لولا ثراك

لولا ثراك


وطَني
كما الحُبلىٰ تُقلّبُ حَملَها
تُصغي الى آهاتهِ
تَستشعِرُ النيّاتِ في نبَضَاتهِ
فإذا تراءىٰ فيهِ عرقُ مُروءةٍ
ظنّتْهُ لَعنةَ من يُلوّثُ نسْلَها
تلقيهِ مَنسيّاَ
يُكابدُ جورَها لنَجاتهِ
ترميهِ لا أرضٌ لهُ
لا إسمَ تعرفهُ بهِ
وكأنَّ في خَلَجاتهِ
عاراً يُدنّسُ ظِلّها
وطني كإمرأةِ تدورُ بضَرعِها
تسقي بهِ نَذلاً يُبارِكُ ذلَّها
كالنخلةِ العَيطاءِ والعَوجاءِ
ترمي تَمرَها
في صَحنِ جيرانٍ
وتَحرِمُ أهلَها
وطني يرىٰ اللُقَطاءَ من خُلَصائهِ
والمُخلصينَ أذَمَّ من أعدائهِ
هل لي فَخارٌ أنَّ في بَلدي
تَحدّثَ منذُ آلافِ السنينِ نبي
فمُجِّدَ ذكرُهُ
وامتَدّتِ الأديانُ في أرجائهِ
لا أفهمُ التاريخَ إلّا حاضراً
الحرفُ أقرؤهُ هنا
والمجدُ مجدي
لو وجدتُ العزَّ في عَليائهِ
ما ينفعُ الذكرُ الجميلُ
ومَلءُ كفَيَّ الحصىٰ
أأسامُ ذُلّا
كي يُقالَ يموتُ حَتْفَ وفائهِ
وطني يُفرّقُنا ألرَحيلُ
ألا ترىٰ روضي
وقد أبْدَلتَ فيهِ الكَرمَ شَوكاَ
كي أعاني الضُرَّ في حَلْفائهِ
عذراً أبي
في رحلتي
نحوَ المَشارقِ والمَغاربِ كلِّها
فثرىٰ ضريحِكَ قِبلَتي
هيَ موطني
وسوىٰ ثراكَ فليسَ لي
بلدٌ أُمَنّي النفسَ في نَعْمائهِ

***

عادل الحنظل

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

جمعة عبدالله

30-12-2021 12:12

الشاعر القدير  الاستاذ عادل الحنظل

هذه الارهاصات الشعرية المنطلقة من اعماق احساس الوجدان , تكشف   المصارحة الصادقة , رغم مرارتها , ولكن ينبغي ان نسمي الاشياء بأسمائها الحقيقة ولا نجامل على  خمط الواقع والحقيقة. لذا فأن هذا الشغاف الشعري المؤلم في اوجاعه , ينزل الى الجرح وعمق الحقيقة المرة كالسم في العلقم , من معايير الوطن المنحرفة والمقلوبة في ميزان العدل المقلوب , روعة المجازية في وصف الوطن بالام , التي تتحمل معاناة الحمل والمخاض , وهذا الوصف ينطبق تماماً على العراق أو الوطن الام أو الارض الام , الذي يحرث في هذا الزمن الارعن والاسود في معايير زائفة بعيدة جداً عن  المنطق وجادة الصواب والعقل  . لان هذه الام الوطن تجد من ابنائها يحمل عرق الكرم والوفاء والاخلاص , تعتبره دنس يلوث نسلها , وتلعنه منسياً وتدفعه ان يفتش عن ماوئ في مشارق الارض ومغاربها . تعتبره تهمة خطيرة  , لذلك تقذفه الى المجهول والمجاهيل , بينما تعتبر اللئيم والجاحد وناكر النعمة تغدق عليه  الكرم والجاه والعطايا  , تغدق عليه النعم  تنزل كالمطر الغزير . لذلك على الوفي والطيب ان ينسى النعمة في الوطن او الوطن في عليائه , ان ينسى العز في عليائه في الوطن . ان ينسى رد الجميل من الوطن لانه حفظه في اعماق قلبه وصانه من التلوث , ان يعتبر نفسه منسياً من الوطن , لان هذه الام تبدل الكرم بالشوك , وتشفع لكل حاقد وعاق وجاحد . رحم الله المتنبي الكبير في قوله الشعري المأثور : إن اكرمت الكريم ملكته وان اكرمت اللئيم تمردا .  لكن الوطن الام يقلب هذه المعادلة المقلوبة  ان يصبح اللئيم بدلاً الكريم , ان تغدق  عليه النعم والبركات . اما المخلص والشريف والطيب تعفرفه بالتراب والنسيان والاهمال والحرمان  . تجعله خارج الحدود بلا وطن , اصبحت هذه المبادئ  سنة وشريعة للام الوطن .

تحياتي ايها الاخ الحبيب

كُل شطر من هذه القصيدة هو قصيدة بحد ذاتها، كل شطر يختصر سنوات من أوجاع الوطن، أكثر مقطع تأثرتُ به هو:

وطني كإمرأةِ تدورُ بضَرعِها
تسقي بهِ نَذلاً يُبارِكُ ذلَّها
كالنخلةِ العَيطاءِ والعَوجاءِ
ترمي تَمرَها
في صَحنِ جيرانٍ
وتَحرِمُ أهلَها

حقاً لقد أبدعتَ وأجدتَ في وصف حال الوطن ومأساتنا داخل وخارج هذا الوطن، تحياتي ومحبتي واحترامي لشاعرنا الكبير الأستاذ الغالي عادل الحنظل.

زائر

07-04-2022 04:04

الشاعر والأديب المبدع الأستاذ قصي القيسي

نحن والوطن الصريع في صراع مستمر لسنا سوى خاسرين فيه، أوجاعنا منه أبدية، قربنا منه أو بعدنا.

أشكرك من القلب لكلماتك المشجعة وأعتذر عن تأخري بالرد فلم أر تعليقك إلا مؤخرا.

محبتي واحترامي ودمت شاعرا وصحفيا مكافحا من أجل الحقيقة.

التعليقات

إدراج الإقتباسات...