دوائي صـــــــــار منذ البدء كيّا
ووســــــطَ جزيرتي كنتَ الوليّا
ولا جُزُرٌ هنــــــــاك اليومَ ظلّتْ
ولــــــــــــكنْ عُصبةٌ نفقتْ بطيّا
بهم تهوي الرمالُ ســوى غزالٍ
نجـــــا وبيَ اهتدى فازددْتُ غَيَّا !
يكون العونُ في عُرف الندامــى
كـــــــــعرف الديك وضّاحاً جليّا
ولــــــــــــــــــكنْ عونُهُ كرٌّ وفرٌّ
وما مــــــــــن حيلةٍ تخفى عَلَيّا !
وأدري ما يحضِّرُ مــــــن فِخاخٍ
قريباً كــــــــــــان مني أو قصيّا
يورِّطُ كـــــــــــــــلَّ كهلٍ أو فتيٍّ
ومَن ما انفكَّ فــــــــي مهدٍ صَبيّا
ولســــــــــتُ أريد تشريحاً لحالٍ
بها استعصـــى الخيالُ وعَيَّ عَيّا
تصافحَ فـــــــــي دمي قلقٌ وشكٌ
كمعتزِلٍ يصـــــــــــــافح قُرمطيّا
أبو غْريبٍ بســـــــــــاتينُ اتقتني
وغاب مُســـــــــامِري أختاً وخَيّا
ولســـــــــــــتُ بعاقدٍ أملاً عليهم
ولا أنسى ازدرائي مشــــــــرقيا
ولستُ بواثقٍ مــــــــــن دَرْدبَيسٍ
فخنقُ الحيزبونِ علــــــــــى يديّا !
ولا فــــــــــــي حاكمٍ فظٍّ وثوقي
وإنْ ملأ الأزقــــــــــــــة مَستكيّا
ولا الدينارِ غواصــــــــــــاً مُعَدَّاً
وفــــــــــــي القيعان منقطعاً تقيّا !
بلادُكَ كهفُ إفلاطــــــــونَ يحوي
هوى شعبٍ تَلَخَّصَ فــي ( خَطيّا )
ويحرجني هــــــــــــــنا كبَراقشيٍّ
صباحاً فاطراً بــــــــــيْ أو عشيّا
عواءٌ ليــــــــــــس أرخمَ منه لحناً
ويُغري مَن بدمعي قـــــــــــد تزيّا
أماناً جدَّتي إذْ قلــــــــــتِ: عظمي
يرقُّ ليُشــــــــــــبِهَ اللحمَ الطريا !
ســــــــــؤالي ثاقبُ النجماتِ طُرَّاً
كـــــــــــــــــمنقارٍ أتى رَطَباً جنيّا
وَرَدّاً رمـــــــــــــتُ عذباً لا عذاباً
ويصـــــــــــفو لا ليُشرَحَ باطنيّا !
فإنْ أعتبْ فليْ عَتَبٌ على مَـــــــن
أهانوا بالســـــــــــــــماح المَجَدَليّا
مظاريفاً ســــــــــــــأرسل كلَّ آنٍ
وأرفقُ للإلهِ النــــــــــــــــاسَ طَيّا
ـــــــــــــــــــ
كانون أول ـــ 2021
برلين
ــــــــــــــ
* ـ قال صفي الدين الحلي ناقداً وساخراً من بعض الألفاظ في اللغة :
إنما الحيزبونُ والدردبيسُ ... لغةٌ تشمئزُّ منها النفوسُ .
** كهف إفلاطون : فكرة إفلاطون الجوهرية في هذا المثال أو النظرية هي أن ما اعتدنا أن نراه قد لا يكون الحقيقة وإنما هو محض ظلال مخادعة وعليه فالحواس بالنسبة له لا يمكن التعويل عليها.
يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا
28-12-2021 12:09
02-01-2022 01:01
04-01-2022 01:11
صباح السرور عزيزي الناقد المبدع جمعة عبد الله
جميلة هي طلَّتك كالمعتاد وتبهج الروح
ولكن دعني أعتاد على موقع آفاق معرفية ، هذا الموقع الثر فإني أنشر به لأول مرة !!
ممتن جداً لروحك الهفهافة الذواقة السمحة
29-12-2021 12:10
تصافحَ فـــــــــي دمي قلقٌ وشكٌ
كمعتزِلٍ يصــــــــــــــافح قُرمطيّا
مزيج جميل وعامري بامتياز ينسج بين الحزن والمؤاساة والذم والمدح والعتاب والرضا عن النفس في النهاية.
حُييت شاعرا جميلا ياعامري
31-12-2021 12:12
04-01-2022 01:11
محبة وتقدير للشاعر الرفيع عادل الحنظل
وكم جميل أن أقرأ كلماتك المبهجة
دام وهج حروفك وابق في هناء وحرز
30-12-2021 12:12
المبدع العزيز العامري.
رماكَ الحـــــــــــبُّ مغشياً عَلَيَّا
ووســـــــطَ جزيرتي كنتَ الوليّا
لو قلْتَ :
رماني الحُبُّ مغشيًا عليّا.
لكان التعبيرُ أجملَ وأدقّ
اللعنة على قلبك أيها الشقندحيّ
حينَ تشطحُ وحينَ تبدعُ وحينَ تبعثُ حيّا 👌😆👍
04-01-2022 01:11
أهلاً بالشاعر االمضيء مصطفى علي
صدقني أردتُ صياغة المطلع بنفس صياغتك ولكني فكرتُ بأن سريلة المطلع أكثر إثارة !!!
والسريلة من السوريالية كما تعرف
جدا ممنون لحضورك ونعناعه
30-12-2021 12:01
لمحتُ التوَّ صبّاً عامريّا
مع الضلّيل يكرعُ مستكيّا
ويقرع نخبه الكاسات ليلًا
حواريّاً يناجي ناصريّا
ورغمَ التيهِ لم يسجدْ لعِجْلٍ
ولم يركبْ قطارًا سامِرِيَّا. 👌😆
01-01-2022 01:04
04-01-2022 01:04
الله على براعة أبياتك وسرعة البديهة عندك وخفة دمك !!!
محبة للشاعر الأصيل مصطفى علي
لا يوجد اقتباسات