زنابق لوركا الأخيرة

زنابق لوركا الأخيرة


1.الضوء سلفا

فيثنار*

إبقي كيفما أوحى لكِ الهديل

قبل انبلاج الحرف

قبل اتساع النحيب

ذراعان يتوسدان نشيج البراري

ما اتسعتْ ساعة الصفر

الاّ وملء الرفيف آخر يومي النحيل

مدينة مات فيها الفجر

نهاية الليل.

 

2.فناء

آهٍ...

 أيها الوجع المستيقظ في رأس الرمح

يالحظة أشارتْ لفراغ الكلمات

بإصبعها الضرير

ضمّتْ ذلك الجسد الهارب الى الله

الطائر مع قصائد الأرض

في حنجرة العالم.... وتبتهج

لأني سأرمي الليل

بجيادٍ بيضاء

تحمل دمكَ القاني

تزرعه فوق ألف رابية

أجنحة مملوءة بالشموس.

 

3.جحود

لا جدوى من هدأةِ أوتار الغجر

وفجرغرناطة المنكسر

بعد غياب السوسن

لا هُدنة للقاتل واليتامى

في ذاكرة الخوف

ودفء الخاتمة

منْ يُلقي بباب القمرِ المطوّق بالآثام

أمواج هذا البحر الشاتمة !

 

 

4.وتر دي فالي**

كنتُ أحتمل البوح بأسراري

طالما هنالك غصن وغيتارات

مثلما يؤصدُ الندى ثغر الأزهارِ

هل استغاث البيدر مِن سياط الريح !

كيف سال نبض حزنك

مِنْ ضراوة الجرح الفصيح !

***

مِنْ حنجّرة الوتر

الى جحودِ الأصابع

تَنبت سنوات من العتمةِ

ومطرا يعبر الهدير إليك

هذا سرّ اللقاء

لا احتمال الرصاصة

وارتباك الفجيعة في حضن القصيدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فيثنار: منطقة قرب غرناطة تم أعدام لوركا فيها.

** دي فالي: صديق لوركا الحميم، وهو كاتب وموسيقي، اشترك معه في تنظيم مهرجان (الكونتي خوندو) الأغنية العميقة لجنوب اسبانيا.

 

نبذه حول الكاتب

شاعر وكاتب من العراق

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

صالح الرزوق

09-05-2022 05:12

من اغرب المصادفات ان لوركا رمز من رموز الحرية و المقاومة .

لكنه عند اليمينيين اشارة تدل على الخلاعة و الانحراف.

المسكلة اننا لا نفهم الفرق بين النص و الرغبة و بين الشخص - الكاتب وواقعه.

المهم ان القصيدتين غناليتان و تعبران بدفء و مشاعى انسانية عن قضية يمثلها شعر و مسرح لوركا. و ليس نقاط ضعفه البشري.

 

تحية طيبة لأستاذنا الكبير المبدع صالح الرزوق

نعم... كثيرا ما نقع في خلط كبير، بين ما ينتجه المرء من آداب وثقافة 

وما صاحب ذلك الإنتاج من تغيير واضح في مسيرة الأدب في عموم العالم، وبين شخصية الأديب أو الفنان وحياته الخاصة والتي غالبا ما ترتبط بطفولته ومقدار ذلك الارتباط باسرته..و الامثلة ، على هذا النوع من الشخصيات ، لا تعد ولا تحصى، عربيا وعالميا.

فيديريكو غارثيا لوركا  واحدا من بين الذين ارتبط اسمه بين الفئتين تناصره الأولى وتبغضه الأخرى لأسباب شتى يقال عن بعضها انها عشائرية.. والتي ادت في نهاية المطاف الى مقتله.

كان من أعلام الشعر والمسرح .. رساما وموسيقيا  وعازف بيانو..

قال صديقه الحميم  الشاعر بيدرو ساليناس  مرة عنه :

لقد كان العيد والبهجة يشع علينا وليس لنا الا ان نتبعه .

شكرا من القلب أخي الحبيب صالح الرزوق لتعليقك و وجودك معنا

وشكرا أخرى لتشجيعك الجميل.

صديقي الشاعر المبدع والأديب الرائع

زياد السامرائي المحترم

أشعر بالامتنان والشكر على هذه القصيدة الجميلة

فهي باقة شعرية متنوعةولكن بعنوان جامع

ومضمون يصب في مجرى واحد ..ألا وهو الانسان والحياة والهمّ البشري

في رحلته القصيرة والمحفوفة بشتى صنوف العذاب والأسى واللاعدالة .

كان لوركا واحداً من أولئك الذين دفعوا حياتهم ثمناً من أجل الكلمة

شعراً ومسرحاً وبقية صنوف الأدب ..لقد كان قرباناً لكل من أتى من بعده

من الرافضين للدكتاتورية والملكية الفاشية ومصادري الحريات ..،

اذاً كان لوركا مثقفاً، وهذا ما دعى غراب الفاشية " غوبلز " الى أن يتحسس مسدسه !

فالكلمة جعلت فرائصهم ترتعد خوفاً من أسم مثقف!

لوركا هو المشعل الذي بقي ينير الدرب نحو الحرية.. وان كان ثمن ذلك غالياً .

بوركت صديقي العزيز زياد

ودمت متألقاً .

القاص المبدع قيس لطيف الحبيب

حياكم الله

لابد ان يكون للحياة معنى ..

هكذا يجسدّها لوركا بكل ما يلمع من شعاع في أحشائه

ما يغلي في مكنوناته من أحلام... حتى يعكسها الى يقين

ما يكمّل من نواقص الجمر في موقده اللاهب.

والرماد من بعده

مازال يتناقله النسيم.

ولن يتوارى معناه.

شكرا من القلب أخي وصديقي العزيز قيس

على كل ما جاء في تعليقك الرائع الجميل.

سررت لأنك دوما للبقعة التي تزورها

تضيء.

 

التعليقات

إدراج الإقتباسات...