أنا الأقصى الأخير

أنا الأقصى الأخير


لم أكن امرأة سيئة

كنت أعبئ المرايا في شقوق الغياب

وأرسم لفضاءات الوحشة نافذة للهجرات

كان الفجر يزخ

هزائم للثكنات

وجوه جنود قتلى

ثكالى غائرات في سواد الحنين

كنت أخبئ أطفال الورد في رحم السنابل

وفي ذاكرة الأرض وجوه غادرتها اسماءها…

لم أكن سوى انحناءة مباغتة

لقد أثقلتني خطيئة تفاحة في الأعالِ

حتى صرت ضحكة مؤجلة في موعد مستحيل

أنا الأقصى الأخير لمملكة طيني ومياهي ومرايا القتلى

وصمت الكمنجة

والرنين

 

وها أنا ذا

أخصف وجعي …أغنية

كلما داهمتني الشقوق.

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

27-12-2021 12:05

الشاعرة القديرة الست رند الربيعي ...

الشغاف الشعري بالصور البليغة بالتعبير والمعنى ,  تكشف مرارة الواقع المطعون بالجراح , وهي تكشف مر الحقيقة الدامغة وعلقمها . بأن المرأة تتحمل وزر وخطايا وذنوب الواقع , منذ حملتها جريرة خطيئة آدم . فالمرأة ليس سيئة . ولكن تثقلها هذه الخطيئة بالاوجاع والاحزان . تثقلها لانها تكون في الصف الثاني من مرآة المجتمع والواقع , كأنها تدفع ضريبة هذه الخطيئة . ومن مهازل الزمن والقدر  ,  ان تصبح ضحكة مؤجلة في موعد مستحيل بقرار من الصف الاول  في المشهد الحياتي والواقعي والاجتماعي . رغم ان المرأة بذرة خير وعطاء وولادة , تفتح آفاق الحياة مثل الكتاب المفتوح . لكنها ترسم ابعاد المعضلة الآنيةفي شقوق الغياب , في وحشة الفضاءات العريضة , تأمل ان تكون  ثمار فاكهة للخير والعطاء . لكن الفجر يأتي محملاً  بالاخبار المشؤومة ,  محملاً  بالهزائم والنواح والنوائب , اخبار محملة بالموت والقتلى . فتلوذ بثوب الحزن والحنين, تلوذ بالصمت قهراً , بصمت  ( الكمنجة ) تعزف في رنين حزين في شقوق الزمن والروح ....

تحياتي ودمتم بخير وعافية في العام الجديد

التعليقات

إدراج الإقتباسات...