غابت عني حبيبتي
الحسين بوخرطة
خواطر الفجر
غابت عني حبيبتي الباهية،
في زمن المخاطر التي تحذف بي من كل ناحية،
كانت تنبهني بصوتها العذب المترنم،
كلما تأخر الغلس والعتمة ازدادت حلكة.
ناب عنها مراسيل، وفهمت الرسائل والعبر.
لسان بلعلعة البارود والقرطاس والنيران
التوى، وعم الصمت بدون اختناق.
ما عساني أقول أمام حرية الفقه والفقيه
المحاطة بالسلاسل والأغلال وأسوار السجون.
عادت، قالت لي كلمة واحدة، وانسحبت
قلقة عن آصرة الدم ومواقع الذهب بالمحان
أما زائري الذي ختم الحديث بكبرياء الجنود
حذرني بلطف من خطورة الانفجار
قلت له فهمتك، بوجدان المحب للوطن
أما الكلام فكلامي، والزاد من عرق الجبين
قال لي أنت الظريف في عقر دارنا،
فتابع الأمور برؤية الحكماء.
أضفت، الشكر لك موصول،
غيرتك رمز المروءة والرجولة، فاعذرني،
فلم أتفوه إلا بما يشغلني بحرقة وبما يضنيني
وصفني بالجميل المجد المهذب الشريف،
فقلت له رفعت الأقلام وانتهى الكلام.
عادت هذه المرة حبيبتي مشرقة المحيى،
ولم تقل غير كلمة أحبك بأفق الهناء والاطمئنان
ارتاح الفؤاد مجددا بالفأل والصمت
روضت نفسي لأكون غدا إنسان الفن والأدب.
أما لسان الفضح فتركته للغوغاء السفلة الأنذال.
لا يوجد اقتباسات