ويمضي أوانُ الفِطام

ويمضي أوانُ الفِطام


أجاءَ الفِطام
وذي أنهُري
فاضَ سَبعينُها
عِمتُ فيها بلا وَقفَةٍ في الشَواطئ
بلا هُدنةٍ في المَرافئ
بلا عَودةٍ للظِلال
كأنَّ ارتِحالي يَبيضُ ارتِحال
فهل جَفّ ثَديُ اشتِهائي
وناءَتْ بحَمليَ ساقُ الهوىٰ
فانحَنيتُ
وما عادَ في الكأسٍ إلا قَليلٌ
يُبيحُ الفِصالْ
ظَننتُ الأماني كنَخلٍ
تَدومُ اخضِراراً ولا تَنثَني للفصُولْ
ولم أدرِ أنّي انهَصَرْتُ
وعَيني أبَتْ أن ترىٰ
كيفَ أودىٰ بناضِرِها المُنتَهىٰ والهُزال
فهل ما تَبقّىٰ من الشَهدِ إلّا
قَذىٰ النَحلِ لي
والرَغامْ
كرهتُ الفطامْ
سأكتُبُ في صَفحةِ العُمرِ أنّي
أبَيْتُ الرَحيل
ويأبىٰ فَمي أن يَعافَ الطِلا
مِن لُمىً
خالطَ الطيبَ فيها
عُصارٌ زُلال
وتلكَ التجاعيدُ إنْ لاحَ منها
كثيرٌ.. فذاكَ ابتسامْ
أنا ...
كالغُروبِ اعتدالا
فقَبليَ شمسٌ
وبعدي هلال

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

25-05-2022 05:04

الشاعر القدير الاستاذ عادل الحنظل.............. ملهم في الصياغة الشعرية الغارقة الى الاعماق بالحس الشعوري للجرح العراقي النازف , الذي لا يشفى ولا يتضمد , كأن بقى نزيفه دلالة للحزن العراق , هذه البراعة في التناول تترجم شعرياً على ضفاف الرؤية الفكرية الصائبة والسديدة . هذه الهموم محملة بطاقة اكبر من تحملها متشعبة النوازع بالهموم والاشجان . لوحات حسية للوجع العراقي الذي يبدأ قبل الفطام وبعده . هذه الرؤية الشعرية والفكرية تتجاذب بين ( الشاعر والقارئ ) في مجادلة العقل والذهن بالتأمل والتفكير , بروح واقعية الشعور في الذات والواقع , كأننا نلمس خمرة صوفية نقية بتناول اعماق الهموم , التي لا تتوقف زعانفها في الفطام العراقي حتى في اواخر العمر المديد , في واقع مملوء بالعيوب والشوائب , لا تعرف الهدنة والاستقرار , لا تضفي الى ميناء آمن تستقر أو تحط رحالها فيه . كأنه في حالة ارتحال في كل محطات قطار العمر , لا يعرف الاشتهى والفصول الخضراء , كأن حالة الفطام جدبة وجافة , وهو مملوء بالاماني كالنخيل الواقف لا يعرف الانحناء والهزال , ولكن مضادات الواقع المريرة اكبر من طاقته تقف عقبة لكسر النخيل وهزاله , لذلك كرهت الروح قبل الفطام وبعده. كرهت صفحة العمر وهي تمر في تعرجات كأنها في دهاليز مسدودة لا انفراجة ضوء فيها . لذلك تتجه الى الترحال ولكنها تدور حول نفسها كحلقة مفرغة , يكسوها تجاعيد الزمن كالغروب , رغم ان روحه مليئة بالخصب والاحلام , مليئة بالشمس , رغم روحه مليئة بالابتسام , لذلك تقاوم هزال الحياة والزمن المر , ولكن ماعاد في الكأس إلا القليل القليل في فياضه السبعيني . فاضَ سَبعينُها عِمتُ فيها بلا وَقفَةٍ في الشَواطئ بلا هُدنةٍ في المَرافئ بلا عَودةٍ للظِلال كأنَّ ارتِحالي يَبيضُ ارتِحال فهل جَفّ ثَديُ اشتِهائي وناءَتْ بحَمليَ ساقُ الهوىٰ فانحَنيتُ .............. تحياتي اخي الحبيب والعزيز بالخير والصحة
زائر

27-05-2022 05:12

الناقد الثر والأديب الأستاذ جمعة عبدالله

شكرا من القلب لهذا الفيض الأدبي والغوص في ثنيات النص لتستخرج منه كل مكنون.
نحن، حتى في الكتابة عن ارهاصاتنا الشخصية، تتفجر هموم الوطن من حيث شئنا أو لم نشأ،
ويبدو ألأ خلاص من الشعور بالغربة والوحدة مهما توفرت وسائل الراحة.

دمت أخي الحبيب أبا سلام بخير واطمئنان.

التعليقات

إدراج الإقتباسات...