الأخذ عن القلب مشافهةً

الأخذ عن القلب مشافهةً


هو العمر الذي يمضي

يسيرُ بركبه الميمونِ دون خطىً  

ولا تدري أفي طولٍ تراه يسير أم عَرْضِ

أنحو فنادق الأمواتِ

أم نحو التبخُّر مثلما قد كنتَ تصنعُ بالدواةِ  

وعندها عبثي سيصبح قاضياً يقضي

ولي روحي معارضُ للأحافير استضافتني       

فبعضي يقتني بعضي

ولستُ بآسفٍ ممّا أراه

فلم أر الأيام في ماضيِّ أياماً

ولا أرضي التي منها خرجتُ حسبتُها أرضي

هو المجهول لا أحدٌ سواه يقود مركبتي التي انزلقتْ

هو المعلوم حتى في مصافحتي له          

ظلماً يدي احترقتْ

ولمَّا أحزنُ، الأشياءُ تهجرُها معانيها

فأقرأها على حَذَرِ

وأسودَ مثلَ جيشِ النمل يغدو ساقطُ الوَفَرِ

وأوردتي تضج بذكريات الخمرِ

من شَيبي إلى صِغَري

ولكني، وأصرخُ، لستُ بالمحزونْ

ولا شبقي لموتي قد يهادنُ أو يساومُ أو يخونْ

وأين قبولي المشروطُ من رفضي ؟

وأعلمُ في النهار بأي بستانٍ غفت ثمراتيَ الوجناءْ   

وأيُّ الموجُ يعصمُني من الإعياءْ

ومن تعبٍ هصورْ

يقول غداً سترحلُ ، 

قلتُ حسبي من غيابي ما أعاني في الحضورْ

ـــــــــــــ

مقطوعة أو جزئية من قصيدة قادمة أردتَها تصفية حساب مع الحياة والموت وفهمي لهما وقد تصبح هذه القصيدة من المطوَّلات

برلين

آذار ــــــ 2022

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

02-03-2022 03:11

الشاعر القدير الاستاذ سامي العامري .......... قصيدة تترجم اعماق الذات , في القلق والهاجس الحياتي المتعب والمرهق والثقيل , في قطار العمر الذي يسرع في المجهول , لا نعرف ماهي محطته الاخيرة أو نهاية المطاف . كأنه يسرع الى التيه محملاً بأطنان من الاحزان والشجون . والعقل تتزاحم عليه الذكريات الماضي , كأنها جيش من النمل , لا تحمل سوى المعاناة والالم , فأذا كان قاضي الحياة يريد تصفية الحسابات . فليس آسف بما يصدر و ( المبلل ما يخاف من المطر , فقد نصب نفسه الخصم والحكم . فماذا اقول بهذا العسف الحياتي سوى ( سلمتك بيد الله يا محملني أذية يا ريت ما شفتك وش جابك عليّه يا ظالم لا ترحم ما يبكيني عذابك ما أشكي وأتألم لا يغرك شبابك دنيا وبيها أعيش غصباً عني وعنك .......... تحياتي الاخوية ما أرضى بلا حب ولا أترجاه منك
زائر

02-03-2022 03:12

أطيب سلامي زامتناني على قراءتك الراقية والصادقة أستاذ جمعة عبد الله

وقي الواقع تتكون هذه القصيدة من ثلاثة أجزاء وهذا الجزء الأول منها وقد سرني تفاعلت الجميل والنبيل معها

وابق في صحة وعطاء وتفاؤل

عادل الحنظل

03-03-2022 03:06

قصيدة جميلة بحق فيهاالكثير من محاسبة الذات والقسوة عليها والعتاب والحكمة التي تسبغها السنين الكثيرة في العمر. تنساب الموسيقى انسيابامتصلا بالمعنى مما يعني حسن اختيار الوزن لهذا الغرض. 

أجمل المنى أيها المحلق عاليا، سامي العامري. 

زائر

04-03-2022 03:08

صباح السرور للشاعر الرفيع عادل الحنضل

عندما يتقدم الإنسان في العمر تقدماً نسبياً تأخذ كتاباته منحىً أكثر جدية وربما وقاراً !

وأنا هنا لستُ حزيناً أو مكتئباً في قصيدتي وإنما أرى نوعاً من الغبن لهذا فلغة العتاب هي التي تسيدت !

أطيب مناي 

التعليقات

إدراج الإقتباسات...