براءة الله

براءة الله


نهض الإله 

غاضباً

اصفرت وجوه الملائكة 

الواقفة

 بين يديه

زفر زفرة كادت 

أن تعصف بالوجود

اِهتز العرش

ذبلت أزهار رياض

 الجنة

توارت الحواري خلف

 سيقان

أشجار  نفضت

ثمارها المتدلية

راع

الإله  باسمه طفل يذبح 

في 

حضن أمه

رأس أبيه

يلقى في 

حضنه !!

تستباح العذراوات

على قارعة 

الطريق

يئنُّ ملايين الجياع فوق

أكوام القمامة

أوشك

أن يفور التنور

تباً

هل هؤلاء مخلوقاتي؟!!

ابتسم الشيطان متكئاً

على جذع شجرة 

اللَّذة 

توجه الإله مخاطباً 

ملائكته:

من منكم أبلغ هؤلاء ليكونوا

وكلائي في الأرض

سجد الجمع

نقسم بالراقصات  لا أحد منا 

إنما هم علينا

يفترون

وعزتي وجلالي وأرتفاعي في مكاني

أنا  لست

خالقهم.

فهل لي في الخلق دون 

علمي 

شريك؟؟

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

حميد الحريزي

05-12-2021 12:06

تحياتي وتقديري لموقعكم الرصين تحياتي للاستاذ امير السامرائي مدير الموقع للنشر مع الود

جمعة عبدالله

05-12-2021 12:08

الاديب القدير الاستاذ حميد الحريزي

اسلوبك الادبي الوطني والثوري يسطع في براعته  ويتصدى بشكل صريح بالمكاشفة في اهم العصب الحساسة التي تلعب بالواقع وتتأخذه شرقاً تارة , وتارة آخرى غرباً , في غوص في واقعنا المخزي والكئيب . حين داهمتنا  الالهة المزيفة , واحتلت الارض ولم تستطع ان تحتل السماء لتطرد رب العرش من مكانه , وجود هذه الالهة الوثنية جلبت من رحمها كل شرور العالم , جلبت المعاناة والعذاب للبشر . ودفعتهم الى حافات الجحيم . الويل كل الويل حين تغضب هذه الالهة تهتز الارض وترتعش وتصفر الملائكة خوفاً ورعباً , وتذبل الازهار وتتساقط الاشجار , وتجف الانهار والحقول , تتوارى الحواري هلعاً , ويصيب الناس الخوف والفزع , لان غضب هذه الالهة الشمطاء تهديد لحياة البشر . فتحر وتذبح رقاب الناس ولم يسلم من الذبح حتى الاطفال . كأن الحياة واقفة في كف هذه الالهة الرعناء. لم تسمع صراخ الحياع , لم ترَ الجياع فوق اكوام القمامة . انها جالسة على عرشها العاجي المرصع  من الذهب والدولار , تبتسم للشيطان وتسجد له , وتسبح بحمده العظيم , لانه جلب فردوس النعيم لها , وجعل مصير البشر في راحة يديها تلعب به بما تشهي وتريد وترغب , وهي تقول باعلى صوتها  : أنا ربكم الاعلى فاسجدوا وصلوا  ومجدوا بالتعظيم  لي , فأن الحياة والموت بيدي . مصيركم بيدي فالويل لكم من غضبي .

ودمت بخير وصحة أخي الحبيب أبا أمجد

حميد الحريزي

26-07-2024 07:07

تحياتي وشكري لمداخلتكم الرائعة دمتم مسرقا

التعليقات

إدراج الإقتباسات...