لوسي

لوسي


"لُوْسِيْ"في الوحشةِ ليْ أُنْسَهْ 

هي أحلَى أَسباطي الخمســـهْ

 

إِنْ تَضحكْ تُرجِعْ لي صبحـاً 

في الليـلِ،وتُطلِعْ لي شمسَـــهْ

 

أَوْ تَهمــسْ في أُذنـيَّ:"أُحبُّـكَ"

،أَسـكــــــرْ من تلك الهمســهْ

 

أَوْ تَــلثـمْـنـي أَفــــــرحْ ظنَّــاً  

أنْ تُنـقِـصَ من خدِّي يَبْسَــــهْ

 

أَوْ تَلمسْـنـي تَـرقـصْ روحي  

وتُـغـنِّ هُيـــامـــــاً باللمسـَـــهْ

 

 فكــأنّ أصـابعَهـــــا سحــــرٌ 

قد أَحيـتْ في مَيْـتٍ حِسَّــــــهْ

      

فـأعـادتْ فيــــه الـروحَ فَـقَــا

مَ،وأَلـقَى عـن حَيٍّ رَمسَــــهْ؟

 

يَتخيَّـلُ ليْ ــ إِنْ تُقبــلْ ــ أَنّي

مُعـتــقَــــلٌ أَنـهَى حَبْسَـــــــه

 

تُلـغـي ســنـواتي طلعتُـهـــــا  

وتَــردُّ لطفـــــلٍ بيْ أَمسَــــهْ

 

وتُـزحزحُ عن وجهي شَـيْخـو

خَتَـــه،وتُمسِّـــحُ ليْ يأسَــــــهْ

 

تَصفـو الأَيَّـــام،وإنْ كــدرتْ،  

معهـــا،وتَطيبُ ليَ الجلســـهْ

 

لـولاهـا لــم يُسرَجْ لي العمـرُ

،ولــم يَلمــحْ طرفـيْ قَبْسَــــهْ

 

بُنـيــتْ ظُلَـــمٌ فــوقـي وأنـــا  

لــم أَبنِ لمصبـــاحي أسَّـــــهْ

 

مَن ضاعـتْ نفسُــه في ولــدٍ  

يَكشــفْ في أَسـبــاطٍ نفسَـــه

                            

كــمْ قــد غَمَـزَتْــني قائلـــــةً:   

"كورونا"،إذ سمعتْ عطسـهْ

 

لتُـجـنِّـبَـنــي المــوتَ وكــــمْ   

جُرِّعـتُ بـلا مرضٍ كأسَـــه

 

فـرفعــتُ لجعجعــةٍ صـوتَــاً    

خَفَّضتُ لهـا قَبْـــلاً جِرْسَـــهْ

                           

وظَهـرتُ بعينيـهــــا بَطَــــلاً  

قـد كانـتْ سـيـرتُـه عكسَــــه

 

لايَـعــظــــمُ فـــي عيـــنٍ إلّا  

مَن قَــوَّى زَنْـــدَه أو فَـلسَــه

 

مَن يَسألُ عن ذَهَبٍ في السُّو

قِ لنِحريــرٍ؟أَعـنِي طِرسَـــه

 

"لوسي" لا أبـلغَهــا البــاري   

نَكَبــاتِ الـجَـــدِّ ولا نَحسَـــه

 

أَخبَى شـمـعَ الأَفـــراحِ أَســا    

هُ،وَوارتْ غربتُـــه عـرسَــهْ

 

مـــا إنْ يَشــفَى مـن نَكْسَتِــه

الأُولَى حتَّـى يَــلقَـى نَكْسَــهْ

 

يَعـوَجُّ الظهــــرُ لـــه قوسـاً  

ويَزيـدُ ــ ولم يَقنـعْ ــ قوسَـه

 

سـألتْـني إذْ مَشطتْ شَعري:     

مَن شَـوَّهَـه،ولوَى غِرسَـهْ؟

 

مَـن لَطَّخَــــه بالفضَّــــةِ يـا   

جَـدِّي؟قـالـتْ:لَطِّــخْ رأَسَـهْ

 

يَدري ذو العِمَّةِ أَنْ "لوسِي" 

لـــمْ تَـعـنِ اللهَ ولا قُـدسَــهْ؟

 

لو يُسـتفـتَى،أَفـتَى:"كَفَرتْ"  

ليُـؤكِّــــدَ بالفتــوَى مَسَّــــهْ

 

بَبَغــاءٌ فـي ديـنٍ.مــا أَحْـــ 

ــسَــبُه يَــدري إِلا طقـسَـه

 

وحَكــتْ صــوراً لطبـيـبٍ

للأَسْـنَانِ،كِمَامَـتَه،لُبْسَـــــهْ

 

وفــمي فَتَحـتْ فَــرأَتْ طَلَـلاً   

وأَطالـــتْ،واقفــــــةً،جَسَّـــهْ

 

سَــأَلتْ:كــمْ من سـنٍّ بَليــتْ   

منــهُ؟كــمْ من آسٍ مَسَّــــــهْ؟

 

