عندما يشتمُ الظمأُ الماءَ

عندما يشتمُ الظمأُ الماءَ


رآني سماءً فانحنىٰ
وحينَ استوىٰ
لَعَنَ القَضاءْ

***

يَدّعي الوَفاءْ
مَن يًحسًبُ الشَوك
خَطيئةَ الوَردْ

***

قَنطرَةٌ مِن جذعِ نَخلٍ أنا
يَجتازُني مَن يَجهلُ العَومْ
ويَشتُمُ الكَرَبْ

***

لمّا تهجرُ البُذورُ السَنابل
ويَنضبُ ضَرعُ الأرضْ
يَختالُ التِبنْ

***

في ظلّي
نَمَتْ زَهرةٌ أحْرَقَتها الشَمس
فساوَمَتْ فَيئي

***

حَظّي مِن طينْ
في عتمةِ حُزنهِ
يَنطفئُ الذَهب

***

عندَ اتّقادِ الحاجَة
يَخمدُ السُؤال
عن معاني الكبرياءْ

***

ليتَ في عيني بَريقُ الرَغَبات
فتُحسَبَ نظرتي
دعوةَ ليلْ

***

هل يعيبُكَ اللّهاث
وأنتَ رمزُ الوَفاء
أيّها الكلبْ

***

بينَ رمشي وعيني
ومضةُ حُبّ
تعبرُ الزَمن

***

حينَ أدركَ في ضِفَتي النَجاة
ظنّ الدُعاءَ نَصيرهُ
مسافرٌ عَمِهَ الطَريق

***

في شرفتي
حائرٌ يَستعذبُ الريح
ويَمقتُ القَمَر

***

كلّ ما سواكِ أصطناع
تمهرُ في غزلهِ العُيون
يا سَماحةَ الخَمر

***

لو كان للنكرانِ فمْ
ينطقُ عن هوى النفوسْ
لقال أنا الإله

***

لكَ .. قَطّرتُ الحَجَرْ
وفصدتٌ أوردتي كي ترتوي
يا ظامئأً شتمَ الماءْ

***

عادل الحنظل

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

08-03-2022 03:07

الشاعر القدير الاستاذ عادل الحنظل ......... يَدّعي الوَفاءْ مَن يًحسًبُ الشَوك خَطيئةَ الوَردْ........... حَظّي مِن طينْ في عتمةِ حُزنهِ يَنطفئُ الذَهب ............ لو كان للنكرانِ فمْ ينطقُ عن هوى النفوسْ لقال أنا الإله .......... مقاطع من القصيدة الثلاثية بشكل مركز في اللوحة الحسية بالتصوير في ريشة المشاعر الداخلية , بما افرزته الحياة والواقع اليومي من ثمار قد تكون لذيذة وقد تكون مرة كالعلقم , بهذه الرؤية السديدة والحكيمة المتبصرة , بما تعلمنا الحياة من تجارب واختبارات نستطيع ان نفرز بوضوح بين الشوك والزهرة . بين النكران والوفاء , بين التعالي المتغطرس والتواضع البسيط , لا يمكن ان يكون الكل في سلة واحدة , وتقييم ومعيار واحد بين الاخضر واليابس , بين القبيح والجميل . لا يمكن ان نظل على نفس المنوال والنمط الميكانيكية بالجمود , لان الحياة والظروف تتبدل وتتغير , لذلك ان تتغير المعاير التقييم , لان الحياة علمتنا على الازدواجية الشيطانية والغبية الساذجة , , وينبغي ان تكون لنا رؤية حتى لا نخلط الاشياء , بل ينبغي ان نضع كل شيء في مكانه الصحيح والملائم , حتى لا نقع ضحية السذاجة وغفلة الغافلين ...... اخترت هذه المقاطع الثلاث لاني اعتقد انها قريبة جداً من مشاعر واحساسي في المتغيرات وتبدل المواقف من اقصى اليمين الى اقصى الشمال ......... تحياتي اخي الحبيب لروعتك التي تقدمها من عمق التجارب العميقة , ودمت بالف خير وعافية , وبرعت في هذه التراتيل الحكيمة
زائر

09-03-2022 03:10

الناقد الثر والأديب الاستاذ جمعة عبدالله

شكرا من القلب لمشاعرك الطيبة واحساسك بالنص. إنها تجاربي الشخصية مع الناس، إنسان فعلت المستحيل من أجل  انتشاله من الفشل ووضعه على طريق النجاح، وحين اطمأن أنه في مأمن تنكر لكل شيء وقابلني بالنكران. هذه هي الحياة كما يبدو، مجرد تبادل مصالح تماما مثل الدول.

سلمت أيها الصديق الطيب وأتمنى أن يكون حظك في هذا أفضل من حظي.
خالص الود والمحبة.

التعليقات

إدراج الإقتباسات...