إشارة واحدة تكفي لتبعثرني / إنجيل إليس
وجدت نفسي
في هذه المقبرة الشمالية
على أعتاب ضريح جدي.
كل شيء يتبدل
بتضاريس ذابلة. وقبضة
الجليد، التي قيدت
في الشتاء، النائمين بسلام
فوق الأرض حتى الربيع
قد ضعفت - وجعلت الحجارة
تنحني، ورفعت التوابيت
على مدافن أتربة جديدة.
لم يعد لدي المزيد من الوقت.
حملوني إلى هنا فقط
لأننا قريبون من المخيم.
ووشم عسكري يطرق
بإصرار في الصدغين.
ورغم الاحتباس الحراري
ها هي أسلاك لحاء الشجرة
قرب أحجار القبر -
تنفجر مثل التين في الإنجيل -
وتلقي على الغرانيت الأسود
ثمارا خاسرة وناضجة كالأموات.
ولوح الحجارة (الكنز الثمين)
يترنح للخلف، كأنه مستمتع
بهذه الريح ..
وهبوبها الجاف اللامتناهي.
حملت الزردية
كيفما اتفق في يدي،
وقضمت من السلسلة
الغريبة. وظهرت اللغة
المحرمة دون أن يمسها ضرر.
نقرت بأصبعي على الحروف والنقاط
كأنها رسالة بشفرة مورس.
كان مسموحا لي بشيء واحد
يمكن أن يتسع له جيبي.
هل يمكن أن اسمه هو السلاح
الذي سيرفع الأسلاك الشائكة -
أو ينقش مهنتي،
بينما أمواج البحر تدمدم عليها؟.
مسحتها بكل قوتي،
ولكن لم يخرج منها عفريت الأمنيات.
ملاحظة: عنوان هذه القصيدة مقتبس من بيت شعر ورد في قصيدة “سونيت 6” لمحمود درويش. ترجمها إلى الإنكليزية فادي جودة.
إنجيل إليس Angele Ellis: شاعرة أمريكية من أصول لبنانية. لها أربع مجموعات منشورة. وهذه القصيدة من مجموعتها “عرب على شاشة الرادار” .
ترجمة صالح الرزوق / والشاعرة
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
10-01-2022 01:06
الناقد والمترجم القدير الاستاذ صالح الرزوق ........
هذا الانسياب المتدفق بشفافية في صور القصيدة الباذخة في المعنى والايحاء البليغ , يتصور القارئ بأنها ليست قصيدة مترجمة من لغة اخرى , وانما هي قصيدة في لغتها الام , هذه براعة الترجمة الرائعة , في ترجمة روح القصيدة ومنطلقاتها الفكرية بشكل واضح . هكذا اصبح الوجود والواقع يعتمد أو يرتكز على أشارة واحدة فقط , لتنقله من الصوب الى الصوب الاخر . ربما هذه الاشارة الواحدة تكفي الى اشعال الحرب , وربما تكفي الى عقد السلام , ربما هذه الاشارة الواحدة تفضي الى الفرح وربما الى الحزن . ربما تقود الى الاعدام وربما تقود الى البراءة . بذلك هذه الاشارة الواحدة تكفي لبعثرة المشاعر والاحاسيس الى الارتباك والفوضى ...... وطالما تتحدث القصيدة عن الحروب والشهداء العسكر في تضاريس متنوعة . ولكن واقعنا المزري جعلنا نحسد الشهداء لانهم يرقدون بسلام , بينما ما يعيش فوق الارض تنهشه الماناة والوحشة . تلعب به الرياح والعواصف في كل أتجاه . يتسمم من امطار السموم , التي هي كفيلة ان تقتل عفريت الامنيات في مهده , قبل أن يولد .............
تحياتي لك والى الشاعرة المدهشة في صياغة الشعر والقصيدة , كل الخير والصحة
10-01-2022 01:10
توضيح بليغ.
القصيدة عن جد الساعرة الذي مات في امريكا و تم دفنه في نيويورك على ما أظن و ليس في موطنه.
لا يوجد اقتباسات