مزاميرُ آلِ الملا نزار

مزاميرُ آلِ الملا نزار


لسْتُ ذاكَ المنهلَ الصافي، أنا

مِنْ مزاميرِ الرحيلْ

 

حمّلتني إرثَها الطاعنَ في السنِّ،

وسنّي

منْ سنانِ الرمحِ أيامَ (التشابيهِ)

وذا الزنديقُ منْ خلفِ الستارْ...

 

شبَّ طوقُ القلبِ حتى أسفرَتْ

عنْ وجوهِ القومِ أسفارُ القبيلْ

 

خارجٌ بينَ البراكينِ

وأقدامي ينابيعُ

وصوتي منْ سنينِ القهرِ

توّاقُ الصهيلْ

 

قبّلتني قِبلةُ الآفاقِ

أسرجْتُ سراجي

بين عينيَّ

ركبْتُ البحرَ

والصحراءَ

والواحاتِ

والسهلَ الخصيبْ

كانَ انجيلي تسابيحَ حروفي

سدرةَ الدارِ وحنّاءً وشمعةْ

دمعةً من عينِ أمي (ليلةَ العاشرِ)...

مِنْ ذاكَ الشهيدْ

ونديمي الليلُ،

أطرافُ النهارْ..

مِنْ رفاقِ الرحلةِ الأولى

فؤادي مِنْ ضياءِ البدرِ

في ليلةِ عرسٍ ورجولةْ

والمزاميرُ تغني:

املأِ الكأسَ وسامرْنا

أما تُصغي الى الخيّامِ

يا هذا الخفيفُ الظلّ

موّالَ الأصيلْ!

املأِ الكأسَ

فما الرحلةُ إلّا  مِنْ سُرى

ريحِ النخيلْ!

 

شربتْني الريحُ، ألقتني

على صوتِ الهديلْ

 

كانَ ليلاً شاهداً

كنتُ أغني:

يا ليالي الوصلِ في بغدادَ،

آهٍ.....

منْ مساميرَ تدقُّ القلبَ

فوق الحائطِ الباكي

وشكوايَ أناشيدُ الطفولةْ

رقيةٌ منْ فمِ أمي

ودعاءٌ من أبي

قُبةٌ من فيضِ ذاكَ النورِ

في دارِ (نزارٍ) شابَ

حتى ألقَتِ الرحلةُ مرساها

على وادي السلامْ،

يا سلامْ!

كمْ سلامٍ مرَّ فينا

كمْ سلامٍ غابَ عنا

كمْ سلامٍ شبَّ حتى حملَ الرايةَ

والعشقُ بريقٌ

في مزاميرِ الخليلْ...

 

كمْ خليلٍ راحَ في ليلٍ بهيم

كمْ خليلٍ هاجرَ الرايةَ

والرايةُ تروي

عن أخلّاء تراخوا

وأخلّاءَ تناسوا

وأخلّاءَ تهاووا

وأخلّاء اختفوا

وأخلّاءَ على العهدِ

معَ المجرى الطويلْ...

 

عبد الستار نورعلي

الخميس 30.9.2021

 

تقييم النص

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل كي تتمكن من الرد هنا

التعليقات

مصطفى معروفي

26-11-2021 11:06

خارجٌ بينَ البراكينِ

وأقدامي ينابيعُ

وصوتي منْ سنينِ القهرِ

توّاقُ الصهيلْ

صوت شاعري عالي النبرة ،و تدفق شعري  يمتح من الهم الإنساني مضمونه

قصيدة رائعة من شاعر رائع

دمت متوقد القريحة أخي الاستاذ عبد الستار.

 

زائر

26-11-2021 11:09

أخي الشاعر المحلق مصطفى معروفي،جميل امتناني لحسن ذوقكم ورفعة كلماتكم. انها شهادة من مبدع أصيل اعتز بها. لكم من الأعماق محبة بحجم قامتكم الشعرية
جمعة عبدالله

27-11-2021 11:12

 

الاخ الحبيب والشاعر الكبير عبد الستار نورعلي

 

ستبقى ذلك المعلم والاستاذ الشهم صاحب الهوية العراقية الاصيل في وطنيته وإنسانيته. معلماً واستاذاً لكل من يسير في درب النضال والحرية. لأنك رضعت طيباً وصفاءاً ونقاوة من بيتٍ عزيز وكبير وكريم.  ونشأت وتربيت على اخلاق وقيم ومبادئ إنسانية كريمة. 

