شيخٌ مثلي يحلمُ بالثورةِ دائمةً
في كونٍ تاهَ
بين محيطاتِ الظلمةِ وبينَ الحربِ
وضبابِ الرؤيةِ
ليس غريباً أنْ يعشقَ لوحةَ أرنستو تشي جيفارا ،
كي تسريَ في أنهار القلبِ ووديان العين
تلك الأحلامُ الورديةُ
في زمن الكلماتِ الكبرى
وأساطيرِ اليوتوبيا البشرية
الذاكرةُ:
المرآةُ المصقولةُ، والملأى بالصورِ وبالألوانِ
تتقاطعُ في نزعاتِ الغيثِ
يُـمطرُ بالزهرِ وبالشمعِ
بحماماتِ فضاءِ الأصداء
يا أرنستو ،
تلك القممُ الشاهقةُ
بين سماواتِ جبالِ الأنديز
تعشقُ فيكَ سيجارةَ هافانا
ولباسَ الجوريلا
والأقسام
يا ذا الأيامِ نداولها بين بيوتِ القصبِ
والغاباتِ المكتضةِ في أحضانِ الأمزون
وبينَ كهوفِ تورا بورا ،
هذي أزقةُ سانتياغو الحافيةُ
مازالتْ تعشقُ مملكةَ الحبّ السحريةِ
في أشعار بابلو نيرودا
وقصائد عيون ألزا
ومراجل سلفادور الليندي
ذاك الشيخ الصامدِ في قلعتهِ حتى الموت
من أجل عيون سانتياغو ،
لاعتدْنا للكافر بنصاعةِ عينيكَ سعيرا
ليس بيدي، يا أرنستو،
أو بيدِ الزمن الغافي
في تعليلاتِ الحرس الأقدمِ، والأجددِ
والقادم فوق حصانٍ منْ خشبٍ
أو تحليلاتٍ من خبراء الزمن الخائبِ
أن يُحصَرَ وجهُـك في شقّ الذاكرة
في أسوار الكتبِ
في متحفِ تاريخٍ ذابْ
العشقُ سؤالٌ
صدّعَ رؤوسَ حكماءِ الأحلام
صدّعني:
لِمَ هذا الإنسان يُـحِبّ ؟
لِمَ يحترقُ بنار الشوقِ ؟
لمَ يأسرُهُ وجهُ المعشوقِ ؟
لمَ كلُّ جراحات التوقِ ؟
مَـنْ ذا يحظى برنين القلبِ ووخز الشوقِ؟
مَـنْ هذا الحائزُ جائزةَ الطوقِ ؟
منْ أجدى غيرُك، جيفارا ؟!
مازالَ الحلمُ الأبهى والأقدمَ
في طيفِ الليل وهمس الفجرِ
ونبض الحرفِ
حلمَ جبالِ سيرا مايسترو
وخارطةِ الألفِ ميل
منْ يقدرُ أنْ يختطفَ
منِ حدقاتِ الأيام ومن قلبي
صورةَ أرنستو
عبد الستار نورعلي
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
09-12-2021 12:08
10-12-2021 12:07
10-12-2021 12:07
الشاعر الاستاذ عبد الستار نورعلي غني عن التعريف فقد عشق الكلمة الحرة منذ نضوج وعيه ، هو المحب للحرية ولبلده العراق والمؤمن ايمانا مطلقا بفوز الحرية اخيرا.
في هذا النص المونولوجي يخاطب الشاعر بقايا الجمرة الوامضة من نضال الطبيب الثائر ارنستو جيفارا والذي امسى مدافا بروح الشاعر حين تذوّق طعم الشعر الفاعل. ولما كان المثقف ناقدا في الأصل للسلطات ايا كانت ، فهو يبرز في هذا "المونولوك- الدايولوك " بوحه الثوري الذي يكاد يخنقه ما لم يفتح له - بوابة النور - .عبر درفتي قصيدة .. فتحية للشاعر ولروح الثائر جيفارا.
10-12-2021 12:10
أخي الغالي الناقد العالي جمعة عبدالله ،
كيف لي أن اشكرك
انت في الكون ملك
ولك الحب فلك
....
شكرا، والف شكر على كل كلمة تنثرها نجوم في سماء نصوصنا.
ألف شكر
10-12-2021 12:10
أخي العزيز المضيء بستانا عامرا بالكلمة والثمار اليانعة، صباح الجاسم،
انتم الأكبر والانور والابدع، لك من فؤادي حقول مثقلة بفاكهة المحبة والعرفان، لكل كلمة افتخر بها.
الشكر موصول لكم بساتين بساتين
محبتي
لا يوجد اقتباسات