سيرة

سيرة


إنْ جئتَ تؤرّخُ للأشياءْ
وبكفّيكَ حمَلتَ السَبعينَ
لتَحْجُمَ أورِدَةَ العُمرْ
نَخلاً كُنتْ
وجَداولَ يَختالُ بجُرفَيْها الماءْ
ونديماً قربَ شَواطئِها
في عينيهِ تفَتّقَ سحْرُ الليلِ
وروداً ...
ووجوداً
يهبطُ فيهِ الوحيُ فيأويهِ النخلْ
آمنتُ ..
وصَلّيتُ
ولمْ تَصعدْ آلِهَتي
 أبعَدَ مِن حَرَمِ السْعفْ
.........
.........

لمْ تَحفَظْ حُرمَةَ مِحرابي الأيّامْ
مابينَ العينِ بإسمي
واللّامْ
تَعَبٌ ..
شوقٌ
فَوْتٌ ..
أضيقُ من حرفينِ
وأوسعُ من نزْفِ الأعوامْ

..........
..........

رَحَلَ النخلْ
وانصَرَفَ الماءُ عن النهرِ
وعَنكْ
دَفَنوا في القاعِ النُدماءْ
من ماتَ بغيرِ النخلِ شهيدْ
فتَيَمّمْ لصَلاةِ المَوتىٰ
واكتبْ سيرَتكَ الخَجلىٰ
أكتبها ..
والحرْفُ كَمَوسىٰ يَبضَعُ فيكَ الجِيدْ
أأتاكَ حديثُ الذكرىٰ
رحلتكَ الأولىٰ ..
وعُبوركَ من زَمَنٍ مفقودٍ
نحوَ غُروبٍ لا مَشرقَ فيهِ لبدرْ
تتعثّرُ بالأهواءْ
لا تنسى أن تَذْكرَ في طرْسِ السيرةِ ملحمةً سوداءْ
نَحَروا فيها الطُهرْ
لا تنسى أن َتروي سَفَرَالقَهرْ
تَتَلفّتُ مفجوعاً لترىَ بَعضَكَ شُلّْ
لا تنسى أنّكَ من غيرِ النخلْ
من غيرِ الأنهُرِ والبرديِّ علىٰ الشطآنْ   
لستَ سوى بضعةِ ضوءٍ
يجهدُ كي يقتلَها الظِلّ
أتُرىَ يغنيكَ تذكُّرُ ما مرّْ
تنشِدُ في الحاضرِفَخراً ..
كي ترضىٰ ..
لا ...
يسخَرُ منكَ الفَخْر
هذي السيرةُ حيثُ حللَتْ
حيثُ نَظَرْت
أغصانٌ تخضّرُّ وتهفو للنورِ
وفيها يشكو الظمأَ الجَذرْ

**

عادل الحنظل

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

06-12-2021 12:01

الشاعر القدير الاستاذ عادل الحنظل 

شغاف شعري يدخل بكل حبور وبهجة في  القلب ونبض الوجدان , في هذه السيرة الوردية بورد القرنفل والجوري العراقي . هذه السيرة ربطت ذاتها بالذات الجمعية , كما هي في حلة الصفاء والياسمين ,  ونقاوة في الحياة , تتطلع الى الخير الى الجميع , الى القلوب الزاهية  بالنقاء والصفاء والوضوح الحياتي المستقيم في درب الخير والعطاء . هذه زهرة الجوري السبعينية دخلت الحياة من بابها العريض في صوتها ونبضاتها الانسانية . لم تسعى إلا الى طريق النور والحلال لذلك اصبحت حياتها  كسلسلة من النور تعبر  به محطات العمر بشموخ كالنخلة العالية في نور العمر , رغم انها في الزمن المفقود , لكن تعلن حضورها بجلاء في اشراقة النور في هذه السيرة الحياتية ,  تعمدت بماء الفراتين الطاهرة . واصبحت نخلة شامخة في الشطآن بالخير والمحبة رافلة بالحب والعطاء الانساني الجميل . كل سعيها تبعد الظلام والظمأ عن الناس الطيبين . هذه السيرة السبعينية تدخل في طوق الازهار العامر بالحياة المديدة  .

ودمت اخي الحبيب بكل خير والصحة والعمر الطويل

 

زائر

08-12-2021 12:10

الناقد الثر الاستاذ جمعة عبدالله

حياك الله عزيزي وشكرا من القلب لما سطرته من كلمات طيبة حول القصيدة.
لم يعد لدينا في أواخر العمر غير تاريخنا القصير في عمر الزمن والطويل في حياتنا ننهل منه تلك السيرة المتعثرة بشتى اشكال المطبات. فقدنا الكثير يا عزيزي ولهذا حين نتحدث عن سيرتنا الذاتية يطغى الحزن والاسى عليها.

دمت أخا حبيبا وصديقا عزيزا أبا سلام المبدع

يحاول الحنظل في كل قصائده الرصينة والمليئة بالمفعم من الأحاسيس الوجدانية ملء البون الشاسع الذي خلفه الردئ من "الشعر" وتدهور الذوق العام والأدبي خاصة، ذلك البون الذي ما انفك يتسع بين الرصين من الشعر، والشعر المنظوم وكأنه مرصوفة لا تمت للشعر بصلة سوى إنها مدوزنة على أحد بحوره, أو النثر الذي لا يأخذ منك سوى الوقت.

الحنظل مُلماً بعلوم الطبيعة وحاصلاً على شهادة الدكتوراة في اختصاصه، ولو كان للشعر معادلات نظرية تمسك بما تذهب إليه روح الشاعر وتجلياته، لحصل على شهادة أخرى لا احصي لتخصصها عددا، فليس هنالك علم يستطيع الإحاطة بما تتفتح عليه قريحة الشاعر.. فأنى للعلم الإمساك بالاثير؟

"لا ...
يسخَرُ منكَ الفَخْر
هذي السيرةُ حيثُ حللَتْ
حيثُ نَظَرْت
أغصانٌ تخضّرُّ وتهفو للنورِ
وفيها يشكو الظمأَ الجَذرْ".

دمتَ أخي الحبيب عادل بخير وعافية وعطاء دائم

زائر

08-12-2021 12:10

الاديب والمترجم البارع الاستاذ عامر السامرائي

تحايا قلبية وامتنان كبير لما أسبغت على القصيدة من تحليل أدبي جميل.
أشكرك لاستحسانك النص واشادتك به. الشعر كما هو معروف من الشعور فاذا خالطه التكلف والتصنع فقد هذه الميزة، اي ميزة الشعور المرهف بالاشياء وبالنفس البشرية. بحور الشعر الفراهيدية ليست سوى قوالب لهذا الشعور فان انص اهتملم الشاعر على القوالب دون الاحساس فقد القصيد شعريته، هذا بالظبط ما تفضلتَ به وأوضحته في تعليقك الكريم.
أيضا اذا استطاع الشاعر أن يصب من علمه في أواني الشعر بالطريقة التي لا تمسخ الشعرية فهذا شيء محمود وقد فعل العديد من الشعراء العلماء ذلك منذ قديم الزمان.

دمت أخا حبيبا ايها الصديق العزيز الاستاذ عامر

التعليقات

إدراج الإقتباسات...