الساعة الكبيرة / للشاعر: لي- يانغ لي

الساعة الكبيرة / للشاعر: لي- يانغ لي


حين توقفت الساعة في محطة القطار،

واصلت الأوراق التساقط،

وواصلت القطارات السير،

وواصل شعر امي النمو طولا وسوادا،

وواصل جسم ابي الامتلاء بمرور الوقت.

 

لا يمكنني ان ارى العام على تقويم المحطة.

نمنا تحت عقارب الساعة المتوقفتين

حتى الصباح، حين دخل رجل حاملا سلما.

تسلق نحو وجه الساعة وفتحه بمفتاح.

لا احد غيره عرف ما رأى.

 

تحته، واصلت الوجوه الفانية المرور

باتجاه جميع ابر البويصلة.

واصل الناس عبور الحدود،

يبتاعون التذاكر في منطقة زمنية ويحطون الرحال في أخرى.

عابرين العتبات: ينامون ثم يستيقظون ثم يعودون،

من غرفة انتظار الى قطار متحرك ثم يعودون،

من منطقة حرب الى منطقة آمنة ثم يعودون.

 

 

يعبرون بين ربح وخسارة:

يتعلمون كلمات جديدة من أجل العالم والأشياء التي يحتويها.

ناسين الكلمات القديمة من اجل القلب والأشياء التي يحتويها.

ويجمعون الكلمات في لغة مختلفة

من اجل تلك الألوان الأساسية الثلاثة:

المكوث والمغادرة والعودة.

 

ولم يفهم احد سوى الرجل في اعلى السلم

ما كان يراه خلف الوجه

الذي لم يكن مبتسما ولا معبسا.

 

وواصل جسم ابي الامتلاء بالموت

حتى بلغ اعلى علامة عينيه 

المحفورة والمنسكبة في عينيّ.

وشعر امي يواصل النمو

دون ان يصل الأرض ابدا.

 

 

 

نبذة عن الشاعر

شاعر أميركي من أصل صيني ولد عام 1957 في جاكارتا بأندونيسيا لأبوين لاجئين سياسيين هاجرا بعدها الى الولايات المتحدة. نشر لي اول مجموعة شعرية تحت عنوان ))وردة(( في عام 1986 لتفوز بجائزة دلمور شوارتز للشعر، تبعها في عام 1990 بمجموعة ثانية بعنوان ))المدينة التي عشقتك فيها(( نالت هي الأخرى استحسانا نقديا فضلا عن الجوائز. له ثلاث مجموعات أخرى هي ((كتاب ليالييّ)) 2001؛ ((خلف عينيّ)) 2008؛ و((التعرية)) 2018.

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

09-12-2021 12:10

الاديب والمترجم الفذ الاستاذ عادل صالح الزبيدي

اختيار راىع وانت صائد الفرائد الشعرية العالمية كأنها بنات اليوم والواقع الحالي , هذه ملهمة في ذاقة الاختيار  , نعم حينما توقفت محطة قطار الزمن , تساقطت اواق الاشجار وتساقطت اوراق الحياة الخضراء , وامتلاء الزمن بالفراغ , وتوقفت ساعة الزمن الى الوراء در , واصبح الاس يبتاعون تذكر الزمن الاسد للعبورالحدود ليتخلصوا من زمن الحرب والموت , وامتلاءت الحياة بالموت , واصبحت محفورة بالحفر . يا روعة كأنك ترسم الواقع العراقي من كل جوانبه ,بهذا التصوير الملهم .

 كالعادة انت ملهم في اختيار تفوق الاعجاب والدهشة

ودمت بخير وعافية

الأديب والمترجم والناقد القدير الأستاذ جمعة عبد الله

تحية الود والاعتزاز

شكرا من القلب على كل حرف في تعليقك الممتلئ دفئا وودا واستحسانا، ويسرني رضاك عن الترجمة والاختيار.

دمت مبدعا ثرا صديقي العزيز..

أخي العزيز الأديب والمترجم الفذ عادل صالح الزبيدي

أولاً يسرني ويسعدني تواجدك على صفحات آفاق معرفية، مع كوكبة من إخوتك الأدباء من شتى بقاع عالمنا العربي..
 

وكما عودتنا باختياراتك الدقيقة المليئة بالحس الوجداني، والتي تعبر في نفس الوقت عن ذوقك الشعري الرهيف.. فالأختيار هو نصف المادة والنصف الآخر كيفية التعامل مع النص..
نص ثري من السهل الممتنع حقاً ..فكم من مرة مررنا بمحطات القطار، وكم من مرة رأينا الساعة وقد توقفت عن الدوران لسبب ما، وكم منا استطاع أن يعبر بمثل هذه الكلمات البسيطة والمفهومة للجميع.. صور حياتية نراها ونمر بها نحن انفسنا كل يوم، ولكن يبقى الشاعر صاحب المبادرة الأولى التي تعطى المعنى الحقيقي لتلك اليوميات..

 

دمت أخي الحبيب عادل بخير وعافية وعطاء مستمر.

 

اخي الأديب والمترجم وراعي موقع آفاق معرفية بحلته الجميلة الأستاذ عامر كامل السامرائي

تحية الود والتقدير والاعتزاز

جزيل شكري وامتناني للطيف عباراتك واستحسانك الترجمة، ويشرفني ان اكون من المساهمين بهذا الصرح الفكري والمعرفي الكبير، متمنيا لك ولجميع المساهمين والقراء كل التوفيق ومزيدا من الانجاز والابداع.

دمت بكل خير وصحة وابداع اخي الحبيب عامر..

التعليقات

إدراج الإقتباسات...