النهايات

النهايات


لكلٍّ منا جدارٌ

يكفيهِ أنْ يضعَ أوجاعه عليه

ما يشاء من موانىء

و أطياف مفتوحة العينين

وجذع أنهكه السبخ بكامل العطش

الرنين الذي يكتظّ بالوهم

يتسلّقه هذا المصير

**

لحظة همّتْ يداه المستضيئة

أن تحتضنَ النجم

شاءت أنْ تقرأ التفاصيل

تصغي لساحلِ الجُرح

كشريكٍ رقص

ومضى يغتسلُ بالليلِ والرجاء

**

الموسيقى الآن خصبة

و النهايات تمور

لا تدري أيّ منها ستأخذك

تضعُ في سروالها عمرك

تطيرُ

فترتعش التضاريس التي أنتَ منها

وتنام الينابيع نصف قرن

معا

بلا حزن

أو ملح تبيضّ منه العيون

**

النهايات مفتوحة

تدور ...

وجهها يغنّي

ييتّم سماءنا غناؤها و الإبتسامات الهزيلة

النهايات تقاسمنا المكان 

تملأ كل  دقيقة بالحمّى

تمضي نحوي..

القلب تتركه في الضباب

فيما أتذوق أنا الحصى

**

هي

لحظة متعرّجة

تنكفأ فيها  الذكريات

يقشعرُّ فيه بدن الماضي

ليصير أزمنة للآخرين

 

النهايات ...

جنيّة تُحرّك البيادق

فلا الملك يموت

ولا الربُّ ينتحر أو الجنود

النهايات جدار

يريدُ أن ينقضَّ

فلا يجدَ منْ يستخرجُ  الكنز !

كنهرٍ عظيمٍ هي النهايات

بلّله التعب و أضناه الخيال

نسيَ أن يحملَ الليل

عند جرفه اليابس  لينام

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

النهايات مفتوحة

تدور ...

وجهها يغنّي

يجرحُ سماءنا غناؤها و الإبتسامات الهزيلة

النهايات تقاسمنا المكان 

تملأ كل  دقيقة بالحمّى

تمضي نحوي..

القلب تتركه في الضباب

فيما أتذوق أنا الحصى

..........

نعم، سيدي الشاعر المتبصّرُ المستبصِّر، نهاياتنا تمور، وتدور، مثل بندول الساعة، ونحن نمور وندور معها. هنا ألقينا رحال رؤوسنا كي نستريح في نهاياتنا،  لكن هيهات للرأس أنْ تستقرَّ من غير الينابيع التي أمستْ أبعدّ فأبعد. زرعنا الشوك، لكن ليس بأيدينا.

قصيدة تمور بنا وتدور، مصاغة بأسلوب بلاغي غير مباشر، ولا خطابيّ، مثلما عهدنا في قصائدكم. أنها تذهب الى ماوراء اللغة لتصوغَ المعنى بتكنيك يدور ليلقينا في أتون القصيدة.

مبدع

مع محبتي

الشاعر الكبير الأستاذ عبدالستار نور علي

حياكم الله

يسعدني أن يكون نصّي هذا قد توافق مع شاعريتك المرهفة

و إحساسك المطعّم بعبير الناي.

هي شهادة كبيرة عليّ ..

أضعها تحت ضوء الشمس الدافىء و أمضي.

دمت متألقا نبيلا أخي الحبيب  

جمال مصطفى

09-12-2021 12:10

وتنام الينابيع نصف قرن

معا

بلا حزن

أو ملح تبيضّ منه العيون

 

زياد  كامل السامرائي  الشاعر المبدع

ودّاً              ودّا

 

الشعر  في  هذا النص   محدود  الكم  ولا محدود  النوع  

وذلك لأن القارىء  إذا قرأ النص ثانيةً سيجد انه  يسبح في

ماء  جديد  مع ان النهر  نفس النهر

كل  قراءة  لهذا النص  تقوّض  جداراً وتكتشف ما تحته

كأن  هذا النص   يغري  قارءه   بــ   احفر  أعمق  تجد  أكثر

دمت في صحة  وإبداع  أخي  زياد

الشاعر المتفرد باجنحة الصقور جمال مصطفى

حياكم الله

تغريني قراءتك ولو كانت من بذرة قصيدة

تستخرج منها بكل يسر معنى و "نهاية"

تستدرج النهاية لتصير هيكلا عظيما للنص.

الشاعر جمال مصطفى يقود النص اليه ليلظمه في خرز

لا تنفرط .

شكرا من القلب أخي جمال الحبيب  

جمعة عبدالله

10-12-2021 12:09

الشاعر القدير  الاستاذ زياد السامرائي

تدفقات من اعماق الوجدان , تضع نصب عينيها  حصيلة رحلة العمر  في محطاته المختلفة . ولكل محطة لها جدار , يضع اوجاعه وهمومه ومعاناته داخله  . ولكن تبقى النهايات مفتوحة على كل الاحتمالات , لا تعرف الى اي ضفاف وميناء تسكن فيه الذات , وكل ميناء  تشعر فيه  بالعطش والظمأ ,  وكل محطة لها تضاريسها واحزانها , ولا يمكن ان تنام بدون احزان كأنها  اصبحت ملح الحياة . أو في الحياة المتعرجعة في دوامتها في الصخب والفوضى . لا تعرف اين تأخذك , كأننا بيادق شطرنج يتحكم بها الزمن  والقدر  والحظ  في التحركاته والتناقلاته  , وفي النهاية تكون حياتنا  مسيرة من قوى خفية وليس مخيرة من ذاتنا وارادتنا ورغبتنا  . لان الانسان في هذه الحياة هو بيدق شطرنج مثل لعبة ( حيه ودرج ) لا تعرف متى تصعد بك اعلى السلم  , ولا تعرف متى تنزل بك الى اسفل السلم .