لفـــمٍ لاتَـحــزنْ قـالـــتْ لي:    

ســيُعيـدُّ اللَّهُ غــداً ضِرسَـــهْ

 

"يُحيي اللَّهُ الموتَى" قــالــتْ   

أُمِّي.مــاقــالـــتْ لا تَـنْـسَـــهْ

 

مــاأَجمـلَـهـا! سُــحقــاً للقُبْـــ

ــحِ بثغـــرٍ شــــاهَ،وللخِسّـهْ

 

يـاربِّ احفظْهــا مـن زمـــنٍ   

وَعـــرٍ وأَزِلْ عنهــا بؤسَـــه

 

ومكـــــانٍ قِيـــــلَ لإِنســــانٍ 

لـكـنّي لــم أعــرفْ جِنسَـــه

 

لَـبَـسَ الأَقصَى بالأَقربِ.لــم  

أَفهمْــه،ولــم أَفكُــكْ لَـبْسَـــه

 

أَوَ آدمُ نــاجِـلُــــــــهُ حقَّــــاً؟   

لايُشْـبِــــهُ معدنُــــه رِسَّــــهْ

 

يَـنـفي بالقـــولِ نَجـاستَـــــه  

ويُؤكِّــد في فعـــلٍ رِجسَـــه

 

هل يُصغي للتاريخِ؟وهل يَسْـ   

ــــتَوعِبَ إنْ أصغَى درسَـه؟

 

مــا أَكذبَــــــه مـن مخلـوقٍ!  

كـم شـــرٍّ في خيـــرٍ دسَّــهْ!

 

وجبــانٍ لـــمْ يُـظـهِــــــرْ إلّا 

لضعيــفٍ مظلــــومٍ بـأسَـــهْ

                         

مـاأَغـلَـى مَبـنَى صـورتِـــه   

لكــنَّ معــانـيَـــها بَـخْسَــــهْ

 

حُرِقـتْ غـاباتُ العدلِ،وكـمْ    

مِـنْ حَطّــابٍ أَلقَى فــأَسَــه!

                                                                                  

غَصَّـتْ بـرمـادِ الظُلـمِ الأَرْ 

ضُ.وإِنِّي مُرتَقِــبٌ كـنـسَـهْ

ـــــــــــــــــــــــ

عبدالإله الياسري

اوتاوا كندا

في 18 كانون الثاني2022

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

02-02-2022 02:07

الشاعر الكبير الاستاذ عبدالاله الياسري .........

تناول شعري في منتهى الشفافية المرحة واللطيفة  في اعتزازها بهذه الشغاف بهذا النسق الشعري المتنغم بموسيقى الشعر وايقاعه الجميل , بهذا التناول المرح في براعم الاعتزاز الجد باحفاده الخمسة , بالزهرة المحبوبة ( لوسي )  في طرافتها الحلوة والعسلية , في براءة وصفاء قلبها الى جدها الحبيب , بكل عطسة , تقول في طرافتها الحلوة ( كورونا ) بشكل محب . هذا التناغم الشعري الشفاف المنطلق من اعماق الاحساس بهذ التدفق العفوي في شلاله المنساب ,  في شكله الجميل والمحب  . انها قصيدة بلغتها الجميلة موجهة للاطفال بهذا التناسق الشفاف . حقاً ان الاطفال زينة الحياة وانوارها , والجميل مخاطبتهم بلغتهم الحسية في البراءة وطيبة القلب , ان قلوبهم مثل ازهار الياسمين البيضاء . لذلك تدفقت هذه الانثيالات الشعرية الشعورية والوجدانية من اعماق القلب بهذا الترنم العذب , رسم ابتساماتهم وبراءة قلوبهم .في حلو طرافتهم ,  وهم يفتخرون بجدهم المحب , ويغمرونه بالمحبة . لذلك ان الجد يفخر بأحفاده بأن هذه البذور ( الخمسة ) اصبحت ازهاراً معطرة بعطر الرياحين والمحبة الى جدهم المحبوب . وهو يشعر بالفخر والاعتزاز بهذه روضة الحب ورياحينها . وهم يتمنون الى جدهم الحبيب , الصحة والشفاء والعمر المديد ......

 لك كل الحق ان تفتخر بهذه المصابيح الخمسة , المضيئة بالحب والحنان والوفاء الى جدهم الحبيب ...........

ودمت بصحة وعافية ايها العزيز

زائر

10-02-2022 02:04

زائر

10-02-2022 02:04

زائر

10-02-2022 02:04

زائر

10-02-2022 02:04

زائر

10-02-2022 02:04

زائر

10-02-2022 02:04

الناقد الاستاذ جمعة عبدالله

أحييك شاكراً لك اضاءتك النقديّة التي أغنت القصيدة،وأعتذر  لتأخري في الرد على مداخلتك الجميلة ؛لاني رأيتها مصادفة ودون قصد .اكرر لك شكري مع كلّ الاعتزاز.

التعليقات

إدراج الإقتباسات...