غيومٌ لا تُمطِرْ

غيومٌ لا تُمطِرْ


- 1 -

عندما أقرأ نصاً مرتينْ       

فأقولْ:

ما الذي كان يقولْ؟

كاتبُ النّصِ

و ماذا سيقولْ

قاريءٌ آخرَ  بعدي؟

أجدُ النفسَ تقولْ:

لمن المُبْدِعُ يكتُب ..؟

و لماذا نحن نقرأ؟

............................

صَفَحاتٌ سُطِّرتْ

دونَ جدوى كُتِبَتْ

بغموضٍ عبَّرَتْ

عن سرابٍ 

و ضبابٍ

و اضطرابْ  

فلماذا يكتُبونْ

وَ هُمُ لا يُدرِكونْ

أنّ بحرَ  الكلماتْ

فيهِ أملاحٌ و  ماءٌ  و جواهرْ  

فيهِ أخطارُ  هلاكٍ وغرقْ

فيهِ ما يزرعُ في النّفسِ القلقْ

فيه ما يبعثُ في الموتِ الحياةْ

فيهِ، ما فيهِ، و للمبدع أن يختارَ،

ما تهفو  له الأرواحُ، والآذانُ،

ممّا يَدخلُ القلبَ بلا إذن دخولْ

و يغذّي الروحَ من دون ذبولْ

 

- 2 -

 

جفّتِ اللّيلةُ، جفّ الفجرُ، جفّ الصّبحُ

جفَّتْ غيمةٌ ما أمطرتْ 

جفَّتِ الغابةُ،

جفَّ الحقلُ،

جفّ البحرُ،

جفّ النهرُ

لكِنْ

لَمْ يجفّْ الحبُّ في قلبي،

وما جفّتْ دُموعي

فبكيتُ

وبكيتُ

وبكيتُ

ملبورن 19/11/2021

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

مصطفى معروفي

20-01-2022 01:06

أخي الأستاذ و الشاعر المحترم خالد الحلي،
عنوان القصيدة هو غيوم لا تمطر ،
لكنني هنا أراها غيوما أمطرت و أمرعت الحقول.
لا زلت شاعرا معطاء 

و دامت لك غبطة قرض الشعر.

زائر

21-01-2022 01:02

الشاعر المرهف الأستاذ مصطفى معروفي

شكراً جزيلاً لجمال روحك، و رهافة حسك، و إطرائك الشفاف. لقد تجاوزت قصيدتي برموزها و إيحاءاتها الجانب الذاتي، إلى حدودٍ وطنية وإنسانية، في محاولة لتلافي الوقوع في فخ الكتابة المباشرة. دمت شاعراً جميلاً و متألقاً

جمعة عبدالله

20-01-2022 01:07

الشاعر القدير الاستاذ خالد الحلي ..................

هذا الشغاف الشعري البارع . توجه الى المسألة الهامة والملحة بهذا التركيز الشعري الحميم في صوره الدالة في المعنى والايحاء البليغ . اهم معضلة تقف امام الاديب والشاعر والمفكر الملتزم والواعي . هو لمن نكتب ؟ ولمن نوجه الرسالة ؟ وماهي غاياتها  ومضامينها الدالة ؟ وهل تصل الى القارئ ؟ أم  ان الرسالة تضيع في البريد ولا تصل الى القارئ , بحكم العقلية والثقافة السائدة . هذا جوهر معاناة الاديب والمثقف  الملتزم بصدق وشرف الكلمة . ان سادة الحكم والسلطة يدركون تمام الادراك خطر الكلمة على عروشهم وكراسيهم , قادرة الكلمة ان تزعزع اركان حكمهم المتسلط بالظلم والحرمان . لذلك يسعون بكل جهد ومثابرة في تشيع ثقافة الجهل والغباء  والشعوذة والخرافات التي بال عليها زمن .  , حتى يبقون آمنون بصولجانهم وبقائهم في اركان الحكم . لذلك ان اكسير حياتهم هي ثقافة الجهل والغباء  وترويجها بكل الطرق الممكنة , وهذه اكبر معضلة للمثقف الملتزم والواعي , لانه لا يمكن كسر هذه الاسوار السميكة ليوصل رسالته الى القارئ . وان غيوم المثقف الملتزم والواعي لا تمطر  ولا تجلب المطر . .. لان  جفاف الحياة هو شفاعة لبقاء هؤلاء في الحكم والمقام العالي وهذا ما يحزن الايب والشاعر والمفكر  الى حد البكاء بأن رسالته لم تصل الى القارئ , والغيوم لا تمطر ابداً  . وكل مايدور في حياة هو الجفاف , والاهم هو جفاف العقل وثقافته الرديئة .......

تحياتي

زائر

21-01-2022 01:02

الناقد الحصيف الأستاذ جمعة عبد الله

يحزنني أنني لم أجد كلمات الشكر الكافية والوافية التي تمكنني من التعبير عن عميق امتناني وارتياحي لما كتبت، واتفاقي التام معك حول ما طرحت عن معاناة الأديب والشاعر والمفكر الملتزم و الواعي إزاء واقع مرٍّ ومريرٍ تسعى إلى فرضه سلطات جائرة، وسياسيون يغرقون في التهالك من أجل تحقيق المزيد والمزيد من المنافع الذاتية، والوقوف بالضد من التطلعات الحقيقية لوطنهم وشعبهم.

إن كلماتك النابضة والشافية والمفعمة، لم تترك لي مجالاً لأزيد، فمعذرة و "العذرُ عند كرامِ الناسِ مقبولُ"

التعليقات

إدراج الإقتباسات...