي برقصةٍ

ما هي برعشةٍ

ألا شللٍ

سِرُ عجيب علامتي..... عدلاً معكوساُ

علامتي...؟

ولتحيا الفاجعة

الصلبانُ استطالت استطالت

أبعد من الصدى.....

ماتَ الليلُ...!!

برزخٌ رأسْهُ ....

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

29-11-2021 11:09

شاعر الرمز القدير الاستاذ فلاح الشابندر

براعة متمكنة في التصوير الرمزي الحسي العميق  , بشكل مركز ومصقول في مفرداته البليغة دون اطناب وحشو , هذه البراعة في التكثيف والتركيز في الصور الرمزية البليغة في دلالاتها العميقة في التعبير , فقد سلطت الضوء على زمنين مختلفين تماماً بكل شيء . الزمن الماضي ( كان ياما كان ) الرسام والمزمار يرسم صوره الرسمية بريشة ملونة ,  في الزمن المرئي واللامرئي في المرآة  , فقد كان يتجمعون الناس , برقصة المزمار في دهشة وحبور . واليوم نفس الرسام والمزمار , يرسم رقصة المزمار ويتجمع الناس في الشارع حولها ولكن بحزن وأسى, يرسم المزمار بالوان شاحبة في الوجوم والشحون تتقاطر عليهم علامات الالم والبكاء في فجوة الصمت والزمن , حين اغوينا بالرؤية واضعنا الطريق , عندما داهمنا في عقر دارنا : الاسطوري  .... القدسي ....... خرافة . واختلط الحابل بالنابل فلم نعد نميز بين المقدس والخرافة . فلم يخرج من رحمهما إلا صفير الصواعق والدخان . فلم يخرج من رحمهما سوى الفواجع والصلبان . ومات الليل يضرب رأسه . ........

هذا التصوير الرمزي البليغ في الايحاء والمعنى الدال ....

تحياتي ايها الصديق العزيز بالخير والصحة

زائر

01-12-2021 12:04

مازال صاحبي يغور في عميق المعاني بجديد الصور والبلاغات المستحدثة، التي تحتاج ذا بصيرة وبصر، كي ينحت فيها ليستخرج ماوراء.

وفي هذا النص خروج على الاختزال الذي عهدناه في الشابندر. قراءتي ان المضمون واسع سعة المعنى والصور. كما أن تدفق الإحساس وحرارته واخاديد اسوارها ذات الوقود هي خلف ولادته.

تحياتي

الفلاح فلاح الشابندر

التعليقات

إدراج الإقتباسات...