صهباء

صهباء


شوقي لكِ...

حينَ يغورُ الوقتُ بخِدْرِ الليلْ

ويُنحَّي الصمتُ لِثامَ الشُرُفاتْ

يتوسدُّ عطرَ الفُلّْ

ليسَ هروباً

ليس فراراً مِنّي

من هَلَعِ الذاتْ

أو طيّاً لهمومٍ

لا أُحسنُ إخفاءَ شواهدِها

يرسمُها فوقَ جبيني

قَدَرٌ يعلمُ أينَ اقيمُ

فيأتي وَحِلاً

يتوارى في ظلّ ملاكْ

في يدهِ عُشبَةُ حُبّْ

يجعلُ من وجهي ساحةَ حَربْ

يلْتَذُّ برؤيتِها

تُجّارُ النَكَباتْ

فرسانٌ فوق بِغالِ الكذْبْ

يرمونَ الآتي

بجريرةِ ما فاتْ

صهباءْ..

يا نفحَةَ ريحٍ في رئَةِ المسلولْ

يا صدْقَ فَمِ القائلِ

لو أعياهُ القولْ

لي...

أنتِ رسالةُ غفرانٍ

ودعاءَ استغفارْ

إنْ خانَ رُؤىٰ عَينيّ القلبْ

إن أخفىٰ ضَعفي

ما كَشَفَ الضوءْ

يا بدءاً لو صَعبَ البدءْ

يا بَوْناً بين عِبادةِ أفّاكٍ

وقداسةِ ربّْ

أسعى نحوَكِ كي أنفُضَ عني بلَلاً

يُثقِلُ جُنحي

فأطيرُ كنسرٍ

جَعَلَ المِخلبَ أعمىٰ

لأعودَ وصَيدي لا يثقلُهُ ذَنبْ

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

12-11-2021 11:12

الشاعر القدير حقاً في خدر الليل وصمته تتفجر زوابع , اشواق الحب والحنين والشوق لهذه الصهباء الرشيقة في جمالها المشرق مثل خيوط الشمس , أو الشوق والحنين للوطن الذي يئن تحت حوافر خراتيت الليل . جعلوا الوطن ينزع جلده ويلبس جلد تجار النكبات والمحن والاهوال , فرسان فوق بغال الكذب . اغتالوا كل جميل ومشرق في الوطن, حتى تحول الوطن الى غابة من الاشواك يتزعمها الذئاب الادمية التي باعت ضميرها وشرفها بالمزاد الرخيص . لكن مع عبثهم وخرابهم يظل القلب يتشوق بالحب الى هذه الصهباء , او صهباء الوطن الاصيلة . لو كان في مقدور هذه الخراتيت العفنة , ان يمنعوا الهواء عن الوطن لمنعوه وحجبوه عن الناس , ولكن يظل الحب يشرق في الروح . صهباء النص شوقي لكِ... حينَ يغورُ الوقتُ بخِدْرِ الليلْ ويُنحَّي الصمتُ لِثامَ الشُرُفاتْ يتوسدُّ عطرَ الفُلّْ ليسَ هروباً ليس فراراً مِنّي من هَلَعِ الذاتْ أو طيّاً لهمومٍ لا أُحسنُ إخفاءَ شواهدِها يرسمُها فوقَ جبيني قَدَرٌ يعلمُ أينَ اقيمُ فيأتي وَحِلاً يتوارى في ظلّ ملاكْ في يدهِ عُشبَةُ حُبّْ تحياتي ايها العزيز بالخير والصحة
هذا هو الشعر، نعم، وكأني لم أقرأ شعراً منذ سنين، نعم لم يمت الشعر بعد رحيل السياب ونازك والبياتي ولميعة ودرويش، أقول لمن يعشق هذه الأسماء تفضل اقرأ شعر عادل الحنظل، ابحثوا عن قصائده في الغوغل وارووا ضمأكم، هنا الجمال هنا الموسيقى هنا كوكب عادل الحنظل، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
عادل الحنظل

12-11-2021 11:05

الناقد الثر الاستاذ جمعة عبدالله حياك الله عزيزي وشكرا من القلب لاستحسانك النص وكلماتك المعبرة. للأسف في وطننا يعيش الناس في تناقضات وصراع نفسي بين ما هو موروث عفا عليه الزمن وما هو حديث يضغط باتجاه المستقبل. كان هذا النص ردة فعل على النصائح التي لا تنقطع من اصدقاء واقرباء بأن العمر مضى ولم يتبق منه الا القليل وعلينا القنوط والاستسلام لمشيئة الباري. كما ذكرتَ فأن المتعة البريئة حرام والسرقات والقتل مباح في شرعهم. أمنياتي لك بأفضل الاوقات ودمت صديقا طيبا عزيزي أبا سلام
عادل الحنظل

12-11-2021 11:05

الاستاذ الاديب والشاعر المبدع الاستاذ قصي صبحي القيسي تحية من القلب وحياك الله عزيزي. أخجلتَ تواضعي والله، واشكرك على الاطراء واستحسان النصوص، ويسرني حضور أديب مثلك. الشعر عندما ينبع من النفس يكون صادقا كما كل شيء آخر، أنا تحدثت بصدق عن أحاسيس حقيقية، ويسعدني جدا أنها لا قت رضاك واستحسانك. دمت أديبا مبدعا مثابرا وصحفيا باحثا عن الحقيقة.
أخي الشاعر عادل الحنظل، قصيدة جميلة ومتميزة يدرك قارئها أن للشاعر أوجاع كثيرة، فتجار الحروب كثروا في بلادنا والكذب والنفاق أصبح مفخرة.. أما الحرية التي هي منبع العدل في الحياة فما عادت موجودة على الإطلاق..فليس لنا ملجأ ولا متنفساً إلا هنا، في الأدب.. دمت أخي الحبيب عادل مبدعاً ومخلصاً لبلده، متمنياً لك دوام العافية
عادل الحنظل

14-11-2021 11:08

ألأخ والصديق العزيز المترجم البارع عامر السامرائي. شكرا لحضورك الجميل وثنائك على النص. أوجاعنا ياصاحبي لا تنتهي وكذلك معاناتنا ولهذا بين فينة وأخرى نخرج تلك الهموم بهيئة نصوص أدبية وقصائد للاحتجاج تارة ولدعوى التغيير تارة أخرى. المسالمون لايملكون غير الكلمة، رغم أنها تؤلم كاتبها أحيانا. خالص الود وأمنيات بأوقات جميلة.

التعليقات

إدراج الإقتباسات...