عصيان يعدو إلى حتفه

عصيان يعدو إلى حتفه


عصيان يعدو إلى حتفه

 

اتركي لنا كذبة بلون الرجاء

يا حياة

كذبة لا تدوس على

خواطرنا

فتجرح الصراط

نمشّط بها جدائل الليل ونغفو

نزرع من جديد في البقاء رغبتنا

في حقلك الممتد

رملا

أو نفرك جلدكِ الموشوم بالنجومِ

لو تطاير من نشوته الخيال

نلوك الأمنيات بكلِّ الحواس

وندسّ ما نشتهي من أحلام

عند أروقة المجد.

 

كذبة تفسّر

لنا الطعنات عند كل باب

تطاردُ هذا العصيان وهو يعدو إلى حتفه

يقولُ شيئا ما أمامكِ ويبكي

دعي كل الكذب المرقّط يمرّ

حتى يصطاد أعذب الصباحات

بما يليق بهذا الخيزران أن يحترق

ليتحوّل إلى شغفٍ طائشٍ

ممهور بحريّة خجلى

 

كذبة لا تندبُ حظّها

كما تفعل دمية بلهاء

لكنها تتحرك الآن

رغم انها محشوة بالقشِّ

تسكتُ طوال العام

وفي اليوم التالي تتزوج

تنجبُ ما يملأ الحيّ من فوضى

 

كذبة نفرّ منها

لتأخذنا العصافير

تعلمنا كيف تهترىءُ منها السماوات

 

كذبة ترشدنا

إلى وجه قصيدة

لا تخطرُ على بال

تكبرُ

كلما رشّت الكلمات على تجاويفها

معاني النسيان.

 

 

نبذه حول الكاتب

شاعر وكاتب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

30-12-2022 12:06

الشاعر المقتدر زياد السامرائي ....... براعة متناهية في التعبير الشعري , في قصيدة ملهمة تعتبر صرخة في وجه الحياة والواقع المزيف , الذي يحمل الكذب من الالف الى الياء . ولكن لا يمكن الاستسلام الى الفناء والموت دون صرخة عصيان مدوية . طالما انتهى المطاف بالكذب والخداع في انهزام العقل . حتى اغتصبوا الاحلام والامنيات على وسادة الكذب المزيف , سرقوا جدائل الليل وبات الليل موحشاً , كما سرقوا رغيف الفقراء ومزقوا احلامهم وامنياتهم في مهرجانات الكذب ودموع التماسيح . اضجرونا بالتهريج عن المجد المزيف , الذي له انياب كالسكاكين الحادة , التي تنهش لحم ضحاياها . بتنا مطوقين ومحاصيرين بين الكذب والنفاق ودموع التماسيح , بتنا نعيش ليل نار بالفوضى والكذب المزيف . الذي لا يجلب سوى الجحيم......... فيا للقصيدة المسكينة المطعونة بسم السكاكين , ماذا تفعل وهي تبكي على ليلاها المغدور والمطعون بسكاكين الكذب المزيف . ماذا تفعل القصيدة وهي تلفها الحيرة في لملمة الكلمات المبعثرة , التي اغتالها سكاكين الكذب .......... كذبة لا تندبُ حظّها كما تفعل دمية بلهاء لكنها تتحرك الآن رغم انها محشوة بالقشِّ تسكتُ طوال العام وفي اليوم التالي تتزوج تنجبُ ما يملأ الحيّ من ........... وبمناسبة العام الجديد اتمنى لكل الصحة والعافية تحياتي ايها العزيز ابا احمد

الأديب والمترجم المبدع  جمعة عبدالله

حياكم الله ..

شكرا من القلب لما جاء في تعليقك الجميل المعبر أخي جمعة 

فللحياة مذاهب والناس فيها شواهد

كل منا يرى النقيض 

والحياة لا تتسع الا بذلك النقيض

تتسع حتى يكون لها شق كبير لا يلتأم !

محبتي الكبيرة أيها الصديق الجليل.

 

قدور رحماني

07-01-2023 01:10

قصيدة مملوءة باليواقيت الشعرية .. معبرة عن ادق المشاعر بكلمات غاية في الصدق والدقة ..

قصيدة تحمل المتلقي  الى فضاءات ممتدة .. هلامية ..

قصيدو تحمل كل صفات الحداثة في صورها وانساقها التعبيرية ..

قصيدة تتجاوز القاموس الشعري  المعهود .. انها تضيف شيئا الى هذا العالم  ولا تكرر السائد المألوف ..

نزرع من جديد في البقاء رغبتنا

في حقلك الممتد

رملا

أو نفرك جلدكِ الموشوم بالنجومِ

لو تطاير من نشوته الخيال

نلوك الأمنيات بكلِّ الحواس

وندسّ ما نشتهي من أحلام

عند أروقة المجد

 

الشاعر النبيل المبدع قدور رحماني

حياكم الله

شكرا من القلب عما جاء في تعليقك الثريّ

الذي يوجز كثيرا من قصيدة،  ربما قالت القليل مما ينبغي

عن حياة،  لعلنا فيها كذبة من أكايبها !

طيب الأوقات أخي الحبيب قدور

جمعة عبدالله

10-01-2023 01:06

العزيز ابا احمد اضيف تعليق جديد القصيدة تواجه اهم معضلة في الحياة والواقع هي مسألة الكذب ودموع التماسيح , بلغة شعرية حسية تثير مشاعر القارئ . مع الاسف الشديد اصبح الكذب من شريعة الحياة والواقع , ودموع التماسيح للنفاق والخداع. حتى مفاهيم تغيرت مفاهيم الكذب نحو الاسوأ . كان هناك كذب اسود وكذب ابيض , وهذا يمني النفس بالامنيات المؤجلة , ولكن هذا انشطب من قاموس الحياة والواقع , وبقي الكذب الاسود فارس الحياة وحصانها الجامح , ويغير جلده حسب المناخ و العرض والطلب . . كذبة تفسّر لنا الطعنات عند كل باب تطاردُ هذا العصيان وهو يعدو إلى حتفه يقولُ شيئا ما أمامكِ ويبكي دعي كل الكذب المرقّط يمرّ حتى يصطاد أعذب الصباحات بما يليق بهذا الخيزران أن يحترق ليتحوّل إلى شغفٍ طائشٍ ممهور بحريّة خجلى تحياتي صديقي العزيز ابا أحمد

التعليقات

إدراج الإقتباسات...