 اتمنى ايها الاخ العزيز ابا  أحمد الصحة والعافية وراحة البال . وان يبعد الله عنك الاحزان والمتاعب

 

زائر

10-12-2021 12:06

الأديب المبدع جمعة عبدالله

حياكم الله

شكرا من القلب أخي الحبيب جمعة لما ورد من معنى

في تعليقك الذي ينحت من النص موضوعا آخر

وقصة أخرى مما تجذب الإنتباه لتناولها.

أراك في كل تعليق تبحر فيه و تغوص في أعماقه

حرا طليقا تتلمس خرائطه .

محبتي العالية أبا سلام الورد

وشكرا ثانية لودادك و طيب خواطرك.

قصيدة جميلة اعجبتني كثيراً

بما تحمله من دلالات ومضامين شعرية متميزة

فهي تصور وتتابع الاشياء في حركيتها الأزلية وعبر تغيرها الحتمي وصولاً

الى النهايات .

ويكاد هذا ان يكون مصيراً ثابتاً مهما تنوعت الأشياء.. وهو الموضوع الذي ما فتيء يؤرق من يفكر به ،

ويثير القلق عندما تكون المصائر ( النهايات ) عبارة عن :

لحظة متعرجة

تنكفأ فيها الذكريات

يقشعر فيه بدن الماضي

ليصير أزمنة للآخرين

وهذا لعمري تصويراً واقعياً يعبر عن المدى أو قل المديات

التي يمكن ان يكونها الانسان بعد حين !

وهنا لا أتحدث عن حالة تشاؤمية عنوانها الاحباط .. انما اتحدث عن حالة واقعية يثيرها

الشاعر، ويضع عليها ابهامه من حيث ان الواقع لطالما كان يسير بهذا الاتجاه

من الماضي الى الحاضر وصولاً الى النهايات .

صورة تليها اخرى حتى لكأننا أمام ( جدار افلاطون ) !

ولكن هذه المرة نحن من يحاول مشاهدة هذه السيرورة للزمن الذي

جف مائه ويبس جرفه الروحي ، فغزاه الملح وأتت عليه السبخة .

صديقي الشاعر زياد يجول ويترقب ويؤشر على مساحة وجوده الحقيقي

ضمن الكوني الواسع عبر تلمس ذلك العالم الداخلي الذي يمور في الوقت

الذي يحيط به الكوني الطاغي المتحكم بمصائرنا بدراية أو بغيرها .

دمت متألقاً صديقي الطيب

زياد كامل السامرائي

 

 

 

القاص المبدع الجميل قيس لطيف

حياكم الله

 

النهايات قد تتباطىء يا قيس لكنها ستأتي حتما

بما تحمل من لغز أعمى.

أعجبني أنا أيضا تعليقك الثريّ بما يقودني الى الغرق فيه

هذا التعليق يكاد ينتشل النص من مركبٍ طائش الى

سفينة جليلة. وجدت نفسي فيه خافتا لما فيه من ضياء و بريق.

إذا : ليس هناك من هروب يا صديقي... حين تتراكم عليك

الأيام لتصبح زمنا قاهرا يخنقك كثعبان.

شكرا لقرائتك التي أوصلت النص الى معناه.

 

دمت متألقا مبدعا أخا حبيبا و نبيلا.

عادل الحنظل

10-12-2021 12:10

النهايات تمور

لا تدري أيّ منها ستأخذك

تضعُ في سروالها عمرك

تطيرُ

فترتعش التضاريس التي أنتَ منها

وتنام الينابيع نصف قرن

معا

بلا حزن

أو ملح تبيضّ منه العيون

 

هل ياترى النهايات أقدار نسير نحوها أم هي فتحات في جدار الزمن تقودنا أقدامنا الى واحدة منها دونما تقصد أو دراية.
هذا النص ينفتح على مثل هذه الافاق ويستعرضها بعين الشاعر الذي خبر تجارب الحياة وعرف المصائر.

الشاعر المتألق دائما زياد السامرائي، أحسنت وأجدت التعبير والصياغة التي تتفنن في ابداعها.

دمت مبدعا أخي الحبيب زياد

زائر

10-12-2021 12:06

الشاعر الخصيبيّ المبدع عادل الحنظل

حياكم الله

لا بد ان يكون للنهايات منتهى !

كيف ستقضي "النهاية" حياتها بعد ان يكون :

لا شيء هناك !

لا فرق لو تقدمنا نحوها ببطء أو هي مقبلة علينا بخطى

حثيثة ...

بالتأكيد سيكون هناك إشباع ما لغريزة النهاية على نحو

يقتنع فيه الوجود.

شكرا أخي الحبيب أبا يوسف لما جاء في تعليقك الرائع.

أمنياتي الطيبة و ورد

التعليقات

إدراج الإقتباسات...