قال: المدى عنوانُها
ولقد أصابْ
هي للحمائمِ جدولٌ رفَّتْ عليَّ ضفافُهُ
فسكنتُ فيه كمَن تعلّقَ في كتابْ
وصغرتُ حين صحبتُها
وكأنني كنتُ الرضيعَ بحضنها
وبصدريَ القاني حجابْ
وأصابعي معقودةٌ
وبحجم أعواد ِالثقابْ !
أتلمَّسُ النور الحَفيَّ
على ملاحة وجهها بحرارةٍ
وكأنَّ جسمي شهرُ آبْ
وقطارُ ( لاهاي ) اعتلى سِكك الغيومِ
وخلتُهُ سينُطُّ من قمم الجبالْ
يبتزُّ في أكوابهِ بحرَ الشمالْ
لا حزنَ لا ذكرى تئنُّ ولا شتاتْ
إلاّ الذي قد هزّ عاطفة الدواةْ
وهو انتشاءٌ كالذي وضعتْهُ دونَك في المساء
مُكبَّلاً أيدي السُّقاةْ
واليومَ تلتفُّ البلادُ كصرخةٍ نجلاءَ
لا في الأفق مشدوهِ الندى والغيثِ
بل في الفكرِ
أو في العكْر،
في دبق الحياةْ
ليشذَّ في بَرٍّ ملاكٌ،
كان رَوَّجَ في الأعالي مادحاً طعم الفناءِ
وقد هوى
ليفاجيءَ الأفواهَ
إذْ سوّى الرمالَ
وشقَّ من عطشي قناةْ
ــــــــــــ
لاهاي / برلين
آذار 2022
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
14-03-2022 03:10
الشاعر القدير الاستاذ سامي العامري .......
روحك نعناعية شفافة لذلك الشغاف الشعري المنطلق من اعماق الذات والشعور , يملك لون ورائحة وطعم . والشعر بدون هذا الثالوث ( لون ورائحة وطعم ) يصبح كلام تصفيط لا اكثر ولا اقل . وروحك الشفافة كشفافية الحمام تنشد السكينة والامان , وتتلمس النور الخفي بأعواد الثقاب . ولكن الروح تغوص في المرارة والسخونة اكثر من شهر آب . عندما الوطن والناس يتعرضون لطعنات قاتلة ونجلاء , عندما ينسد الافق , ويكون الكل ضحية صائغة لرياح العبث والغث . ولا هناك انفراجة في غيث المطر , كل ما يدور حول الناس والوطن جاف في المعاناة القاسية . والروح تشكو الظمأ الحياتي الجافة .........
تحياتي
لا يوجد اقتباسات