حريةٌ تصبو الى أسر

حريةٌ تصبو الى أسر


أنا لستُ مُلكي
أعدمَ الحبُّ انعِتاقي
مُذ أتاني الوحيُ من عَينيكِ يَترى
مُنبئاً
كلُّ الحسانِ سواكِ أصنامٌ
وأولىٰ أنتِ منهم باعتِناقي
رِبقَتي.. شَوقي إليكِ
فلم أعُد طَيراً تُحاورُني الورودُ عن الشَذا
أو عابرَ الشطآنِ أقتنِصُ الهوىٰ
لهواً وخَمرا
ها أنا ضَيّعتُ بَوصَلتي
فتاهتْ في هَياجِ العشقِ سَكرىٰ
كلّ فُلْكي
واشتياقي ...
أحكمَ الأغلالَ سِرّا
لستُ مُلكي

قد رَمَتْ حُرّيَتي مَرساتَها
فكأنني في مَرفأٍ يأبىٰ مُغادَرَتي
ولا أشكو
عَجيبٌ أن أرى نَفسي استباحَتْني
لتَألفَ سِجنَها.. تَستعذِبُ الأسرا
وتُنكِرُ في انقيادٍ ذاتَها
لا تسألي
لمَ في وجودِكِ صارَ للأصفادِ مَعنىً
ليسَ يدري عنهُ إلّا
من روىٰ عَينيهِ منكِ
لستُ مُلكي
أنتِ أولىٰ أن تكوني رَبّةً
وأنا التقيُّ وما ترَكتُ صَلاتَها

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

صالح الرزوق

11-03-2023 03:10

تذكرني القصيدة بعشقيات يحيى السماوي. 

الأسير المتيم بلحظ العينين و القامة الهيفاء و الجيد الذي يكون غالبا بعيد مهوى القرط.

يوجد تعريب للمشاعر و تأصيل للتراكيب والصور و سقوط لمبدأ الذكورة القوي أمام مبدأ المؤنث الفاتن.

وهذه معادلة غير متكافئة كل من طرفيها يستعمل لغته.. بطش وجبروت أمام رقة وفتنة. يمكن ان نقول انه مثل حوار الطرشان. التمنع لا يحله. والتهور يزيد من مشكلته.

لكن هذا هو الشعر العربي منذ بداية الخليقة اما رغبة او حرب ونزال. 

 

زائر

12-03-2023 03:10

شكرا لهذه المداخلة الماتعة. أعجبني تعبيرك تعريب المشاعر، فالعربي له نظرته وأفكاره المتطرفة في الحب وفي كل شيء آخر.
المشاعر عند الناس متشابهة فيما يتعلق بالحب، لذلك قد تتشابه أقوالهم وتعابيرهم عنها، والغزل في الشعر العربي في الأعم مكرور
ومعاد، وحين يكتب شاعر قصيدة حب فلا يكون الغرض سوى التعبير عن حالة بذاتها، وهذا مافعلته في هذا النص.
قد تغلب العاطفة على العقل عند الانسان العربي، الذكر تحديدا، ولكن كليهما أي العاطفة والعقل يشتركان في الوجود، في وجود وفعل الذات مما ينتج عنه ردود فعل
متباينة. وهذا ماتراه في النص من صراع بين الذكورة واللين الذي يتطلبه الحب.
خالص الود

التعليقات

إدراج الإقتباسات...