تعلمت ان تكون صوتاً مدافعناً عن الحق، مدافعاً عن المظلومين والمحرومين، ولا تهاب قسوة جلاد ولا إرهاب طاغٍ متكبر. فسرت في طريق النضال الثوري للدفاع عن الوطن. وسرجت نورك لتضيء طريق الظلام. فكنت ذلك المناضل الأصيل في روحه المفعمة بالطيبة، والنقاوة، والنزاهة، والوطنية. شهم، لا تخدعك مغريات الحياة، ولا تبيع مبادئك الثورية، لأنها في اعماق قلبك ووجدانك النبيل، لا كما يفعل البعض حين يبيع مبادئه وقيمه في المزاد العلني الرخيص. 

ستبقى كما عرفناك ذلك الانسان البسيط الطيب، والمتواضع. قاومت سنوات القهر بروح صلبة لا تلين ولا تتفتت، وبقيت شامخاً. قاومت الارهاب والقهر والعسف والحرمان، مرفوع القامة كنخلة الله في العراق. لم تصدر منك اساءة للآخرين.

كرهت الطغاة والفاسدين بائعي الوطن. كرهت كل الذين يكنزون الذهب والدولار بالسحت الحرام، وبغضت كل الذين يسرقون خبز الفقير. هكذا عرفتك استاذي ومعلمي الكبير، فلتبقى زهرة نقية فواحة بعطر القرنفل والرياحين العراقية.

 لقد أغاضني وأغضبني ذلك المتنطع الذي استجدى منك لكي تقول فيه ما لا يستحقه، مستغلاً طيبتك وحسن ظنك. ان مثل هؤلاء المخلوقات الهجينة المصابة بعمى القلوب والنرجسية الزائفة، لن ينالوا من شموخك. ولكن ليس العتب على هؤلاء، وإنما كل العتب والمسؤولية تقع على إدارة المواقع التي لا تحترم القيمة الإنسانية، وليس لها من المعايير ولا من القيم لكي تستطيع أن تزن فيها بضاعة أمثالك، فهم يضعون الأخضر واليابس في نفس الميزان. همهم الوحيد هو النشر، ثم النشر، ثم النشر، والكسب، حتى وإن كانت البضاعة حقيرة وزهيدة، ومهما بلغ الموضوع أو التعليق عليه تافهاً وضحلاً. 

لقد قرأت الكثير من الترهات والهذيان في مواضع عديدة، يكتبها أنساس مرضى بالنرجسية، وكانت كتاباتهم توضع بنفس الميزان وتقاس بنفس المعيار، لا بل كانت كفة ميزان البضاعة المسجاة أثقل من بضاعة الشعراء الذين لهم مكانة مرموقة في الأدب. ادباء يحملون راية الابداع عالياً، فكان الأجدر أن تنشر لهؤلاء المبدعين وإبعاد المدعين بالثقافة. ولكن ان يكون التقييم والمعيار واحد ويكون للصالح وللطالح نفس المعيار فهذه مصيبة كبرى. 

المهم غاية تلكم المواقع هو النشر، والكسب ولا يهمهم إذا كان المنشور زهرة يانعة فواحة بعطرها، أو كان المنشور زهرة بلاستيكية. 

ان انعدام المعايير في تلك المواقع، سمح لبعض المتطفلين على الأدب، ان يسرحوا ويمرحوا بكل حرية. ودعني أقول إن البيت الذي لم يبن على معايير حقيقية سينهار عاجلاً أم آجلاً. 

لتبقى ايها الكبير شامخاً ومتألقاً، لتبقى ذلك الشاعر الكبير. نرحب بك هنا في موقعك آفاق معرفية ويسعدنا ويشرفنا أن نرى نتاجاتك، فهنا مكانك، وأنت بين من يعرفون قدرك.

دمتً بخير وعافية 

زائر

27-11-2021 11:08

أخي الناقد المبدع جمعة عبدالله، تامرني دائما بجميل مشاعرك، وكبير قراءاتك، التي ننتظرها، لأنها تحلل وتقول الحق ونصف المبدعين. شكرا لكم ثانية وثالثة مع محبتي
حميد الحريزي

27-11-2021 11:01

لكن كل الحب والتقدير مع الود

التعليقات

إدراج الإقتباسات...