وبالوالدين...

وبالوالدين...


أمي التي

نبتَتْ على شفتيَّ

زاهيةَ الثمارِ

عظيمةَ الرسمِ،

وعلى فؤادي ختمُها

بالماسِ، بالعينينِ، بالشمسِ.

لَكَمِ اشْتهيْتُ رغيفَها المعجونَ مِنْ

أضلاعِها

بالحبِّ، بالنفسِ.

لم يبقَ شيءٌ نلتقي

في ظلّهِ الظليلِ بالظلِّ.

     *  *  *

كانَ أبي يعتمرُ العمامةَ،

ويحفظُ القرآنَ والسُنةَ والفقهَ،

وتاريخَ جميعِ الأنبياءْ،

أحبَّ كلَّ الناسِ: أتقياءَ، أشقياءْ،

أحبّهُ الناسُ جميعاً

سيرةً،

لا تعرفُ التزويرَ،

والتدليسَ، والرياءْ.

كانَ أبي

في صولةِ الحقِّ نصالاً،

لا تني تغرزُ في

صدورِ خبثِ الأدعياءْ.

     *  *  *

يومَ تباهَتْ أمّي

ما بينَ باقي النسوانْ

بأنّني الأولُ في الصفِّ

انطلقَتْ

منْ قفصِ الصدرِ

كونشرتو مِنْ ناياتْ

     *  *  *

يوم اعتلى والدي

منابرَ الآياتْ

تفتحّتْ أعيني

فاستقبلَتْ

أجنحةَ الصافّاتْ

     *  *  *   

شكراً، إلهي، أنّني

على طريقِ هذه الراياتْ.

    *  *  *

(رسالة):

  

أنشدَ ذاتَ يومْ

رفيقُنا العتيدُ حمزاتوف:

"أروعُ الجرار

تُصنَعُ منَ الطينِ العاديّ

وأروعُ الأشعار

منَ الكلماتِ البسيطةْ".

 

ياصاحبي البسيطُ والمزروعُ في الألبابْ،

ويا  نشيدَ القريةِ المُشرَعةِ الأبوابْ،

ويارفيقَ الزمنِ (المُنيرِ) في الأهدابْ:

استغفرُ اللهَ،

لا ندّعي الروعةَ في أشعارنا؛

لأنّها بسيطةٌ بساطةَ الوالدِ،

والحجيّةِ النقيّةِ البيضاءْ،

وأهلِ بابِ الشيخِ،

والصدريّةِ الأصلابْ،

والخيمةِ الحاضرةِ الأحطابْ.

 

عبد الستار نورعلي

اكتوبر 2021

 

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

28-11-2021 11:01

الشاعر الكبير والحبيب الاخ عبدالستار نور علي

هذا الشغاف الشعري المنعش بالوفاء والمحبة وصدق الوجدان الابيض كزهرة الياسمين . فقد زرعوا الاهل الكرام والطيبون بذرة الخير والعطاء وتفتحت الى زهرة عابقة بعطر الرياحين , واصبحت شحرة في ثمارها الطيبة الزاهية  ,بالصفاء والصدق والانسانية سقيت بالمياه النقية في الوطنية والثورية, بحب الناس والوطن والدفاع عن حق المحرومين والفقراء , الدفاع عن الحق والعدل . ونجدك ترفع راية الوطنية والثورية , نجدك ترفع راية الشعر الى القمة. هذا الحب العظيم , يرجع الى عطاء الام والاب الاطهار والكرام   , في طيبتهم الانسانية وكرمهم الاخلاقي . فالف رحمة الى هؤلاء الاطهار والاكرام , تغمدهم الله برحمته الواسعة واسكنهم فسيح جناته . كنت اقرأ حلقات الاخ عبدالخالق الفلاح عن بطولة وشجاعة اهل باب الشيخ والصدرية في مقاومتهم الانقلاب البعثي الفاشي عام 1963 شباط الاسود

تحياتي ايها الحبيب  وتظل شامخاً نعتز ونفتخر بك ايها المعلم الكبير

زائر

28-11-2021 11:01

أخي الغالي الناقد الدقيق والمترجم الحاذق جمعة عبدالله، كيف لي أن اجازيك على هذا الدفق من النقدات الحاذقة والمشاعر النقية. تغمرنا بطيب وعمق قراءاتك. شكرا شكرا لك
ياصاحبي البسيطُ والمزروعُ في الألبابْ، ويا نشيدَ القريةِ المُشرَعةِ الأبوابْ، ويارفيقَ الزمنِ (المُنيرِ) في الأهدابْ: استغفرُ اللهَ، لا ندّعي الروعةَ في أشعارنا؛ لأنّها بسيطةٌ بساطةَ الوالدِ، والحجيّةِ النقيّةِ البيضاءْ، وأهلِ بابِ الشيخِ، والصدريّةِ الأصلابْ، والخيمةِ الحاضرةِ الأحطابْ. قصيدة ثرية بالوفاء، والبر.. جميل أن تبقى كل تلك الذكريات حية في ذاكرة الشاعر، والأجمل أن يستطيع أن يسطرها بهذه الصور الشعرية الرائعة. دمتَ بخير وعافية وعطاء مستمر أخي عبد الستار نو علي
زائر

28-11-2021 11:08

استاذنا المبدع الراقي أخي عامر السامرائي 

شرف لي أن يحظى النص بجميل ذائقة مبدع ذي باع عميقة في صنعة الكلمة . شكرا لفيض قراءتك وحسن ظنك.

محبتي

زائر

29-11-2021 11:06

زائر

29-11-2021 11:08

أنشدَ ذاتَ يومْ

 

رفيقُنا العتيدُ حمزاتوف:

 

"أروعُ الجرار

 

تُصنَعُ منَ الطينِ العاديّ

 

وأروعُ الأشعار

 

منَ الكلماتِ البسيطةْ".

كان عبد الستاروف الذي ابهرنا بأروع الأشعار والسفر عبر الماضي والغوص في الذكريات الجميلة ليجلب لنا ابهى صورة للمقاومة آنذاك 

زائر

29-11-2021 11:08

اجمل التحايا الى الاستاذ الأديب عبد الستار نور علي، ابارك له هذا النص المشع طيبةً وبساطة ووفاء بصدق.. فقد كثّف بوسع رؤاه بمساحة  عدم الاسفاف بل بضيق العبارة على غرار ما اعتمده الشاعر - النفري-. البر هو بالوفاء والتواصل برعاية الرسالة وصولا إلى بر الأمان. 

زائر

29-11-2021 11:09

شاعرنا الجميل ضرغام عباس،

منذ أول قصيدة قرأتها لك عرفت اننا أمام شاعر متدفق جميل. ولم يخب نظرنا  اتمنى لك النجاح والتالق.

شكرا مع المحبة

زائر

29-11-2021 11:09

أخي الناقد الشاعر الزراعي المثقف الكبير صباح الجاسم،

لك مني بستان محبة عامر بالورد والرمان والتفاح والتين والزيتون  وطور سينين، وهذا الكلم الامين.

حضورك بهجة ربى من الخضرة والورد

محلتي

التعليقات

إدراج الإقتباسات...